توقع مختصون نفطيون أن تسيطر التقلبات السعرية على الأسواق خلال تعاملات الأسبوع الجاري بعد أن سجل الخام خلال الأسبوع الماضي أعلى مستويات سعرية في سبعة أشهر ونجح في كسر حاجز الـ 50 دولارا للبرميل إلا أن صعود الدولار والمخاوف من استمرار وفرة الإمدادات ضغطت على الأسعار مرة أخرى وعرقلت مزيدا من المكاسب السعرية. ويقول لاديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط «سلفونفط»، «إن تحسن مستوى الأسعار يؤكد صدق رؤية منظمة «أوبك» للسوق حيث راهنت منذ البداية على أن السوق ستتوازن تلقائيا دون تدخل للتأثير في مستوى الأسعار وهو ما يؤكد أن المنظمة ما زالت تتمتع بفاعلية وقدرة على رؤية تطورات السوق وأن محاولات التقليل من دورها باءت بالفشل». من جهته، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة «إيه كنترول» لأبحاث النفط والغاز، أن اجتماع وزراء «أوبك» هذا الأسبوع سيكون أقل توترا وصعوبة وربما لا تكون المفاوضات مطولة ومعقدة مثل الاجتماع السابق مع ترجيح بقاء سقف إنتاج المنظمة عندى المستوى الحالي الذي يصل إلى 32 مليون برميل يوميا. إلى ذلك، قال ريتشارد موريسون المدير الإقليمي لشركة بريتيش بتروليوم «بي بي» في خليج المكسيك، «إن التعافي النسبي للأسعار سيكون له مردود إيجابي واسع على الاستثمارات خاصة التي تم تأجيلها بسبب التكلفة العالمية وذلك خلال فترة ضعف الأسعار السابقة». وأضاف موريسون أن «بي بي» تقوم حاليا بمشاريع لإنتاج الطاقة التقليدية من المياه العميقة في خليج المكسيك وهو من المتوقع أن يسفر عن إنتاج 65 مليون برميل نفط مكافئ إضافيا، مشيرا إلى أن تطوير الحقول القائمة من الأولويات المهمة على أجندة استثمارات «بي بي» وهو ما يحدث بالفعل من خطة لتطوير أكبر الحقول في المياه العميقة في خليج المكسيك الأميركي. ونوه موريسون بأن المشروع يعكس استراتيجية شركة بريتيش بتروليوم التي تقوم على دعم الاستثمار في خليج المكسيك وتطوير مراكز الإنتاج في المياه العميقة القائمة وتعزيز استخراج النفط والغاز الطبيعي، مضيفا أن «المشروع يجيء ضمن خمسة مشاريع منبع كبرى تقوم «بي بي» على تنفيذها خلال العام الجاري في إطار سعيها إلى إضافة 800 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا من مشاريعها العالمية وفقا لخطة استثمارية للفترة بين عامي 2015 و2020». وشدد موريسون على أن الاستثمارات النفطية مطالبة في المرحلة الحالية بالتركيز على تنويع محفظتها الاستثمارية والتوجه نحو المشاريع الأقل تكلفة والأعلى ربحية، مشيرا إلى أن نشاط «بي بي» الاستثماري في خليج المكسيك سيضمن مستوى عاليا لإنتاج الشركة لعدة سنوات مقبلة مهما حدث من تعثر للسوق أو متغيرات أثرت في الاستثمار سلبا.
|