قال وزير البترول السعودي، علي النعيمي، إن إنتاج الخام في بلاده اقترب من مستويات قياسية مرتفعة، في أبريل(نيسان) ما يُبرز عزم المملكة على حماية حصتها السوقية، في وقت تشهد فيه أسواق النفط تعافياً هشاً.
 
وقالت أوبك إن إنتاجها الإجمالي صعد إلى 30.79 مليون برميل يومياً في مارس (آذار) بزيادة 810 آلاف برميل يومياً عن الشهر السابق في ظل صعود الطلب أكثر من المتوقع بفعل انخفاض الأسعار.

10 ملايين
وقال النعيمي إن إنتاج النفط في السعودية، أكبر بلد مصدر للخام في العالم، يبلغ "10 ملايين برميل يومياً في أبريل(نيسان)".

وأضاف النعيمي، في مقابلة في العاصمة الكورية الجنوبية التي تحتضن اجتماعاً لمجلس إدارة شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية: "قلت مراراً، يسرنا على الدوام أن نزود عملاءنا بما يريدون. والآن يريدون عشرة ملايين".

وقال النعيمي، في وقت سابق هذا الشهر، إن السعودية أنتجت نحو 10.3 ملايين برميل يومياً من الخام في مارس (آذار) متجاوزةً المستوى المرتفع السابق، 10.2 ملايين برميل يومياً، الذي بلغته في أغسطس(آب) 2013 ، حسب ما تؤكده سجلات ترجع إلى أوائل الثمانينيات.

إنتاج وأسعار
وارتفعت أسعار النفط حوالي 17 %، في أبريل(نيسان) مدفوعةً بتقارير عن تراجع مُحتمل في الإنتاج الأمريكي، لكن مورغان ستانلي حذر اليوم الإثنين، من احتمال تجاوز الإنتاج السعودي، التطورات في الولايات المتحدة.

وقال البنك في مذكرة: "يساورنا القلق من تركيز السوق على الولايات المتحدة، فإنتاج أوبك، ربما يكون أهم، بعد أن ارتفع بمليون برميل يومياً عن الشهر السابق في مارس (آذار)، فالسعودية وحدها أضافت ما يعادل نصف إنتاج باكن، أكبر حقل نفط صخري أمريكي، في غضون أشهر، وهو ما يفوق أثر أي تباطؤ أمريكي".

ويعكس ذلك القلق المتزايد، من أن يتسبب تنامي إنتاج السعودية وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول، أوبك، في إخماد انتعاش أسعار النفط في الفترة الأخيرة، بخاصة في ظل نمو اقتصاد الصين المستهلك الرئيسي للخام، بوتيرة أقل في الربع الأول، من نموها المسجل على مدى السنوات الست الأخيرة.

طلب صيني
وقال النعيمي رداً على سؤال حول الطلب الصيني، في ظل تراجع النمو الاقتصادي فيها: "لم نلحظ تغيراً في الطلب على النفط، ومازلنا نصدر الكمية نفسها، كما كنا من قبل".

وقال الوزير، إن السعودية تزود الصين، أكبر مستورد صاف للنفط في العالم، بحوالي مليون برميل يومياً، متوقعاً نمو الطلب الآسيوي.

وأوضح: "أعتقد أن الطلب سيواصل النمو مع الوقت، نحن متفائلون جداً من هذه الناحية، لسنا قلقين بالمرة، ولم نلحظ أي تغيير منذ تغير الأسعار".

وانتعشت العقود الآجلة لخام برنت القياسي من أدنى مستوى في ست سنوات 45.19 دولار للبرميل الذي سجلته في يناير (كانون الثاني) لتتجاوز 64 دولاراً، لكنها لا تزال منخفضةً بنحو 45% عن ذروة 2014.

اجتماع أوبك
وبسؤاله عن موقف السعودية من مستوى الإنتاج بمناسبة اجتماع أوبك المقرّر في 5 يونيو(حزيران)، قال النعيمي: "لم يحن الوقت بعد. ينبغي أن ننظر في البيانات والمعلومات، ثم نقرّر ما يتوجب فعله"

وأضاف: "قلت مراراً، إن استقرار السوق يتوقف على تعاون المنتجين والمستهلكين والصناعات. لذا نعم نحن بحاجة إلى تعاون كل المنتجين لاستقرار السوق".