دعا رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم اليوم الاحد البرلمانات العربية الى تحرك برلماني دولي منظم يستهدف وضع حد للغطرسة الإسرائيلية ويضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة للغانم امام المؤتمر ال23 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد حاليا في القاهرة.
وقال الغانم "ادعو البرلمانات العربية الى المساهمة في تحرك برلماني دولي يغطي خارطة الدول المنضوية تحت مؤسسة الاتحاد البرلماني الدولي .. تحرك يفعل دور الدبلوماسية البرلمانية العربية تجاه قضايانا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
واعرب عن ثقته بكل البرلمانات العربية وما يمكن ان تفعله على هذا الصعيد "مستغلة رصيدها الوافر من العلاقات الإقليمية والدولية الواسعة".
وأضاف " لقد تجلى ذلك من خلال روح التعاون اللامتناهية والتحلي بروح المسؤولية التي أبدتها كل البرلمانات العربية دون استثناء وكل ممارسات الايثار والتسامي والتضحية في كل قضية اضطلعت بها ابان فترة رئاسة الاتحاد".
واستعرض الغانم في كلمته الأسباب التي تجعل من القضية الفلسطينية "ام القضايا وأكثرها مركزية واهمية" مشيرا الى ان "الشعور بالهزيمة على المستوى الوجداني العربي ازاء تلك القضية هو امر كارثي وخطير".
وقال الغانم ان تبني القضية الفلسطينية والتركيز عليها ابان فترة رئاسته للاتحاد البرلماني العربي جاء عن وعي كامل وتعمد مقصود في الوقت الذي يرى البعض ان الملف الفلسطيني اصبح ملفا تقليديا ومستهلكا ومتقادما.
واضاف "نحن ركزنا خلال فترة رئاستنا على قضيتنا الأم لأننا نرفض أن نهزم من الداخل" مشيرا الى انه " حتى لو خسرنا معاركنا السياسية والعسكرية والأيديولوجية فان هزيمتنا على المستوى النفسي العربي أمر خطير وكارثي".
وتساءل الغانم "كيف يمكن لنا أن نقر بالهزيمة وصاحب الشأن الأول ما زال واقفا على قدميه مشدودا عوده رافعا رأسه رافضا ان يستسلم .. هل يعقل أن نعلن هزيمتنا النهائية والأبدية نيابة عنه ؟ " .
وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين معالي دولة الرئيس / نبيه بري رئيس الاتحاد البرلماني العربي معالي السيد / أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أصحاب المعالي السادة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية الشقيقة الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طوال الفترة التي تشرفت فيها برئاسة الاتحاد البرلماني العربي كنت دائما مسكونا بهاجس الأسئلة التي ما انفكت تتقافز أمامي في كل مناسبة أتحدث بها أمام أي محفل ما هي القضية الأهم التي يجب التركيز عليها ؟ ما هي أولوياتنا ؟ ما هي قضيتنا المركزية ؟ وهنا علي الاعتراف بأن كثيرا من الملفات التي تناولناها جاءت تحت الحاح الوضع الراهن وتطوراته الآنية .. بحيث يصعب تجاهلها بحجة ان هناك قضايا اكثر مركزية وحيوية منها ومع هذا ربما لاحظ الكثيرون تركيزنا في كل مناسبة على القضية التي كانت دائما في صلب اهتمامنا وفي مقدمة أولوياتنا .. وأعني هنا .. القضية الفلسطينية وكما قلت سابقا في مناسبات عديدة ان تبني هذا الملف الذي يبدو للبعض تقليديا ومستهلكا ومتقادما جاء عن وعي كامل وتعمد مقصود ولعل السبب الرئيسي الذي جعلنا نضع تلك القضية في أولوية اهتمامنا وعملنا هو قناعتنا الراسخة بأنها أم القضايا .. وهي السبب المباشر أحيانا وغير المباشر في أحيان أخرى في تشظي وتبرعم ملفاتنا المستجدة الأخرى الاخوة الحضور ..
نحن على قناعة تامة بأن استمرار الجرح الفلسطيني مفتوحا لأكثر من سبعة عقود كان بوابتنا للهزيمة على المستوى الوجداني العربي .. وكان في أحيان أخرى ذريعة للفساد والتقاعس ومبررا للتشرذم والاغراق في الانانية القطرية على حساب المشترك القومي وعذرا للطغيان والقمع والتجبر والتأخر في الإصلاح ..
ان بقاء الملف الفلسطيني بلا حل عادل كان حجة للارهابي الجاهل أن يضيع بوصلتنا ويستخدمها أداة للتجنيد والتعبئة المنحرفة وأرضية انطلقت منها كل دعوات الاستسلام بحجة ألا فائدة من النضال القومي والعمل العربي المشترك ان ما يدعو الى الحزن هو ان تلك القضية المركزية التي شكلت وعينا الجمعي وحلمنا المشروع أصبحت سلاحا ومادة للمزايدة استخدمها الدكتاتور والطاغي والمستبد ليبرر كل سوءاته وسقطاته وخطاياه وجميعكم تذكرون كيف مشى الطاغي مستغلا شعور الهزيمة التاريخي لشعوبنا على جثث العراقيين والكويتيين بحجة انه ذاهب الى القدس أعرف بان الوضع يزداد سوءا وان نزاعاتنا الفرعية تغطي خارطة بلاد العرب كلها .. وان الكل منشغل عن مأساة شعبنا الفلسطيني الصابر ولكن ...
هل بحجة الوعي بأننا نمر باصعب أيامنا مطلوب منا ان نتخلى عنهم ؟ أن نتركهم في المهب ؟ معزولين ومحاصرين ؟ لا سند لهم ولا معين إقليميا ودوليا نحن عندما ندعو الى الالتفات الى القضية الفلسطينية .. فاننا لا ندعو الى الهروب الى الامام أو الى تجاهل سياق الأوضاع في الاقليم والعالم نحن لا نمارس هنا طقسا تطهريا وفكا لعقدة ذنب جمعية بل على العكس نحن نريد ان نؤكد بتركيزنا على القضية الفلسطينية ان تلك القضية برغم كل شيء هي قضية جامعة قضية تسمو على الاصطفافات القطرية والمذهبية والعرقية قضية يمكن لها أن تظهر أفضل ما فينا وتكشف أجمل ما لدينا قضية يمتزج فيها البعد الشرعي بالسياسي بالتاريخي بالقومي لتعيد تذكيرنا بالمشترك الكبير بيننا ذلك المشترك الجمعي والعفوي والوجداني الذي ظل برغم كل التنظيرات السياسية الباردة تحت شعار الواقعية قويا وماثلا ومحسوسا لذلك نحن ركزنا خلال فترة رئاستنا على قضيتنا الأم لأننا نرفض أن نهزم من الداخل حتى لو خسرنا معاركنا السياسية والعسكرية والأيديولوجية فان هزيمتنا على المستوى النفسي العربي أمر خطير وكارثي واني أتساءل هنا ..كيف يمكن لنا أن نقر بالهزيمة وصاحب الشأن الأول ما زال واقفا على قدميه مشدودا عوده رافعا رأسه رافضا ان يستسلم هل يعقل أن نعلن هزيمتنا النهائية والأبدية نيابة عنه ؟ ان مشهد الطفل الفلسطيني المقاوم والمرأة الفلسطينية الصابرة والشاب الفلسطيني العنيد والفنان الفلسطيني المكافح والحقوقي الفلسطيني المثابر والصلوات والاغنيات والقصائد والروايات والمعارض والمهرجانات الفلسطينية العصية على الاخراس كلها رسائل يومية تقول بملء الفم ( نحن لن نستسلم ) وكلها أسباب وأمثلة يومية تدفعنا الى عدم اعترافنا بالهزيمة من هذا المنطق ..
أنا أدعو الرئاسة المقبلة التي نثق بها ونعول عليها وأدعو كذلك كل اخواني ممثلي البرلمانات العربية الى الاستمرار في تبني قضية شعبنا الفلسطيني وكفاحه المشروع ولو بالحد الادنى المتاح وحتى أكون محددا أنا أدعو كل الأعضاء الى المساهمة في تحرك برلماني دولي يغطي خارطة الدول المنضوية تحت مؤسسة الاتحاد البرلماني الدولي تحرك يفعل دور الدبلوماسية البرلمانية العربية تجاه قضايانا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وانا على ثقة تامة بكل البرلمانات العربية وما يمكن لها ان تفعله على هذا الصعيد مستغلة رصيدها الوافر من العلاقات الاقليمية والدولية الواسعة أقول انني ( على ثقة ) لأنني عايشت البرلمانات العربية عن قرب طوال ثلاث سنوات خلال فترة رئاستي للاتحاد البرلماني العربي وأعرف مدى اخلاصها وامكانياتها وقدراتها وتجسيدها لصوت الشعوب العربية وضمائرها الحية ولقد تجلى ذلك من خلال روح التعاون اللامتناهية والتحلي بروح المسؤولية التي أبدتها كل البرلمانات العربية دون استثناء وكل ممارسات الايثار والتسامي والتضحية في كل قضية اضطلعت بها ابان فترة رئاسة الاتحاد .
فلكم منا جزيل الشكر وكامل العرفان وتمام الامتنان.