تشهد العاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم الإثنين، فعاليات مؤتمر "الجيل الرابع من الحروب" تحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبتنظيم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، لمناقشة قضايا استراتيجية كبرى، ودراسة مقهوم هذا النوع من الحروب.

وعن ماهية "الجيل الرابع من الحروب" قال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، خلال كلمته ضمن فعاليات المؤتمر: "يحظى مفهومها باهتمام متزايد من قبل الباحثين وصناع القرار على حد سواء، فهو من المفاهيم التي تثير إشكليات متعددة، بسبب أبعاده وتشعباته المختلفة، ومنذ أن بدأ الحديث عن المفهوم في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وهنالك خلاف بين الباحثين والعسكريين حول طبيعته وأبعاده".

وأضاف السويدي "الجيل الرابع من الحروب هو الصراع الذي يتميز بعدم المركزية بين أسس أو عناصر الدول المتحارَبة من قِبل دول أخرى، واستٌخدم هذا المصطلح لأول مرة في عام 1989 من قبل فريق من المحللين الأمريكيين، من بينهم المحلل الأمريكي ويليام ستِرگِس لوصف الحروب التي تعتمد على مبدأ اللا مركزية"، واختلف المحللون الاستراتيجيون والعسكريون في تعريف أجيال الحروب فبعضهم من يعرفها بحرب الجيل الأول وهي الحرب التقليدية بين دولتين لجيشين نظاميين، وحرب الجيل الثاني ويعرفها البعض بحرب العصابات، أما حرب الجيل الثالث فيعرفها البعض بالحروب الوقائية أو الاستباقية، فيما يعرف الخبراء العسكريون حرب الجيل الرابع، بأنها حرب أمريكية صرفة طورت من قبل الجيش الأمريكي وعرفوها بـ"الحرب اللا متماثلة".

تغيير أسس الحرب
وتابع السويدي عن الجيل الرابع من الحروب تفصيلاً بالقول "عدم المركزية فيها، يعني تغيير أسس الحرب وعناصرها، ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب إلى المفهوم الواسع، حيث توظف القوى الناعمة في هذه الحروب إلى جانب الأدوات العسكرية (القوى الصلبة)، فهناك الدولة التي تواجه المليشيات، بحيث تعمل هذه الوسائل على إنهاك الخصم وتدميره بشكل منهجي، وتعمل على تشتيت الرأي العام حتى يتمكن الطرف المسيطر على الوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تماماً".

وذكر السويدي "هذه الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فحسب، إنما تعمل على نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلي أيضاً، ويمكن القول أنها جيل تسخير إرادات الآخربن في تنفيذ مخططات العدو".