برعاية وزير الصحة د. علي العبيدي والذي أناب عنه الوكيل المساعد لشئون الخدمات الطبية د. محمد الخشتي، ورعاية ذهبية من بنك الكويت الوطني، وحضور مدير الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة د. طارق الشطي، ومدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. أحمد الأثري، وبمشاركة العديد من جهات الدولة، دشن اتحاد طلبة التطبيقي ملتقى ومعرض «طموحي يغلب إعاقتي» والذي يقام للسنة الرابعة على التوالي.
ونقل وكيل وزارة الصحة د. محمد الخشتي تحيات راعي الملتقى وزير الصحة د. علي العبيدي للقائمين على المؤتمر والجهات المشاركة، وذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير الصحة، موضحا أن تلك المبادرة الطيبة من الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة تعبر عن رؤيتهم الحكيمة والواعية وإدراكهم لمسئولياتهم لإلقاء الضوء على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، والرؤية المستقبلية لتعزيز دور الوزارات والجهات الحكومية والمجتمع المدني للوقاية من مسببات الإعاقة والتصدي لها.
وقال د. الخشتي أن الشعار الذي تم اختياره للملتقى وهو «طموحي يغلب إعاقتي» يعبر عن الإرادة القوية زالرؤية المستقبلية لاستراتيجيات وبرامج الوقاية من الإعاقة وتعزيز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم بالمجتمع.
وأشار ممثل راعي الملتقى إلى أن أحدث التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير لارتفاع مضطرد بعوامل الخطورة المؤدية للإعاقة، ومن أهما انتشار الأمراض المزمنة وتلوث البيئة والعنف، وهو ما يضعنا جميعا أمام مسئولياتنا بوضع وتنفيذ البرامج الصحية للوقاية من الإعاقة والأعباء المترتبة عليها، والاستفادة من أحدث التقنيات للتشخيص المبكر للأنواع المختلفة من الإعاقة، وتطوير البروتوكولات التشخيصية والعلاجية والتأهيلية والتلطيفية للتعامل مع حالات الإعاقة ودعم البحوث والمسوحات الصحية اللازمة لتوفير قاعدة المعلومات الدقيقة واستخدامها لدعم اتخاذ القرارات لتخطيط ومتابعة تنفيذ البرامج الصحية، وهو ما تحرص عليه وزارة الصحة وتضعه على قمة أولوياتها واهتماماتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر برنامج الفحص الطبي قبل الزواج، والمسوحات الطبية لحديثي الولادة، وبرنامج الطب التطوري، وبرامج العلاج الطبيعي والتأهيل الصحي، وبرامج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية والحد من الإعاقات المختلفة المترتبة عليها، فضلا عن برنامج الاكتشاف المبكر للأمراض الوراثية المسببة لبعض أنواع الإعاقة، مؤكدا أن وزارة الصحة تتعاون مع أجهزة الدولة الحكومية وغيرها لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة والعمل على دمجهم في المجتمع، ولفت إلى أن وزارة الصحة تتطلع لما سيصدر عن هذا الملتقى من توصيات لوضع الحلول العلمية لها ومجابهة التحديات المختلفة لنتعاون جميعا على تنفيذها استكمالا لما يجري تنفيذه حاليا من برامج وطنية ضمن الخطة الإنمائية للدولة، داعيا الله أن يحفظ الكويت تحت القيادة الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.
من جانبه أعرب مدير الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة د. طارق الشطي عن سعادته لوجوده بهذا الملتقى وشكر لاتحاد التطبيقي تنظيمه، كما شكر الجهات المشاركة، مشيرا إلى أن الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة تحرص وتعمل جاهدة على توفير البيئة المناسبة التي تساعد هذه الشريحة على التفوق والإبداع، لأنهم يحتاجون للتشجيع وتوفير البيئة اللازمة التي تساعدهم على تحقيق الذات وحصد الإنجازات، ومن هذا المنطلق فإن الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة تحرص على وضع الأسس والضوابط العلمية الصحيحة في العملية التعليمية لذوي الاعاقة من مرحلة الروضة وإلى المرحلة الجامعية، كما أن الهيئة تحرص دوما على حضور هذا الملتقى السنوي للتعرف أولا بأول على الصعوبات التي تواجه تلك الشريحة من أبنائنا، للعمل على تذليلها، مؤكدا أن الهيئة بمنتسبيها مستعدة لتقديم جميع التسهيلات لذوي الاعاقة لمساعدتهم على اجتياز مسيرتهم الدراسية ومن ثم انخراطهم في سوق العمل، ولفت إلى أن هناك بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لذوي الإعاقة وبين التطبيقي لتقديم أفضل خدمات ممكنة لذوي الإعاقة وتذليل الصعوبات التي تواجههم، وأن هذا التعاون سيرى النور قريبا.
أما رئيس الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة أحمد ختلان الهطلاني الرشيدي فقد رحب بضيوف الملتقى، وتوجه بالشكر لمعالي وزير الصحة لرعايته للملتقى في دورته الرابعة، وقال أن الوزير العبيد دوما داعما لأنشطة وفعاليات ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شكر مدير عام الهيئة العامة لشؤون المعاقين د. طارق الشطي على حضوره ودعمه للملتقى، مثمنا الدور البارز لبنك الكويت الدولي في نجاح تلك الفعالية ورعايته الذهبية لها مهنئا البنك بحصوله على جائزة المسئولية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة المقدمة من لجنة المعاقين في الاتحاد، وشكر كذلك كافة الجهات المشاركة سواء بالمعرض أو بالملتقى.
وتمنى الرشيدي النجاح للملتقى وأن تجد توصياته التعاون المأمول من مسئولي الدولة بما يساهم في تخفيف هموم ومشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي الكلمة التي ألقاها ممثل بنك الكويت الدولي أ. نواف ناجيه أكد أن البنك يولي تلك الشريحة اهتماما خاصا نظرا لما حققوه من نجاحات وانجازات، مؤكدا إدراك البنك لهذا الحدث الذي يسلط الضوء على هموم ومشاكل ذوي الإعاقة ويطرح الحلول لمعالجتها.
من جهتها قالت رئيس لجنة ذوي الإعاقة باتحاد الطلبة بشاير عبدالله الدهيش أن اللجنة حرصت أن يكون الملتقى ليس قاصرا على زملائنا ذوي الإعاقة بالتطبيقي فقط وإنما لكافة المنتمين لتلك الشريحة في المؤسسات التعليمية بالكويت، حيث تم فتح المجال أمام من يرغب بالمشاركة في الملتقى لعرض النماذج المشرفة التي تحدت الإعاقة بعزيمة وإرادة قوية وأثبتوا للجميع أن المعاقين قادرون على خوض العديد من المجالات بل والنجاح والتميز فيها، وللتأكيد على المعنى الحقيقي للملتقى وهو « طموحي يغلب إعاقتي» ، فتلك الشريحة تحتاج الفرصة فقط ليثبتوا وجودهم، وبأنهم عنصر فاعل في المجتمع ولم يعرفوا طريق اليأس، وتمنت أن يكون للملتقى صدى ملموس لدى المجتمع ككل بما يخفف من معاناة تلك الشريحة التي نعتز بها ونقدرها.
ومن جانبه قال رئيس قسم التربية الخاصة بكلية التربية الأساسية د. نواف الظفيري أن الكلية والقسم يدعمان كل ما من شأنه التخفيف عن شريحة ذوي الإعاقة، وقد حرصت الكلية على ضرورة وجود معلم تربية خاصة متخصص للتعامل مع تلك  الشريحة، وأن الكلية تسعى جاهدة لتوفير مخرجات تتوافق مع سوق العمل، وأن قسم التربية الخاصة يعمل على مواكبة المستجدات في هذا الشأن بحيث لا يتم استغلال فئة ذوي الإعاقة.
 أما مقرر لجنة ذوي الإعاقة بجمعية المحامين الكويتية المحامي حمد الجمعان فقال أن جمعية المحامين يسعدها التعاون مع لجنة ذوي الإعاقة باتحاد طلبة التطبيقي لتذليل أي صعوبات تواجه تلك الشريحة، مشيرا إلى أن جمعية المحامين بصدد تنظيم ندوة لتناول هموم تلك الشريحة وسعلن عنها قريبا.
وتضمن الملتقى حلقة نقاشية من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تحت عنوان «التوعية بقانون التأمينات الاجتماعية للمعاق» حاضر بها كل من المستشارة شعاع محمد بارون، وتضمن الملتقى أيضا حلقة نقاشية أخرى من قسم التربية الخاصة بكلية التربية الاساسية جاءت بعنوان «الدمج بين النظرية والتطبيق» حاضر بها كل من د. هوى الشمري، د. بدر القلاف، أ. راكان العجمي، أ. زينب باقر، إضافة لمديرا البرامج في مجموعة «ask» المدرب الدولي المعتمد أ. أحمد ابراهيم الجوهري، والمحاضر في صعوبات التعلم أ. محمد مصطفى عبدالعليم، وأدارت الحلقة د. زينب عباس.
كما تضمن الملتقى كذلك استعراض غنائي من ذوي الاحتياجات الخاصة مقدم من أكاديمية الكويت التعليمية، وتم تدشين المعرض المصاحب للملتقى بمشاركة العديد من الجهات، واختتم الملتقى بتكريم الرعاة والمشاركين، وكان عريفا للملتقى أ. أحمد الزيد.