حولت أسعار النفط الخام مسارها إلى الصعود بعد تقارير عن احتجاز إيران لسفينة شحن أميركية، وهو ما أثار توترات سياسية ومخاوف بشأن أمن شحنات النفط الخام من الشرق الأوسط. وكانت أسعار الخام قد تراجعت في وقت سابق بفعل تكهنات بأن بيانات حديثة ستظهر ارتفاعا جديدا في مخزونات النفط الخام الأميركية إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي.
 
وقال المحلل النفطي في شركة إكسبرو « رالف فالتمان إن تباطؤ نمو الأسعار لا يعني العودة إلى الانخفاضات من جديد بل إن ارتفاعات قوية قادمة. وأشار إلى تنبؤات المؤسسات الدولية وتقديرها لأسعار النفط في الفترة المقبلة وأحدث التقارير في هذا الشأن ما صدر عن رفع «بانك أوف أميركا» توقعاته لأسعار خام «برنت» في عام 2016.
 
وأضاف فالتمان أن تأثير الارتفاعات القياسية للمخزونات الأميركية من النفط سيقل تدريجيا ولكن أن الأجدى الآن أن نركز على عنصر أهم يمتد تأثيره إلى المدى الطويل وهو مستوى الطلب العالمي الذي يجب أن تتسارع جهود تحفيزه من أجل نمو السوق. وارتفع سعر برنت في العقود الآجلة 55 سنتا إلى 65.38 دولار للبرميل. وصعد الخام الأميركي 75 سنتا إلى 57.74 دولار للبرميل، كما نقلت وكالة رويترز.
 
وانخفض الدولار 0.4 بالمئة أمام سلة عملات وهو ما حد من خسائر «برنت». ويزيد تراجع الدولار من جاذبية السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية لحائزي العملات الأخرى. وواصلت سلة خام «أوبك» ارتفاعاتها السعرية وسجلت 61.06 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 60.95 دولار للبرميل في اليوم السابق.
 
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أمس إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حافظ على ارتفاعاته السعرية ليتخطى 60 دولارا للبرميل لليوم الثاني على التوالي ويحافظ على موجة الارتفاعات التي تسارعت خلال (أبريل).
 
من جهته قال مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية « أوسكار إنديسنر إن السيطرة على إمدادات النفط في الشرق الأوسط ومنع ممارسات التنظيمات الإرهابية كفيل بانعاش السوق خاصة في ظل وجود العديد من العوامل الإيجابية التي تدعم نمو الأسعار.
 
وطالب بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على الدول والحكومات التي تقوم بشراء النفط المسروق مع العمل على سرعة تسوية الصراعات السياسية في الشرق الأوسط وتأمين الموانئ والمنشآت النفطية وضمان استقرار الإنتاج.
 
ورفع بنك باركليز توقعاته لمتوسط أسعار الخام في 2015 و2016 وعزا ذلك إلى التوترات الجيوسياسية، وتعطيلات مفاجئة للإنتاج، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. ورفع البنك توقعه لسعر «برنت» تسعة دولارات إلى 60 دولارا للبرميل في 2015 وثمانية دولارات إلى 68 دولارا في 2016؛ كما نقلت وكالة رويترز.
 
كما رفع توقعه أيضا لسعر الخام الأميركي ثمانية دولارات إلى 54 دولارا للبرميل هذا العام وسبعة دولارات إلى 64 دولارا لعام 2016.
 
وقالت مديرة السياسات الأوروبية في مؤسسة تحديات تغير المناخ وحلول السوق سارة دبلوك إن مواجهة تغيرات السوق تحتاج إلى تضافر جهود المنتجين سواء داخل «أوبك» أو خارجها لأن حالة التنافس الكبير على الحصص السوقية ورفض كل طرف أن يبدأ بتخفيض الإنتاج لرفع الأسعار أدت إلى مزيد من التوتر في السوق.
 
وأكدت أهمية الجولات المرتقبة من الحوار بين روسيا و»أوبك» وأيضا التنسيق والاتصالات المكثفة التي تجرى حاليا على مستوى الدول الأعضاء في «أوبك» قبل الاجتماع الوزاري في 5 (يونيو) المقبل. ونبهت إلى ضرورة أن تحتل قضية التغيرات المناخية والمعايير البيئية اهتماما أكبر من مناقشات منتجي النفط التقليدي المقبلة خاصة أن هذه القضايا صارت أكثر إلحاحا وتأثيرا في هذه الصناعة الحيوية.