أعلن وزير الطاقة والصناعة القطري الدكتور محمد بن صالح السادة اليوم الاحد ان الدول التي شاركت في الاجتماع الوزاري للدول المنتجة للنفط بالدوحة بحاجة الى اجراء المزيد من المشاورات بشأن تبني آلية موحدة تجاه اسواق النفط.
وقال في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع وزراء النفط "ان 18 دولة اجتمعت اليوم بهدف مناقشة المضي قدما بشأن ما تم اقتراحه سابقا في اجتماع شهر فبراير الماضي بالدوحة الذي تم خلاله الاتفاق على تجميد مستويات انتاج النفط عند مستويات شهر يناير 2016".
واكد السادة انه "تم خلال اجتماع اليوم طرح العديد من السيناريوهات بهدف التوصل لاتفاق بشأن قرار التجميد لكننا نتفهم ان هناك رغبة لاجراء المزيد من المشاورات من قبل الاطراف المجتمعة التي لديها وجهات نظر خاصة بها بهذا الشأن".
واضاف انه في بداية الاجتماع تم الاتفاق على ان وضع السوق الحالي للنفط افضل مما كان عليه في شهر فبراير الماضي وان اساسيات سوق النفط شهدت تحسنا ساهم في تعافي اسعاره التي شهدت تراجعا خلال الفترة السابقة وهو الامر الذي كان يثير مخاوف من تدني انتاج النفط جراء تراجع الاسعار.
وأفاد بأنه تم خلال الاجتماع اليوم الاعتراف بأن الاسس التي تم بناء قرار التجميد عليها خلال اجتماع الدوحة في فبراير الماضي اختلفت لذلك افضى الاجتماع الى ان الدول المشاركة بحاجة الى مزيد من الوقت للتشاور والتباحث حتى انعقاد اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) في شهر يونيو المقبل حيث ستقوم كافة الدول المشاركة بهذا الاجتماع بالتباحث والتشاور بشأن هذا الامر.
واشار الوزير القطري الى ان اسعار النفط باتت في مسارها الصحيح حاليا ونحن بحاجة الى متابعة كم من الوقت سيستغرق هذا المسار حتى اكتمال عملية تصحيح الاسعار.
وحول اسباب طول الفترة التي استغرقتها مباحثات اليوم اوضح السادة ان هناك العديد من المناقشات التي جرت خلال الاجتماع وتطرقت الى العديد من الموضوعات المختلفة المتعلقة بسوق النفط والتي تثير قلق البعض.
وأوضح انه تم ايضا مناقشة آليات حول ما اذا كنا سنقوم بتجميد الانتاج حيث تم طرح العديد من السيناريوهات بشأن كيف ومتى ومن سيقوم بهذا التجميد وكل آلية تم تقييمها على حدة كما تم تقييم سيناريوهات مختلفة حيث تمت هذه المناقشات بشكل مستفيض وفي نهاية الامر تم التوصل الى اننا في حاجة الى مزيد من الوقت للنظر في سيناريوهات اخرى مختلفة او الموافقة على هذه السيناريوهات التي تم طرحها.
وحول وجود امكانية لعقد اجتماع آخر بهذا الشأن اوضح السادة ان هذا الامر متروك للمباحثات والمناقشات بين الدول المشاركة وستوجهه حركة السوق النفطية مؤكدا استمرار قنوات التواصل بين الدول المشاركة في الاجتماع.
واعتبر ان اجتماع الدوحة الذي عقد في فبراير الماضي كان منصة جيدة فتحت المجال لقنوات التواصل بين هذه الدول وازالة اي سوء تفاهم بينها فيما يتعلق بآلية تجميد الانتاج.
وحول تأثير اجتماع اليوم على اسعار النفط قال السادة "يمكننا التفهم بأن هناك العديد من العوامل التي تتحكم في انخفاض وارتفاع اسعار النفط والتي قد سيطرت على اداء اسعاره خلال ال12 شهرا الماضية آملا ان تكون استجابة حركة الاسعار بأسواق النفط معتمدة على عوامل حقيقية ذات طبيعة مستدامة وليست مجرد عوامل وقتية قد تحدث هنا او هناك".
واكد ان الاتفاق على قرار التجميد سيكون اكثر كفاءة وفعالية اذا كان اللاعبون في سوق النفط سواء من داخل (اوبك) او خارجها قد اجمعوا على قرار التجميد خاصة وان ذلك سيسرع من اعادة التوازن الى السوق النفطية.
وذكر بأن اعضاء منظمة (اوبك) يسعون الى التوصل لاتفاق بشأن التجميد باعتبارهم يعملون تحت مظلة واحدة وبالتأكيد فإن آلية العمل في (اوبك) يمكنها السماح بمواصلة السعي حتى تحقيق هذه الغاية.