أكد الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والعلاقات العامة في مجلس الأمة عبد الحكيم السبتي أن المجلس برسالته السياسية والثقافية منفتح على عوالم الابداع والابتكار رعاية وتشجيعاً إيماناً منه بالفكرة المبتكرة كبذرة تنبت في حقول العطاء الكويتي للمساهمة في الجهد الجماعي لتنمية ونهضة بلادنا .  جاء ذلك خلال كلمة القاها السبتي بمناسبة افتتاح الجلسة الحوارية الثانية (ساهم في التشريع) بعنوان « عزلة المبدعين : اشكالية المبدع الكويتي وهجرة الكفاءات « التي عقدت في مسرح المبنى الجديد لأعضاء مجلس الأمة وترأسها رئيس لجنة التعليم والثقافة والإرشاد النائب د. عودة الرويعي وبحضور أمين سر المجلس النائب المهندس عادل الجار الله الخرافي والنائبان الدكتور عبد الله الطريجي وفارس العتيبي إضافة إلى الأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري.
 وقال السبتي أن الاهتمام بالإنسان الكويتي يصب في جوهر العملية التنموية الشاملة للبلاد بفضل نجاح وريادة المبدعين بمختلف مجالاتهم فكراً وابتكاراً .
 وأضاف “ لذلك ستجدون في مجلس الأمة اليوم السند والبيئة الحاضنة لاجتهاداتكم في خلق مستقبل مزدهر لوطننا الغالي ومثلما نساهم بالتشريع انتم مدعوون للمساهمة بالابتكار والفكر الخلاق للأمل “ .
 وتابع السبتي “ ولأن الابداع حالة متفردة في منظومة الانتاج الفكري ولأن الابتكار حالة متقدمة في مناهج الاجتهاد فإن مجلس الأمة الذي دأب على الريادة تشريعاً متفاعلاً مع حاضرنا ومستشرفاً مستقبلنا يجدد ثقته في قدرة الشباب الكويتي على البذل والعطاء سبقاً بالابتكار والإبداع والتألق “ .  بدوره أشاد رئيس الندوة رئيس لجنة التعليم والثقافة والإرشاد النائب د. عودة الرويعي بفكرة اقامة الأمانة العامة لمجلس الأمة مثل هذه الجلسات التي تناقش قضايا تهم المبدعين بمختلف مجالاتهم بعيدا عالتي ، مبينا أن المجلس سيقف دائما وسينتصر لكافة القضايا المتعلقة بحريات الأفراد ومصالحه.
 من جانبها، ذكرت الكاتبة والروائية بثينة العيسى أن العملية الإبداعية الفنية تنمو في المحيط الذي ينعم بالحرية والديموقراطية وبدونهما لن تكون هناك حركة فنية، موضحة أن الفن كائن غير مربوط ويلعب دور المشاغب الذي يطرح الأسئلة المسكوت عنها في المجتمع.
 وقالت العيسى أن مقص الرقابة في الكويت ساهم بشكل رئيسي في تردي الحركة الفنية المحلية بسبب عدم سماحها للكتاب بالتعبير عن المشكلات الحقيقية التي يعاني منها مجتمعنا لاسيما المتعلقة بالسياسة أو العنصرية .
 وبينت العيسى أن وزارة الإعلام مارست التعسف الرقابي على الأعمال الأدبية بسبب كثرة الاستجوابات التي يقدمها أعضاء مجالس الأمة السابقة لوزراء الإعلام مثل الاستجواب الذي قدم لوزير الإعلام الأسبق المرحوم الشيخ سعود الناصر بسبب السماح لأربع كتب للتداول في الكويت، وللأسف لم ينتصر نائبا واحدا لحقوق الكتاب الكويتيين وحق القارئ في قراءة ما يريد.
 من ناحيته رأى الاستاذ المساعد في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية التربية الأساسية الدكتور عباس الحداد أن الغربة التي يعيشها المبدعين ليست ضرورية أن تكون الغربة المكانية وإنما من الممكن أن تكون غربة نفسية وهناك نماذج عديدة من المبدعين يعانون من هذا الشيء.
 ولفت الحداد إلى أن المجتمع الكويتي من المجتمعات التي تتمتع بالرحابة والبساطة والدليل على ذلك كثرة الدواوين فيها، موضحا أنه رغم كون المجتمع الكويتي محافظا إلا أن مساحة الحرية وقبول الآخر ضئيلة وهناك نماذج عديدة في التراث الشعري.  من جهته ،عرض مدير الخدمات المصرفية الخاصة في بنك كريدت سويس فهد الإبراهيم تجربة العمل خارج الكويت، مشيرا إلى أن الكويت ينقصها بيئة تحتضن الإبداعات والنمو إضافة إلى الإجراءات البيروقراطية الطاردة لكل من يملك الطموح بينما الدول الأخرى تسهل هذه الأمور.
 وأضاف الإبراهيم أنه وفق دراسة أجريت في 2011 فإن 50% من الأطباء و30% من المهندسين و15% من العلماء العرب يهاجرون إلى أمريكا الشمالية بينما 54% من الطلبة الدارسين في الخارج لا يعودون إلى أوطانهم.
 وشدد الإبراهيم على ضرورة أن يخلق القائمين على إدارة أجهزة الدولة بيئة تنافسية تخلق وتخرج الإبداع لدى الأفراد وتمنحهم الفرص بعيدا عن الأبعاد القبلية والطائفية والعائلية إضافة إلى التطوير المهني والأكاديمي للكويتيين.
 بدورها، قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية كفاءة المهندسة لمياء الرميح أن الجمعية تهدف إلى دعم الكويتيين الذين قرروا الهجرة إلى الخارج إضافة إلى دعمها للجهود إلى إعادتهم إلى بلادهم أيضا للاستفادة من خبراتهم.
 وبينت الجمعية تهدف إلى رفع مستوى الكفاءات الكويتية ورفع نسب النجاح وأن تكون حليفا استراتيجيا لأصحاب الطموح ورفع القدرة الشبابية إضافة إلى رعاية واحتضان العقول الشبابية وتشجيعهم لرفع اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية.  ولفتت إلى أنه لا يوجد حتى اللحظة إحصائيات رسمية من الدولة بعدد الذين هاجروا الكويت للعمل في الخارج، موضحة أن أحد الأسباب الرئيسية لهجرة العقول الكويتية هو عدم التقدير وكثرة العراقيل التي تسببها الدورة المستندية في الجهات الحكومية.  وأقيم على هامش الجلسة الحوارية معرضاً لعرض الاختراعات والمواهب الكويتية بتنظيم من مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع