- قام بانقلاب عسكري على الرئيس أوبوتي.. وأعدم القادة العسكريين المعارضين
- لقب نفسه بـ «هازم الأمبراطورية البريطانية» وملك اسكتلندا وأجمل وجه في العالم
- اتهمه خصومه بأنه من أكلة لحوم البشر.. وعهده شهد مقتل مئات الآلاف من الأوغنديين

منح نفسه ألقابا كثيرة، منها رئيس مدى الحياة، وهازم الإمبراطورية البريطانية و»المارشيل» و «الحاج» بل ونصب نفسه ملكا لأسكتلندا، بعد أن تملكه الغرور وأصيب بجنون العظمة بعد سنوات من الحكم تسبب في العديد من الأزمات لبلاده.
اكتسب شهرته من كونه شخص خطر لا يمكن توقع افعاله، ووصف نفسه بأنه محاربا ولا يجيد العمل السياسي، وبالفعل عرف عنه أنه لا يجيد الحوار أو فنون السياسية، على العكس تماما فكان بارعا في فنون الطغيان والديكتاتورية، فاستخدم القتل والقمع والاستبداد وسحق كل من يفكر في معارضته.
 
 
 
 
منذ اليوم الأول في الحكم بعد الانقلاب الذي نفذه في عام 1971، قام بحملة إعدامات للمناهضين للانقلاب وطالت قادة الجيش، كما نفذ حملة تطهير واسعة شملت كافة المؤسسات الحكومية والعسكرية لمحو أي أثر وسحق مؤيدي أوبوتي.
عيدي أمين دادا الرئيس الثالث لأوغندا الذي سطر سيرته بدماء معارضيه، فلقبه شعبه بجزار افريقيا!، شابت فترة حكمه الصراعات الأهلية الشديدة بين الأعراق المختلفة بأوغندا وشهد عصره عنفاً مستمراً واغتيالاتٍ للمنافسين السياسيين، واتهم من القوى الغربية بالديكتاتورية.
نهاية عيدي أمين
فيما كان عيدي يصدر التصريحات الاستفزازية لتنزانيا، والإعلان عن نيته في إحتلالها، أصبحت تنزانيا مقراً ونقطة تجمع لمعارضيه، إلى ان زادت حدة التوتر بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.
وبلغ التوتر أشده في أكتوبر عام 1978، وتمكن الغرور من عيدي أمين، إلى أن أمر بغزو تنزانيا في أكتوبر عام 1978 وقام باحتلال مثلث كاجيرا وهى منطقة صغيرة بتنزاينا.
جاءت خطوة عيدي أمين الذي يدير البلاد بصبيانية، للتغطية على مقتل حوالي 500000 من مواطنيه على يد قوات نظامه وقطع جميع الدول لعلاقاتها الدبلوماسية معه، وفي نفس الوقت كمحاولة للتغطية على تمرد في الجيش.
وعلى إثر خطوة عيدي، قامت تنزانيا بتنظيم صفوف المعارضة ودعمهم ومدهم بالسلاح والعتاد في محاولة للانقضاض مرة أخرى على قوات عيدي أمين.
 
 
 
وبالفعل نجح قوات المعارضة في توحيد صفوفهم من خلال منظمة الجبهة الشعبية لتحرير اوغندا والتي يرأسها الرئيس المعزول أوبوتي في إسقاط عيدي أمين بعد الاستيلاء على العاصمة كمبالا وطرده خارج البلاد، وأعيد أوبوتي إلى الحكم مرة ثانية.
وبعد اطاحته في 1979 قال «لم اخسر بلادي بل قمت باعارتها. وبما اني صاحب الحق فاني سأستردها يوما». ولعل اكثر تصريحاته طرافة تعود الى فبراير 1981 عندما قال «منذ رحيلي لم تعد حقوق الانسان محترمة في اوغندا».
واختفى عيدي فترة، وتضاربت الأنباء حول بقائه على قيد الحياة، إلا أنه قد فر إلى ليبيا، ثم توجه إلى المملكة العربية السعودية وعاش فيها يصارع المرض لمدة طويلة من عمره إلى أن دخل في غيبوبة وتوفي في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
 
نشأة عيدي أمين
ولد عيدي أمين عام 1925 في مدينة كوبوكو بوادي النيل الغربي، ووالده كان من قبيلة الكاكوا على حدود أوغندا والسودان، وأمه من قبيلة لوغبارا التي تعيش حول مدينة أروا.
تعرض أمين إلى صعوبات كثيرة في طفولة التي لم تكن سعيدة، وهجر والده أمه وهو طفل صغير، فاضطرت والدته إلي الزوح إلى لوغازي في منطقة موكونو لتعيش بين قبيلتها.
ثم انتقلت بعد ذلك إلى بويكوي مع ابنها ومن هناك بدأت حياة أمين الحافلة بالأحداث، حيث كان يبيع الدونتس وتعلم لغة اللوغاندا والسواحيلي عن ظهر قلب واعتنق الإسلام، وفي تلك الحقبة كان أي أفريقي يصبح مسلما وهو في الجيش يسمى نوبيا، ومن هنا اكتسب أمين هويته النوبية.
 
 
 
مساعدا في المطبخ
عمل خلال فترة حياته الأولى في الجيش مساعدا في المطبخ ولكن بسبب تكوينه الجسماني الضخم التحق بالرتب النظامية فأصبح جنديا، وكان مثالا لمحاربي القبائل التقليديين لما يتمتع به من ضخامة الجسم وسواد الهيئة وكان يتصف بغرابة التصرف وميله لإطاعة الأوامر.
 ولحبه الشديد للرياضة، تعلم أمين الملاكمة والرجبي وأصبح بطل أوغندا للوزن الثقيل بين عامي 1951 و1960 واشتهر في السبعينيات بتصرفاته الغريبة مثل قفزه في حمامات السباحة بكامل زيه الرسمي.
وبدأ عيدي أمين دادا حياته جنديا في كتيبة رماة تابعة لجيش الاستعمار البريطاني عام 1946 وأصبح واحدا من أوائل ضباط الصف الأوغنديين، ثم ترقى إلى رتبة ملازم بعد اشتراكه في ثورة الماو ماو في كينيا.
 
 
 
ولائه لأوبوتي
وبعد الاستقلال عام 1962 كافأه ميلتون أوبوتي أول رئيس أوغندي على ولائه بترقيته إلى رتبة نقيب عام 1963 ثم نائب قائد الجيش عام 1964 حتى وصل إلى رئاسة أركان الجيش عام 1970، ومنذ ذلك الحين بدأ أمين يجند المقربين إليه من قبيلته في الجيش.
بدأت علاقات الرجلين تتدهور بعد سماع أمين أن أوبوتي كان يخطط للقبض عليه لسوء استخدام أموال الجيش فسارع أمين إلى الاستيلاء على السلطة في انقلاب 25 يناير 1971 عندما كان الرئيس في زيارة لسنغافورة، وأسس نظاما مستبدا. وبعد استيلائه على الحكم، قام أمين بإعدام القادة العسكريين الذين لم يؤيدوا الانقلاب.
قام أمين باستخدام أموال الجيش وفقا لأهوائه الشخصية والتصرف فيها كما لو كانت ملكية خاصة، الأمر الذي استفز “أوبوتي” الذي قرر القبض على عيدي ومحاكمته، بعد عودته من سنغافورة لحضور مؤتمر” الكومنولث” يناير 1971، لكن الوقت لم يسعفه، فبمجرد أن عرف عيدي أمين نيته، قام بانقلاب عسكري وعزل أوبوتي واستولى على السلطة.
إهانة الجنس الأبيض
وفي إحدى المؤتمرات الإفريقية، فاجأ عيدي أمين الحضور عندما دخل جالسا على كرسي فرعوني، يحمله على أكتافهم أربعة من البريطانيين الاشداء، وهو ما اعتبر الاهانة للجنس الابيض، بعد ان قضى على الوجود الاقتصادي الآسيوي الذي كان يمتص دماء الأوغنديين، واستثارت الرسالة التي قصدها الرئيس الأوغندي حماس الأفارقة الذين عاشوا عقودا متتالية يحملون المستعمر الابيض على اكتافهم عبر الادغال والسهول والوديان.
وتمادى عيدي في تصرفاته المثيرة للجدل، وبدأ يرتدي ميداليات كثيرة على قميصه، ومع تنامي غروره الشخصي، عندما قال «وجهي هو أجمل وجه في العالم».
وتحدثت منظمات دولية عن الفظائع التي حدثت خلال حكمه، وهناك شهادات وشائعات عديدة تناولت جرائمه في حين تؤكد تقارير أن بين 100 ألف 500 ألف قتيل سقطوا ضحية تلك الممارسات وفقا لتقديرات مختلفة، وحمل النيل جثثا كثيرة كما عثر على جثة احدى زوجاته مقطعة اربا في سيارة، وتحدث خدم عملوا سابقا لديه عن رؤوس بشرية موضوعة في الثلاجات.
واتهم مرات عديدة بأنه من اكلة لحوم البشر، وقد اقر بأنه تناول مرة اللحم البشري مرغما عندما كان يخدم في الجيش البريطاني وعندما كان أسيرا لدى قبائل الماو الماو. وفي 9 أغسطس 1972 أمهل ما يقارب 70 ألف مقيم آسيوي 90 يوما لمغادرة البلاد بناء على رؤية رآها في منامه ادعى فيها أن الله أوحى إليه بطرد هؤلاء الناس، وأما من بقي منهم فقد تم ترحيله من المدن إلى القرى، وفي نفس العام قطع أمين العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وبريطانيا عام 1976