اتهم حزب الله اللبناني السبت جماعات “تكفيرية” في سوريا بقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في اتهام نادر يوجهه لهذه المجموعات باغتيال مسؤول كبير بهذه الاهمية.
ولم يتبنّ اي فصيل مقاتل او جهادي في سوريا اغتيال بدر الدين، القائد العسكري الاهم في حزب الله منذ اغتيال سلفه عماد مغنية في دمشق في العام 2008. 
واعلن حزب الله في بيان أمس ان “التحقيقات الجارية لدينا اثبتت ان الإنفجار الذي استهدف احد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي وادى إلى إستشهاد الأخ القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة».
ويشارك حزب الله الى جانب قوات النظام السوري في قتال الفصائل المقاتلة والجهاديين في سوريا. ويصنف كما النظام السوري بـ”التكفيريين” الجماعات الجهادية والسنية المتطرفة المشاركة في الحرب والمنتشرة في سوريا.
ولم يحمل حزب الله في بيانه اي جماعة محددة مسؤولية اغتيال بدر الدين، والذي قتل جراء “انفجار كبير” استهدف احد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي، حيث هناك تواجد كبير للجيش السوري ومقاتلي حزب الله ومقاتلين ايرانيين. 
وتقع اقرب نقطة للفصائل الاسلامية والمقاتلة على بعد سبعة كيلومترات من مطار دمشق، في الغوطة الشرقية.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن بدوره لوكالة فرانس برس انه “لم يسجل اطلاق اي قذيفة مدفعية خلال الساعات الـ72 الماضية من الغوطة الشرقية باتجاه المطار».
ولم يحدد حزب الله في بيانه الجمعة تاريخ مقتل بدر الدين.
 مواصلة القتال 
حزب الله هو العدو اللدود لاسرائيل، وغالبا ما يتهمها باغتيال قيادييه، الا ان الامر اختلف هذه المرة.
واستهدفت اسرائيل مرارا بغارات جوية مواقع لحزب الله في سوريا وشحنات صواريخ يتم نقلها لحسابه. واتهم الحزب اسرائيل بقتل كل من عماد مغنية في تفجير سيارة مفخخة في العام 2008، والقيادي العسكري سمير القنطار بغارة اسرائيلية في ديسمبر الماضي قرب دمشق.
واكد مسؤولون اسرائيليون ان اسرائيل ليست بالضرورة مسؤولة عن هذا الاعتداء. وقال يعقوب عميدرور، مستشار الامن القومي السابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لصحيفة “هآرتس” انه على رغم ان قتل بدر الدين “خبر سار” لكن “اسرائيل ليست دائما مسؤولة عن ذلك».
وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان الانفجار وقع ليل الخميس الجمعة في مستودع قرب مطار دمشق الدولي، موضحا ان احدا لم يسمع ضجيج طائرة قبل الانفجار، كما ان احدا لم يعرف ان بدر الدين كان موجودا في هذا المكان.
ويشكل المطار ومحيطه جزءا من منطقة المعارك في السيدة زينب، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري بشكل اساسي الى جانب وجود لمقاتلين ايرانيين ومن حزب الله.
ويعد مقام السيدة زينب مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من اتباع الطائفة الشيعية من إيران والعراق ولبنان. وبرر حزب الله تدخله العلني في القتال في سوريا في ابريل 2013 بالدفاع عن المقامات الدينية. وتعهد حزب الله أمس بمواصلة القتال في سوريا. واعتبر في بيانه ان “نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها وهذه هي أمنية وآمال شهيدنا العزيز السيد ذوالفقار ووصيته لإخوانه المجاهدين».
ويعد بدر الدين، الملقب بـ”ذو الفقار” والبالغ حوالى 55 عاما، أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القائد السابق عماد مغنية. وقد حل محله، وكان مسؤولا عن عمليات الحزب في سوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ 2011. 
الى ذلك تتم محاكمة بدر الدين مع اربعة من رفاقه في الحزب غيابيا امام المحكمة الخاصة بلبنان قرب لاهاي، بعد اتهامه بأنه “المشرف العام على عملية” اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في بيروت في شباط/فبراير 2005 والتي ادت الى مقتل 22 شخصا اخرين بينهم منفذ الاعتداء.
ورفض حزب الله تسليم المتهمين الخمسة متهما المحكمة باستهدافه وبالانحياز لاسرائيل والولايات المتحدة.
ويجمع معظم المحللين على ان لمقتل بدر الدين تداعيات محدودة على قدرات حزب الله. وتقول الباحثة الاولى في مركز كارنيغي للشرق الاوسط مهى يحيى لفرانس برس “رغم انه المسؤول الارفع عن العمليات السرية والموكل بوضع الخطط الميدانية، اشك في ان يترك مقتله اثرا على عمليات الحزب في سوريا».