اكد رئيس مجلس امناء مؤسسة (عبد العزيز سعود البابطين الثقافية) الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ضرورة الاهتمام باللغة العربية والعمل على نشرها مبينا "ان الشاعر هو ضمير الامة واللغة العربية هي ما يجمع شعوبها".
واستعرض البابطين في حديثه امام جمهور الصالون الثقافي الذي اقامته سفارة دولة الكويت لدى القاهرة مساء الاثنين بالتنسيق مع المكتب الثقافي التابع للسفارة تجربته الشعرية الشخصية منذ نعومة اظفاره حتى قيامه بإنشاء مؤسسته المتخصصة في مجالات الشعر ونقده والجوائز المتعلقة في هذا المجال.
وقال "كنت منذ صغري محبا للغة العربية والشعر ووجدت تشجيعا كبيرا من والدي واخي لدراسته" مضيفا انه نظم اول قصيدة في سن 11 عاما وهي الفترة التي توسعت فيها مداركه وحصيلته من مفردات اللغة العربية.
ولفت الى انه كان مصرا منذ الصغر على النجاح وحريصا على ان يكون له بصمة في مسيرة الشعر العربي وهو ما تحقق من خلال انشائه لمؤسسة (عبد العزيز سعود البابطين الثقافية).
وتطرق الى المؤتمرات التي عقدتها المؤسسة في عدة دول حول (حوار الحضارات) و(التعايش بين الشعوب) و(الترجمة واهميتها) مستذكرا في هذا المجال مؤتمر (ابن زيدون) الذي اقيم في اسبانيا وشارك فيه اكثر من 450 ضيفا من امريكا الى اليابان مرورا بالدول العربية وتركيا والهند وباكستان واشادت به الصحف الاوروبية.
وكشف انه خلال لقائه مع ملك اسبانيا خوان كارلوس اعرب الملك عن ترحيبه بالقائمين على المؤسسة وعلى اهتمامهم بالشاعر الاندلسي الكبير ابن زيدون معتبرا "ان التاريخ العربي في الأندلس جزء من تاريخ اسبانيا".
واعرب البابطين عن الفخر والاعتزاز بالدورات التدريبية التي قدمتها مؤسسته للمرشدين السياحيين في اسبانيا لتصحيح بعض المفاهيم الجاهلة عن بعض الاثار الاسلامية هناك خاصة في الاندلس.
كما استعرض جهودها في مجال نشر اللغة العربية وآدابها والجوائز التي قدمتها للابداع الشعري مؤكدا ان القيمة الأدبية للجوائز اهم لدى الشعراء من القيمة المادية نظرا لان اختيارهم يتم من قبل لجان رفيعة المستوى من النقاد واساتذه الجامعات والأدباء.
وذكر في السياق ذاته ان مؤسسة (عبد العزيز سعود البابطين) نجحت في تعليم اللغة العربية حيث تعاونت مع 59 جامعة عربية لاقامة دورات في (مهارات اللغة العربية ) و(قراءة وتذوق الشعر) و(ميزان الشعر) بالاضافة الى تعاونها مع العديد من الدول مثل ايران وتركيا والهند وباكستان وأمريكا ودول افريقية في هذا الشأن.
كما ذكر البابطين ان رئيس جمهورية جزر القمر الاتحادية طلب من المؤسسة المساهمة في "تعريب بلاده" وانها عقدت هناك 15 دورة لتعليم اللغة العربية وتوسعت حتى اصبحت 67 دورة تغطي الجزر الأربع.
من جانبه اعرب سفير دولة الكويت السابق لدى مصر الدكتور رشيد الحمد في كلمته عن سعادته بحضور هذه الأمسية الثقافية قائلا "ان عبد العزيز سعود البابطين ظاهرة متميزة وفريدة من نوعها فكما كان متميزا في التجارة تميز في المجال الادبي والثقافي". واشار الحمد الى ان مؤسسة (عبد العزيز سعود البابطين الثقافية) "توسعت لتكون حاضنة للأدب والثقافة وليس الشعر فحسب". واضاف ان للبابطين كذلك دور في الأعمال الخيرية "فهناك كثير من طلاب الدول الاسلامية تعلموا في الأزهر على نفقته كونه محبا للغة العربية وللعمل الانساني".
كما تطرق الحمد الى اسهامات البابطين في جزر القمر حيث قال "كنت سفيرا غير مقيم هناك ولاحظت بعد فترة تغيير اسماء الشوارع والمؤسسات والهيئات الحكومية الى اللغة العربية وعلمت حينها ان ذلك من اسهامات مؤسسة البابطين في نشر وتعليم اللغة العربية لشعب جزر القمر".
من جهته قال الشاعر والاعلامي المصري فاروق شوشه ان "للشاعر عبدالعزيز البابطين نبض شعري دائم لايفارقه فهو يكتسي طابع السماحة والصفاء وصدق التعامل".
وأضاف شوشه "اتحدث بإعتباري اقدم الأعضاء في مجلس أمناء المؤسسة حيث اقتربت على مدى ال 20 عاما الماضية من البابطين الرجل والانسان والشاعر والأديب والمثقف والطموح الذي تتفجر مشاريعه وطموحاته عاما بعد عام".
واكد شوشة ان الشاعر البابطين "واسع الأفق فعلى الرغم من عدم حبه للشعر الحر أو شعر التفعيلة الا انه لا يقف امام من يتقدم بهذا اللون لجوائز المؤسسة دون تعصب ودون استغلال لموقفه وسلطته كمالك لها".
واستعرض في هذه المناسبة ما يميز الديوانين اللذين اصدرهما الشاعر البابطين وهما (بوح البوادي) و(مسافر في القفار) قائلا ان "افضل ما كتب عن شعر البابطين أنه يعيد الى القارئ المعاصر قيم شعر البادية من الفروسية واحترام المرأة وغيرها من القيم ".
وقال شوشة ان البابطين في طموحه "شعريا وأدبيا وثقافيا يعيش مسؤولية كبرى حيث يجعل مؤسسته تنتقل بين عواصم دول العالم ثم ازدادات درجة طموحه فجعل منها جسرا ثقافيا للحوار مع العواصم الأجنبية وذلك من منطلق ايمانه بأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يستطيع من خلالها الانسان العربي التعامل مع الآخر في حل القضايا المشتركة وأهمها السلام والحرية والتفاعل الثقافي".
بدوره اعلن رئيس المكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت بالقاهرة المستشار الدكتور فريح العنزي في كلمته عن منح الشاعر عبد العزيز سعود البابطين (الرئاسة الشرفية للصالون الثقافي للسفارة) معربا عن سعادته بمشاركة "الشاعر المخضرم" في الامسيات التي ينظمها الصالون.
واشار العنزي الى "الدور المتميز" للبابطين في نشر اللغة العربية واثرائها واصفا اياه ب "رجل الأدب والفن وسفير الثقافة الكويتية في الخارج".
كما استعرض في هذا المجال الدور الذي يقوم به الصالون الثقافي لسفارة دولة الكويت بالقاهرة في مد جسور التعاون بين الكويت ومصر في شتى المجالات لاسيما الثقافية منها كونه منبرا للثقافة والشعر والفنون والاداب.
وحضر الأمسية الثقافية وزير الاعلام الاسبق محمد ناصر السنعوسي والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى القاهرة بالانابة المستشار عبد العزيز البشر ولفيف من الشعراء والأدباء واعضاء السفارة.