دوفقا لالتزامها بتلبية احتياجات البنية التحتية القائمة والمستقبلية في دولة الكويت تقوم وزارة الأشغال العامة على تنفيذ مشروع تطوير شارع جمال عبد الناصر (هـ ط/167) الذي يتضمن تحويل الشارع القائم إلى طريق سريع متعدد الأدوار يمتاز بمقاييس الطرق السريعة العالمية ليكون بدوره أحد أضخم مشاريع البنية التحتية على الصعيد الدولي في المنطقة حيث أن من أهدافه الاستراتيجية رفع القدرة الاستيعابية المرورية للطريق وترقية مستوى الأمان والسلامة المرورية مما سيؤدي الى خفض نسب الحوادث والتقليل من الازدحام المروري بشكل كبير، كما يعد المشروع من أهم الخطط الاستراتيجية التي تقوم بتنفيذها وزارة الاشغال العامة لتطوير شبكة الطرق في دولة الكويت استعدادا لمتطلبات الحركة المرورية المستقبلية ورفع مستوى الخدمات لمستخدمي الطرق.
وقال الوكيل المساعد لقطاع هندسة الطرق المهندس أحمد الحصان ان المشروع يقع في المنطقة الغربية لمدينة الكويت التجارية (العاصمة)، حيث يمتد من دوار بوابة الجهراء ( دوار الشيراتون) حتى شرق منطقة غرناطة شمال العاصمة، ويعد المشروع بمثابة البنية التحية للعديد من الجهات الحكومية والتعليمية والصحية وغيرها، منها جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمستشفيات الرئيسية الواقعة بالمنطقة المحاذية للطريق إضافة إلى مؤسسة الموانئ الكويتية مما سيساهم في تسهيل حركة الوصول والخروج من وإلى تلك الأماكن المذكورة من خلال الفصل بين المسارات المرورية المختلفة العابرة والمحلية. 
مراحل المشروع:
وأضاف الحصان نظرا لطبيعة المنطقة والمعدل العالي للتدفق المروري عليها، فقد تم تقسيم أعمال تنفيذ المشروع إلى خمس مراحل والتي تتم مباشرتها بطريقة متزامنة وذلك بهدف تجنب الازدحام المروري في أوقات الذروة وتسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى كافة المناطق والخدمات القائمة على جانبي الطريق، إضافة إلى اسباب أخرى سيتم التطرق لها لاحقا.
و تكون مراحل المشروع الخمس كما يلي:
- المرحلة الأولى: تبدأ من الطريق الدائري الأول (قصر السلام) وتنتهي عند طريق المطار.
والمرحلة الثانية: تبدأ من دوار مستشفى الصباح وتنتهي عند منطقة غرناطة باتجاه منطقة الصليبخات.
والمرحلة الثالثة: تبدأ من تقاطع مستشفى الرازي وتنتهي عند تقاطع طريق الغزالي
والمرحلة الرابعة: تبدأ من طريق المطار وتنتهي عند تقاطع طريق الغزالي
والمرحلة الخامسة: تقاطع طريق الغزالي فقط
وعن اسباب التقسيم قال المهندس الحصان أن تقسيم التحويلات المرورية يسهل حركة المرور اثناء التنفيذ ونقل الخدمات والمرافق على مراحل وفقا للمواصفات التقنية لهذه الخدمات والانتهاء من جزء كبير من اعمال المرحلة الاولى بالتحديد في مرحلة مبكرة
ويتطلب تركيب الجسور القطعية العمل على مراحل متتالية
ووصلت كلفة المشروع إلي 42،242 مليون دينار كويتي وقد تم مباشرة الأعمال بتاريخ &<777; مايو 20&<777;&<777; مع اعتزام الانتهاء منها بنهاية عام 20&<777;6(فيما عدا الطرق الفرعية بتقاطع طريق الغزالي).
وتتضمن أعمال المشروع إنشاء طريق علوي بطول 8.6 كم يستوعب تسيير 5 حارات مرورية لكل اتجاه شاملة لحارة الأمان إضافة إلى 10 كم من المنحدرات بعرض &<777;– 2 من الحارات المرورية، حيث يتخلل الطريق العلوي الرئيسي 3 تقاطعات رئيسية مع كل من طريق المطار، وطريق المستشفيات، وطريق الغزالي.
ويتم تشييد تلك الجسور والتقاطعات عن طريق الرافعات الآلية الحديثة بوسيلة التركيب القطعي وتقنية تركيب البحور الكاملة بالتوالي – (سبان باي سبان span by span)، التي تعد أحدث تقنية للتركيب القطعي والاكثر سرعة وفعالية من حيث الخطوات وسير عمليات التركيب. 
كما تشمل الإنشاءات طريق منخفض (نفق) يتقاطع مع الطريق الدائري الثاني بطول &<783;&<777;6 مترا وعرض 34 مترا ويتألف من 4حارات شاملة لحارة الأمان وذلك لكل اتجاه ويعلوه دوار لحركة المرور العابرة بالاتجاهين.
وقد تطلب المشروع تعيين وتجهيز ساحة للصب والإجهاد المسبق على مساحة 130000 مترا مربعا لتصنيع ومعالجة وإنتاج قطع الجسور وقد تم تأسيس الساحة في منطقة الدوحة بعيدا عن مواقع العمل على الطريق القائم وعن أي وحدات سكنية وذلك لضمان أقل نسبة من الازعاج ومن إعاقة لحركة المرور على الطريق.
أما عن أعمال الطرق فسيتم تطوير الطريق الأرضي القائم ذو الحارتين بكل اتجاه ليصبح طريق سريع بطول إجمالي يصل الى حوالي 20.1 كم تتراوح عدد حارات الاتجاه الواحد فيه بين الأربع والخمس حارات شاملة لحارة الأمان، ذلك بالإضافة إلى تزويده بتسعة دوارات بديلة عن الإشارات المرورية لضمان نسبة أكبر من الانسيابية للتدفق المروري، إضافة إلى 8 جسور للمشاة.
كما أن المشروع يحتوي على سلسلة من أعمال تحويل المرافق والخدمات، وهياكل الصرف القائمة على امتداد الطريق، والتي ستتطلب النقل والحماية والتحديث، تنقسم الأعمال فيها كالتالي:
أعمال نقل خطوط المياه - أعمال نقل الصرف الصحي - أعمال الحماية ونقل خط الغاز - نقل خدمات الضغط العالي والمنخفض - نقل خدمات الهاتف - أعمال الري وتسوية الموقع - نظام صرف لمياه الأمطار، ذلك بالإضافة إلى أعمال الزراعة التجميلية وإنارة الشوارع وأنظمة المرور.
وقال مهندس المشروع محمود رمضان المساحة الإجمالية لمسطح الطرق الأرضية والعلوية في المشروع تصل إلى: 760000 مترا مربعا
كما سيصل عدد الحارات فيه في بعض المواقع إلى:12 حارة بالاتجاهين ويحوي مشروع تطوير شارع جمال عبد الناصر في انشاءاته حوالي:1000000 مترا مكعبا من الخرسانة المسلحة كما يتم انشاء التحويلات المرورية بالمعايير الهندسية العالمية المطابقة للشروط من حيث الامن والسلامة والإشارات الضوئية وتصميم المنحدرات الملائمة لسرعة السائقين وبدون تفرقة بين تنفيذه وتنفيذ الطريق الجديد بلا استثناءات مما يضمن اعلى مستوى للطريق.
إضافة إلى ساحة صب مغطاه لضمان سلامة وراحة العاملين الى جانب الجودة المضمونة للخرسانة كما هي مزودة بأحدث الآليات لتصنيع قطع الجسور بالمواصفات العالمية. 
وأضاف رمضان أن وزارة الأشغال العامة, ممثلة في إدارة الطرق السريعة أنه بفضل تعيين الجهود المشتركة والمستمرة بين الوزارة وبين الائتلاف الاستشاري للمكتب العربي ولويس برجر، تقدمت خطوات التنفيذ في المشروع بشكل سريع حيث وصلت نسبة الإنجاز الى 73%. 
كما يتم إنجاز أعمال البناء للنفق الواقع بتقاطع شارع جمال عبد الناصر مع طريق الدائري الثاني والذي تتم فيه عمليات حفر وترسيخ الأوتاد وصب البلاطة الأرضية والتي تم إنجاز حوالي 75% من أعماله الإنشائية. 
أما عن نقل المرافق والخدمات القائمة، فد تم إنجاز حوالي 70% من أعمال التحويل والتحسين وعن أعمال الطرق فأنه تم فتح معظم التحويلات المرورية وإنجاز حوالي 85% بغية استكمال الأعمال الإنشائية المطلوبة والتي تتعارض مواقعها مع تلك الخدمات التي يتم أيضا تحديث وتطوير بعض منها. 
و من أبرز الإنجازات الإنشائية انطلاق اثنين من الرافعات المعلقة العملاقة والآلية المتحركة لتركيب قطع الجسور من اجل استكمال أعمال تركيب الطريق العلوي المكون من قطع الجسور مسبقة الصب والإجهاد حيث تم تشييد حوالي 6 كم (حوالي 85%) من طريق جمال عبد الناصر العلوي بأحدث وأسرع التقنيات المستخدمة عالميا في بناء الجسور، والذي يتكون كل سطح منه من 9 إلى 12 قطعة خرسانية مسبقة الصب والإجهاد، من خلال رفع جميع القطع، التي يبلغ وزن كل منها حوالي 9 أطنان، وذلك عن طريق الرافعة الضخمة القادرة على حمل جميع القطع في آن واحد من أجل تركيبها بالتقنية الحديثة المعروفة باسم «Span by Span» وهي تركيب البحور الكاملة بالتوالي، وقد أحدثت هذه التقنية نقلة نوعية باعتبارها من أحدث التقنيات المستخدمة عالميا لتركيب قطع الجسور مسبقة الصب حيث تم توظيفها في انشاء الجسور في المشروع بهدف السرعة في الإنجاز والتوفير في مساحات العمل.
و قام المتعهد بالانتهاء من صب ومعالجة واستخراج جميع قطع الطريق العلوي والمنحدرات (أجمالي عدد 7500 قطعة مسبقة الصب والاجهاد)، وتستخدم ساحة الصب, التي تبلغ مساحتها 130000 مترا مربعا، في تصنيع وتخزين قطع الجسور الخرسانية المسبقة الصب والإجهاد وذلك باتباع سلسلة من الخطوات أولها عمليات قطع وتشكيل حديد التسليح على شكل القطعة ثم رفع وتحريك الهيكل الحديدي بواسطة الرافعات الآلية العلوية ووضعها في آلة قوالب الصب ومن ثم تتم عملية صب الخرسانة المسلحة في القالب لاستكمال تصنيع القطعة الخرسانية ومعالجتها وتخزينها وليتم نقلها بعد ذلك على شاحنات خاصة إلى مواقع إنشاء العمل لتركيبها، وتساعد عملية الصب والإجهاد المسبق التي تتم في ساحة الصب المخصصة على تسريع تنفيذ العمليات الإنشائية وذلك لإتاحة فرصة للعمل بالتوازي مع الأشغال القائمة في الموقع مثل تنفيذ القواعد واعمدة الجسور، كما أن ساحة الصب توفر مساحة عمل شاسعة وبيئة تضمن نوعية ممتازة للإنشاءات بعيدة عن أي تجمع سكني مما يضمن انها لن تكون مصدرا للإزعاج، كما يسهل عملية فحص الانبعاث الناتجة عن عملية التصنيع وتطبيق كافة الاشتراطات البيئية من خلال مقاول باطن متخصص.
التحديات التي واجهت المشروع 
ولفت رمضان الى أن التحديات التي واجهت المشروع ضخامته وشبكاته المميزة،التي ستحل الأزمة المرورية القائمة وسط تحديات كبيرة من ضيق في مساحات العمل وتنسيقات دورية مما سيجعله أول مشروع في الكويت يعزز من قدرتها على التقدم والتطوير المستمر وإقامة مشاريع ضخمة وعالمية رغم جميع الصعوبات والتحديات وتذليل ما يعيق سير هذا التقدم وطبيعة هذه المشاريع الضخمة تستدعي أن يتم التنسيق مع الجهات المعنية فيها بشكل دوري خلال التنفيذ حسب حاجة العمل وحاجة الموقع فتقدم سير الأعمال بالمشروع يتطلب مجموعة من الإجراءات الداخلية التي تشمل الدورات المستندية الدقيقة والحصول على الموافقات والاعتمادات اللازمة والخاصة بكل جهة لها خدمات تقع ضمن حرم الطريق المقترح للمشروع. 
ووقوع المشروع في منطقة حيوية مأهولة بالسكان ومساحات العمل الضيقة تستوجب الحرص على التنبيه على المقاول بإنجاز العمل بأقل نسبة من الإزعاج والكثافة المرورية الكبيرة على الطريق القائم نظرا لوجود المستشفيات والجامعات والمعاهد الجديدة.
وإجراءات شحن المعدات والآلات الكبيرة المستقدمة من الخارج وعمليات اعتمادها وإدخالها
وعوامل الطقس وغيرها التي تؤثر نسبيا على عمليات صب الخرسانات والإنتاجية في الموقع