المتابع لمنصات ومواقع التواصل الاجتماعي سواء العربية أو الغربية المعنية بالوضع في فلسطين سيدرك تصاعد نجم نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري ، وهو الصعود الذي بات لافتا خاصة عقب عملية القدس الأخيرة والتي قتل فيها 7 صهاينه واستشهاد منفذ العملية على يد شرطة الاحتلال. 
ما الذي يجري ؟ 
بعد عمليه الاحتلال في جنين أخيرا والتي أدت إلى استشهاد 10 من الفلسطينيين وإصابة وجرح آخرين خرج نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري وعبر قناه الميادين اللبنانية متوعدا الاحتلال بتنفيذ عمليات انتقامية فورية ، الأمر الذي أثار جدالا في عموم حركة حماس وحتى بين مختلف الأوساط المتابعة لتداعيات هذه التصريحات، خاصة عقب عملية القدس الاستشهادية. 
وبتحليل مضمون الكثير من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التابعة للمقاومة عموما فإن العديد من الشخصيات في حركة حماس غير راضين عن الأداء الاستراتيجي للعاروري في حماس.
ويوضح التحليل أيضا إن العاروري وبدعوته الفلسطينيين للانتقام من العمليات فإنه يعرض الكثير من الفلسطينيين للخطر ، خاصة مع الإعلان اليوم عن احباط بعض من هذه العمليات والتي وضح ان العاروري يقف ورائها، بحسب تحليلات ومنصات تواصل اجتماعي تناولت هذا الأمر. 
ومع الإعلان عن احباط أكثر من عملية بات الكثير من الفلسطينيين على يقين أن التخطيط الجماعي والمترج والطبيعي للقيام بأي عملية افضل من الدعوات التي يلقيها العاروري ، خاصة وأن التاريخ يوضح أن حركة حماس تمتلك الكثير من الإمكانيات المختلفة التي تؤهلها إلى القيام بالعمليات العسكرية النوعية في قلب إسرائيل ، بدلا من الانصياع لتعليمات قيادة واحد يمكن معها تعريض منفذها والمخطط لها للخطر .
تطورات ميدانية
وقد ارتفعت نبرة الحديث عن مخاطر الكشف عن هذه العمليات مع اعلان الشرطة الإسرائيلية أن بحوزتها 41 إنذارا حول عزم فلسطينيين تنفيذ عمليات، وهو الإعلان الذي تم بالأمس. 
وأتى هذا الإعلان تزامنا مع رفع قوات الاحتلال لحالة التأهب، في أعقاب عمليتي إطلاق النار في مستوطنة "نافيه يعقوب" وفي سلوان مؤخرا.
حماس والتصعيد 
بمتابعة بعض من الأوراق البحثية التي تمت صياغتها خلال الفترة الأخيرة في بعض من المعاهد والمراكز البحثية الغربية سنجد أن هناك ما يمكن وصفه بالاتفاق على أن هناك جناح لافت في حركة حماس غير معني بالتصعيد ، لكنه في نفس الوقت يسعى إلى حث الفلسطينيين على القيام بعمليات ضد أهداف صهيونيه. 
التقديرات قالت صراحة إن الوضع في فلسطين حساس وقابل للاشتعال، وهناك رأي بدأ يتبلور في إسرائيل بضرورة العمل ببرودة أعصاب وبشكل مدروس، وتهدئة الميدان بتعقل والاستعداد بشكل صحيح وحكيم.
وبحسب هذه التقديرات فإن التخوف في جهاز الأمن الإسرائيلي من عمليات ينفذها فلسطينيون يقومون بتقليد عمليتي "نافيه يعقوب" وسلوان. "والتحدي الأكبر حاليا هو منع التصعيد وتهدئة الوضع وعدم الوصول إلى انتفاضة ثالثة. 
تقديرات استراتيجية
تمتلك حركة حماس والمقاومة الفلسطينية عموما سجلا من النجاح في القيام بالعمليات في قلب العمق الصهيوني ، وهو ما يعود إلى انتهاج الحركة لسياسات عسكرية واضحة واستراتيجية متميزة ، وهو ما يزير من حساسية أي تغيير في هذه الاستراتيجيات المختلفة ، خاصة مع تصاعد الخسائر الصهيونية في هذا الصدد.