أنهت كوريا الشمالية اليوم الخميس، الاستعدادات لأكبر مؤتمر للحزب الحاكم منذ قرابة 40 عاماً وسط مخاوف مستمرة من تجربة نووية رغم عدم وجود مؤشرات واضحة على ذلك.

وسيلقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عند افتتاح المؤتمر غداً الجمعة خطاباً مهماً موضع ترقب شديد لمعرفة ما إذا سيتضمن أية مؤشرات على تغير في السياسة أو تغييرات شخصية في هذه الدولة المعزولة التي تملك السلاح النووي.

والزعيم كيم جونغ أون البالغ من العمر 33 عاماً، لم يكن قد ولد بعد حين انعقد آخر مؤتمر للحزب في العام 1980 لتنصيب والده كيم جونغ ايل وريثاً لجده ومؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ.

وفيما لم يعرف برنامج المؤتمر ولا مدته، فإن هدفه الأساسي هو ترسيخ وضع كيم جونغ أون كقائد أعلى والوريث الشرعي لسلالة عائلة كيم، بعد أكثر من 4 سنوات على توليه السلطة عقب وفاة والده كيم جونغ ايل.

ويرتقب أن يؤكد المؤتمر أيضاً سياسة كيم القائمة على اقتناء الأسلحة النووية ترافقاً مع التنمية الاقتصادية كعقيدة للحزب.

ومنذ توليه السلطة في 2011، أجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وأطلقت صاروخين إلى الفضاء اعتبرا تجربة على صواريخ بالستية، على الرغم من أن المجموعة الدولية ردت بإدانة هذه التجارب وشددت العقوبات، فإن كيم ترك الباب مفتوحاً أمام تجارب تقنية وصاروخية جديدة في إطار سياسة الردع النووي.

وسرت تكهنات بأن المؤتمر ستسبقه تجربة نووية أخرى لإظهار قوة وتحدي البلاد ما سيتيح لكيم أن يؤكد وضع البلاد كقوة نووية حقيقية في خطابه.

وفي تحليل لآخر صور الأقمار الاصطناعية من أبرز موقع تجارب نووية في كوريا الشمالية، بونجي-ري، قال المعهد الأميركي-الكوري في جامعة جونز هوبكينز اليوم الخميس، إنه ليس هناك أدلة واضحة على وجود تفجير وشيك تحت الأرض.

وأضاف المعهد "من غير الواضح إن كان مستوى التحرك يشير إلى أن بيونغ يانغ قامت بكل التحضيرات اللازمة لإجراء تجربة نووية بدون إنذار مسبق في هذا الموقع، أو يتعلق بأعمال صيانة عادية".

وعبر مسؤولون كوريون جنوبيون عن اعتقادهم بأن كوريا الشمالية مستعدة لإجراء تجربة فور إصدار الأمر بذلك، وقالوا إن القرار قد يكون اتخذ لإجراء تجربة خلال المؤتمر الذي دعيت وسائل إعلام أجنبية إلى تغطيته في بيونغ يانغ.

وذكرت وزارة شؤون الوحدة الكورية الجنوبية أمس الأربعاء، أنه "فيما يتعلق بالتحضيرات فإن كوريا الشمالية قادرة على إجراء تجربة في أي وقت تريده".

وقال مسؤولون في سيول إنهم يتوقعون أن يستمر المؤتمر 4 أيام وأن يكرس اليوم الأول لخطاب كيم وعرض تقرير مطول حول انجازات الحزب.

وسينتخب المؤتمر أيضاً لجنة مركزية جديدة للحزب والتي تنتخب بدورها أعضاء المكتب السياسي.

ويتوقع بعض المحللين تغييرات مهمة مع تعيين كيم شخصيات جديدة شابة في السلطة اختارها بعد إعلان الولاء له.

يذكر أن الإعلام الكوري الشمالية الرسمي وصف الزعيم كيم يونغ-أونغ أمس، بأنه "الشمس الساطعة للقرن الحادي والعشرين".