أوصى برلمان الطالب الثاني برئاسة رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم في ختام أعمال جلسته أمس بزيادة عدد مقاعد البعثات الدراسية الداخلية والخارجية وفتح تخصصات جديدة ومساعدة الطلبة المتميزين على دخول الجامعات المرموقة ووافق أعضاء البرلمان الطلابي بجلستهم في مجلس الأمة على عدد من التوصيات أبرزها انشاء جامعة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتعاقد مع الجامعات المرموقة في الخارج لافتتاح أفرع لها في البلاد وإلغاء اختبار القدرات الجامعية بجامعة الكويت واستبداله باختبار التخصص المراد الانضمام له.
 وطالب الأعضاء بزيادة التخصصات الدراسية في جامعة الكويت وفي البعثات على أن يتم سنويا استطلاع آراء الطلبة لكشف ميولهم الدراسية الى جانب زيادة الفصل الصيفي في الجامعة الى فصلين صيفيين وإنشاء جامعة في كل محافظة.
 كما وافق المجتمعون على وضع فصل تمهيدي لمقرر الرياضيات للراغبين بدخول كلية الطب بجامعة الكويت على ألا يتطلب اجتياز الاختبار دخول الكلية فضلا عن زيادة عدد مقاعد الابتعاث في تخصص الطب البشري.
 ووافق البرلمان الطلابي على توصية بتحويل كلية الشريعة الى جامعة اسلامية الى جانب وضع اختبار تحديد مستوى للخريجين المتقدمين الى البعثات الدراسية الخارجية.
 كما وافقوا على فصل التعبير والتلخيص والقطعة الخارجية من امتحانات اللغة الانجليزية بالمرحلة الثانوية وضمها الى امتحانات خارج الجدول وتوحيد اختبارات الفترة الاولى والثالثة حيث تكون جميعها صادرة من الوزارة على ان تلتزم الوزارة بإصدار قراراتها الوزارية في بداية العام الدراسي لا منتصفها حتى لا تربك الميدان التربوي.
 وطالبت التوصيات بعقد جلسات واجتماعات شهرية مع وزير التربية ووزير التعليم العالي وقيادات وزارة التربية والتعليم العالي لمناقشة مشاكل الجامعة الى جانب استقطاع جزء من ميزانية الدولة لصيانة الجامعات ومواقف السيارات بها وصيانة التكييف في المدارس.
 من جانبه أكد رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم أن جلسة برلمان الطالب الثاني فرصة ليقول الطلبة كلمتهم الصادقة المقنعة المستندة الى المعرفة والعلم والبحث والمدعومة بنوايا الاصلاح الحقيقة لنفاخر بهم الامم والدول الاخرى. وقال الغانم في كلمته خلال افتتاح اعمال برلمان الطالب الثاني في مجلس الامة اليوم «إننا في جلسة برلمان الطالب جئنا لنستمع اليكم لا لتستمعوا منا وتترك لكم حرية التعبير عن آرائكم ومشاكلكم وهمومكم وتطلعاتكم».
وأضاف أن جلسة برلمان الطالب الثاني فرصة للاستماع الى آراء ومشاكل وهموم وتطلعات الطلبة موضحا أن هذه الجلسة التي تحولت إلى عادة سنوية فرصة ليسمع الناس من الطلبة ما يتطلعون اليه.
وأوضح أن جلسة برلمان الطالب فرصة لتجسيد قيم الحوار وتبادل الاراء والرقي بلغة الخطاب والاعتماد على مفاهيم التداول الفكري والمحاججة واستخدام لغة المنطق والعقل للقناع وليس لغة الصراخ والمخاشنة اللفظية والمبالغة والمزايدة.
وذكر أنه «ومنذ متى كانت الغلظة والفظاظة وسيلة للاقناع وتقريب الناس اليك فيقول الله سبحانه في منزل تحكيمه (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) « لافتا الى أن وجود برلمان الطالب يبرهن أن جيل الشباب مسلح بفضيلة التحاور الذي يفضي دائما ولو بعد حين الى تعزيز قيم التسامح وقبول الاخر.
وبين الغانم أن لكل جيل شخصيته التي تميزه لغته وخطابه وتطلعاته وقيمة ومفاهيمه وطريقته في التفكير والتحرك وكيف يتحدث ويعبر عن نفسه مضيفا انه «لطالما كان معارضا لفكرة سمو جيل على جيل وأفضلية زمن على زمن بل إنه محارب لما يتكرر كثيرا بأن الكبير دائما أكثر نضجا من الصغير وأن الجيل الصاعد جيل غر وضائع ويحتاج الى وصاية دائمة».
وقال «كنا ومازلنا معارضين لتلك النظرية التقليدية لسبب بسيط وهو كنا يوم من الايام بمثل عمركم ونتذكر جيدا كيف كنا مسكونين بالتغيير والسخط وعدم الرضا مدفوعين بغريزة الاكتشاف وشغف التطلع الى كل ماهو جديد».
وتابع «كنا في مثل عمركم وكنا نضيق ضرعا بأبوية المؤسسات والكيانات القائمة ونحس بأن الخطاب السائد لا يمثلنا بشكل كامل ونريد أن نفرض لغتنا ومصطلحاتنا واحلامنا ولكن برغم كل هذا الضيق من الوصاية والابوية كنا وبفعل تربيتنا مؤمنين بقيم الاحترام للكبير للاب للاسرة للمعلم وللمرشد والمدرب ولكل شخص يريد مساعدتنا وارشادنا».
ولفت الغانم الى أنه عندما كان بمثل عمر الطلبة الان كان يريد شيئا واحدا وهو أن تترك له حرية ان يعبر عن نفسه وأن يجرب فيصيب أو يخطئ وأن يتم الاستماع اليه مؤكدا ان في الوقت نفسه مؤمن «بأن هذا الحق لا يناقض واجبنا في احترام كبيرنا وتوقيره وتبجيله والوفاء له اي بمعنى اخر كنا نريد ان نكون امتدادا مطورا لمن سبقنا لا نسخة كربونية».
وأشار الى أنه يقول هذا الكلام «وكأني أرى أحد الطلبة جالسا على هذا المقعد في يوم ما ممثلا عن الشعب ومشرعا له ومدافعا عن مكتسباته ومصالحه».
من جانبه أشاد وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى بفكرة برلمان الطالب واصفا إياها بأنها فكرة جيدة ومتميزة تساهم في تنمية وتوعية مدارك الطلبة بالنهج الديمقراطي في الكويت وترسيخه.
وقال الوزير العيسى في كلمته خلال افتتاح جلسة برلمان الطالب الثاني في مجلس الامة اليوم ان هذه الجلسة ومن خلال انتخابات حرة في المؤسسات التعليمية تمكن من تهيئة الارضية لظهور قيادات مستقبلية قادرة على خدمة المجتمع وتعزز النهج الديمقراطي الذي تنعم به الكويت في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
وأضاف أن برلمان الطالب يعتبر قيمة تربوية «نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر كباقي القيم التربوية الاصيلة مثل قيم تعزيز الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة من خلال حوار تربوي ديمقراطي نتشارك جميعا في تعزيزه وترسيخه في نفوس الطلبة لحل قضايانا المختلفة».
وأكد أهمية إيمان الجميع بالحوار والنقاش كونهما الطريق لتحقيق التنمية المنشودة نحو الارتقاء وبناء المجتمع لافتا الى أن الطالب أحد محاور العملية التعليمية «حيث يكون مشاركا فيها معتمدا على ذاته في الحصول على المعلومات وليس مجرد مستمع ومتلق لها لذا ندعو الى إعطائه الفرصة للقيام بنشاطات مختلفة».
وشدد الوزير العيسى على أهمية غرس القيم التربوية السليمة ومتطلبات النمو لكل مرحلة يعيشها الطالب لافتا إلى أن ملاحظاته هي ذات قيمة كبيرة لمعرفة ما يفضله وما يتناسب مع احتياجاته واهتماماته.
وذكر أن التنمية البشرية هي أساس التنمية الشاملة وأداتها وهدفها ومن شأنها الارتقاء بالمجتمعات مؤكدا أن بناء الانسان الكويتي في طليعة الاولويات ليكون مؤهلا علميا وعمليا ويملك الكفاءة والمقدرة على ممارسة الحياة الديمقراطية التي تتطلبها الاحداث المتتالية في المنطقة لبناء الانسان الكويتي المؤمن بدينه ووطنه ومبادئه وتراثه الذي يؤدي واجبه قبل أن ياخذ حقوقه.
وقال الوزير العيسى إن ذلك «ما نسعى الى تحقيقه لابنائنا الطلبة من خلال تقديم الدعم والتشجيع والرعاية» مشيرا الى أهمية محاورتهم والاستماع اليهم ومشاركتهم في الامر والاخذ بأيديهم من أجل تدريبهم وتأهيلهم لحمل مسؤولية كويت المستقبل.
وشدد على حرص الطلبة وقدرتهم على حمل الأمانة وتحقيق الآمال الكبيرة «التي يعلقها أهل الكويت على أبنائهم الذين يستحقون منا بذل أقصى الجهود والتضحيات من أجل الحفاظ على أمن البلاد وتكريس استقرارها والعمل على رفعتها وتقدمها».