- شهاب الدين: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تعمل على تحفيز ودعم القدرات البشرية
- نعمل على إعداد الخطة الإستراتيجية الجديدة للمؤسسة بعد تقييم ذاتي لخطة العام الماضي
- الصالح: الكويت سعت إلى تأصيل العلوم التكنولوجية ومبادئ العالم الرقمي

 
 تحت رعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أقيم صباح أمس حفل تكريم الفائزين بجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني والذي تقيمه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وذلك بقصر بيان.
 وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وكبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين كلمة قال فيها: برعاية سامية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد نحتفي اليوم بتكريم كوكبة من الشباب الكويتي المبدع في مجال تكنولوجيا المعلومات الفائزين بجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني.
 يا صاحب السمو لكل عصر من العصور سمات حضارته الخاصة به والتي تعبر عن تقدم هذه الحضارات وإسهاماتها للبشرية ففي حين كانت ترجمة علوم الاولين فاتحة النهضة العربية الإسلامية والتي عم ثمار خيرها آفاق الخافقين ترتكز حضارة وتقدم الأمم اليوم على المعرفة التكنولوجية حتى أصبح تعريف الأمية اليوم مرادفا للجهل بمجتمع المعلوماتية.
 وضمن إطار هذه الرؤية تبنت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي خطتها الاستراتيجية لأداء رسالتها المتمثلة في تحفيز ودعم الاستثمار في تنمية القدرات البشرية وفي مبادرات تسهم في بناء قاعدة صلبة للعلم والتكنولوجيا تشكل قواعد المعلومات والعلوم التكنولوجية مكونا أساسيا لها.
 وتعمل المؤسسة حاليا على إعداد خطتها الاستراتيجية الجديدة للأعوام 2017 - 2021 بعد أن استكملت في العام الماضي تقييما ذاتيا وآخر خارجيا مستقلا لضمان استجابة أفضل لمتطلبات التنمية في الكويت ومواجهة تحديات المستقبل بسلاح العلم والتكنولوجيا والابتكار وبالاستثمار في الشباب الذين هم المستقبل.
 وكما كان لصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه دور القيادة والريادة في إنشاء المؤسسة التي كانت ومازالت تحصل على تمويل مقدر ومشكور من شركات القطاع الخاص المساهمة كجزء من مسؤوليتها المجتمعية يتواصل يا صاحب السمو عطاؤكم ودعمكم ورعايتكم للمؤسسة منيرا طريق المستقبل واستشفاف آفاقه الرحبة من خلال التأكيد على الاستثمار في البشر قبل الاستثمار في الحجر والمدر.
 إن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي يا صاحب السمو وتحت رعايتكم السامية واصلت تقديم جوائزها التي تهدف إلى تشجيع المبدعين والعلماء الكويتيين ولتوفي كذلك حق الذين أسهموا بشكل متواصل ومتميز في الإضافة إلى المعرفة البشرية على امتداد وطننا العربي فأصبحت جائزة الكويت محط أنظار العالم العربي ومثار إعجاب العلماء والمفكرين على المستوى العالمي كما أخذت جائزة الإنتاج العلمي مكانتها بين الشباب يتنافسون في حلبة العلم والإبداع ويسعون إلى نيل قصب السبق العلمي.
 ومن حسن الطالع يا صاحب السمو أن تدشن المؤسسة هذاالعام جائزتين مهمتين يتوقع أن يكون لهما أبلغ الأثر على النطاقين الإقليمي والعالمي فجائزة الدكتور عبدالرحمن السميط للتنمية الإفريقية والتي تأسست بمبادرة كريمة سامية من قبلكم تعبر عن تقدير المجتمع للدور الإنساني الكبير الذي لعبه أحد أبنائه البررة في التخفيف من آلام البشرية في القارة الإفريقية وفي الوقت نفسه تعبر عن توجه الكويت الحضاري والإنساني في المساهمة بحل المعضلات التي تواجه البشرية وخصوصا المجتمعات الفقيرة في الدول النامية.
 كما أن جائزة انور النوري لأفضل أطروحة دكتوراه في التربية في العالم العربي تمثل إضافة جديدة نبيلة من الخيرين من هذا الوطن الذين دأبوا عبر مراحل تاريخ الكويت على فعل الخير.
 وجميع هذه الجوائز يا صاحب السمو هي في مضمونها وجوهرها توجه استثماري يقصد به تحفيز الناشئة على الإبداع والابتكار والتميز في مجالات الحياة تأكيدا لتوجه ديننا الحنيف بخلافة الإنسان على الأرض من خلال إعمارها والمساهمة الخلاقة في الحضارة الإنسانية والفائزون يا صاحب السمو من جانبهم لا يهدفون إلى مردود مادي بقدر تطلعهم إلى مرضاة الله في المقام الأول وإلى توفير متطلبات الإبداع لهم وتهيئة البيئة المناسبة لازدهار مواهبهم.
 إن رعايتكم السامية يا صاحب السمو للمبدعين من أبناء الوطن في شتى المجالات ليست حدثا منفردا معزولا في بحر عطائكم المستمر بل إنها سجية متأصلة في نفسكم الكريمة وفطرة لأسلافكم الكرام ونبراس لجيل الشباب من آل الصباح الكرام هل يكفي التدليل على هذه المقولة أن يتوج هذا الوطن الصغير مركزا إنسانيا ويقلد أميره وسام قيادة الإنسانية؟ هل ندلل على ذلك بنهج الكويت الدؤوب بإطفاء حرائق الشحناء والبغضاء بين الدول وبين شعوب الأوطان المختلفة وآخرها ما يجري اليوم على أرض الكويت لتآلف أشقائنا في اليمن وسد هوة الجفوة بين أبناء ذلك الوطن العزيز علينا؟ وهل يمكن أن نغفل عن دوركم اليوم في تضميد جراح الأخوة الأشقاء في سوريا وتنامي الدور الإنساني للكويت في هذه المعاناة البشرية من خلال مؤتمر المانحين بما في ذلك توجهكم السامي بأن تساهم المؤسسة في دعم تعليم وتأهيل أطفال وشباب اللاجئين السوريين في بعض دول الجوار؟ إن الأعباء الثقيلة التي تتحملونها في قيادة سفينة الكويت في هذا البحر المتلاطم موجه على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي هذه الاعباء لم تنسكم يوما أن شكر نعم الله سبحانه وتعالى علينا يتمثل في العطاء المتواصل والمستمر.
 وأخيرا يا صاحب السمو لا نملك من هدية نقدمها لكم أغلى وأثمن من هذه الكوكبة من المبدعين الذين يحظون اليوم بشرف لقائكم فهنيئا لهم فوزهم والشكر والعرفان لسموكم على رعايتكم ودعمكم المتواصلين للشباب والمبدعين وللعلم والعلماء.
 كما ألقى أحمد الصالح كلمة نيابة عن الفائزين قال فيها: عصرنا يا صاحب السمو ويا أيها الحفل الكريم عصر الحضارة الرقمية والفضاء الافتراضي أصبح فضاءنا الحقيقي الذي تدور فيه أمور حياتنا بأكملها.
 ولم تعد المكتبة الورقية الركيزة الوحيدة للبحث والدراسة والابداع ولم تعد المستندات الورقية الرسمية منها وغيرها المعول عليها في إدارة شؤون حياتنا ولم تعد حلول المشكلات ووضع التصاميم مقتصرة على بناء نماذج عملاقة مكلفة في الكثير من الأحيان وعرضة للخطأ والتصويب والتصحيح مرارا وتكرارا.
 في مثل هذا العصر يا صاحب السمو يصبح لزاما على المجتمعات البشرية أن تتسابق في ميادين التكنولوجيا وتبتكر أساليب للتعامل رقميا في وضع الحلول الناجعة للمعضلات التي تواجهها.
 التعليم وان كان ركيزته المعلم ولكن لا غنى عن تكنولوجيا المعلومات في تطويره و تحديثه.
 والصحة وان كان الطاقم الطبي البشري مرتكزه لكن التكنولوجيا الرقمية يسرت أمور الفحص والتشخيص بل وحتى الطبابة عن بعد.
 والتجارة والمعاملات الحياتية الأخرى جميعها يا صاحب السمو تستند اليوم على مبتكرات العالم الرقمي حتى أصبح تقدم الأمم اليوم يقاس بشكل رئيس بمدى مساهمتها واستخدامها لتكنولوجيا المعلومات.
 في إطار هذا المفهوم سعت الكويت بقطاعيها العام والخاص إلى تأصيل العلوم التكنولوجية ومبادئ العالم الرقمي في صلب نظامها التربوي والتعليمي مستهدفة بذلك إعداد الناشئة لخوض غمار التنافس في مجالات الإبداع والابتكار ومن ثم الإسهام بفعالية في تنمية الوطن واستدامة هذه التنمية.
 وكذراع للقطاع الخاص في تحقيق الأهداف الاجتماعية المناطة به ركزت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على نشاطات عدة ضمن استراتيجية بعيدة المدى من بينها جائزة المحتوى الإلكتروني.
 وهذه المسابقة يا صاحب السمو التي دشنت بمبادرة كريمة منكم أبرزت خلال دوراتها الست مواهب وإبداعات لشبابنا نافست مواهب المبدعين على المستوى الدولي وارتقى بعضها فوق المستويات العالمية.
 ومن نافلة القول يا صاحب السمو إن الفائزين اليوم هم عينة من مواهب الناشئة في هذا الوطن فهناك دون شك مواهب مبدعة لم تسنح لها الفرصة للمشاركة.
 وفوز هذه الكوكبة من أبنائك ليس إلا بداية طريق لهم فعطاؤهم لوطنهم سيستمر بإذن الله مسورا برعايتكم الكريمة ورعاية مؤسسات القطاعين العام والخاص.
 يا صاحب السمو يطيب لي و لزملائي أن نهدي فوزنا لك فإنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بادرة خير من البوادر الكبيرة لسمو أمير البلاد الراحل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه وجائزة المحتوى الإلكتروني بادرة كريمة منكم وعناية ورعاية الناشئة محور اهتمام الدولة بقيادتكم الخيرة.
 حفظكم الله للكويت ذخرا وأدام عليكم نعمة الصحة والعافية وحفظ الله الكويت وشعبها من كل شر وأسبغ عليها نعمة الأمن والأمان اللهم آمين.. اللهم آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
 ثم تفضل سموه بتكريم الفائزين بجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني وتم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة.  وقد غادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.