أكد محلل نفطي كويتي أن تفاوت التوقعات لأسعار النفط يعني استمرار تذبذبها في حين تشير أساسيات السوق إلى أن متوسط أسعار النفط الكويتي خلال عام 2016 مازالت تدور حول 33 دولارا للبرميل.
وقال المحلل النفطي محمد الشطي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن ما يميز العام الجاري أنه يشهد تعافيا في أسعار النفط من أدنى مستوى لنفط خام الإشارة برنت الذي وصل إلى 26 دولارا للبرميل الى مستويات تدور حول ال40 دولارا للبرميل.
وأضاف الشطي أن الانطباع الإيجابي العام في السوق قد يكون سببه مشاورات المنتجين خصوصا الاتفاق الرباعي الأخير في الدوحة ما يؤكد عزم المنتجين لإعادة توازن السوق النفطية مشيرا الى أن التوافق الروسي الإيراني حول استثناء إيران مع أي اتفاق “أثر سلبا على مسار الأسعار وأدى لانخفاضها».
وبين أن الاتجاه في سوق النفط مازال إيجابيا رغم غياب توافق حقيقي بين المنتجين في ظل وجود أساسيات تتعلق ببدء خفض الفائض من خلال ملاحظة تناقص الإنتاج من خارج وداخل منظمة (أوبك) “وإن كان بوتيرة ضعيفة لكنه يعني أن إجمالي الامدادات في السوق ربما بلغت الذروة في شهر يناير 2016».
وأفاد بأن تقديرات منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أشارت إلى أن اجمالي إنتاج المنظمة لشهر فبراير 2016 يدور حول 2ر32 مليون برميل يوميا وهو أقل من الإنتاج في شهر يناير ب 200 الف برميل يوميا.
وذكر أن استبعاد إيران من أي اتفاق بين المنتجين ستكون له تبعاته على السوق رغم أنه تم تجاوز قاع الأسعار لذلك فإن الصورة العامة للسوق يمكن أن توصف ب”التذبذب والتقلب” خلال الأشهر المقبلة خصوصا مع توقعات بخروج عدد من المصافي في أسواق العالم عن العمل للصيانة.
وأشار إلى أن ذلك يعني تأثر الطلب على النفط الخام مع تزايد احتمالات ارتفاع المخزون النفطي من جهة متوقعا حدوث تطور إيجابي خلال هذه الأشهر يتمثل في تعافي هوامش أرباح المصافي وسحوبات من مخزون المنتجات البترولية خصوصا (الغازولين).
وأوضح أن توقعات الصناعة تبقى ملاذا للمراقبين لاستلهام مسار الاسعار خلال عام 2016 لافتا الى وجود ثلاثة بنود تؤثر حاليا على الاسعار هي مستوى الطلب على النفط والامدادات من خارج (أوبك) والطلب على نفط (أوبك).
ودعا المراقبين إلى ملاحظة الفروقات بين مختلف التوقعات في تصوراتهم ما يعني في نهاية المطاف حالة اللايقين رغم التوافق في الاطار العام ما يعني استمرار التذبذب في معظم فترات عام 2016 مع توجه الى تعافي أسعار النفط بشكل أكثر ثبات خلال النصف الثاني من عام 2016. وأشار إلى تتفاوت تقديرات تنامي معدل الطلب العالمي على النفط عام 2016 مقارنة مع عام 2015 بشكل ملحوظ مما يعكس الشكوك حول أداء الاقتصاد العالمي وعدم الوضوح بالنسبة للصين لتكون الزيادة السنوية ما بين 2ر1 و 9ر1 مليون برميل يوميا “علما أن غالب الزيادة ستأتي من البلدان النامية مع استمرار تنامي الاستهلاك في الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند».
ورأى أن التوقعات تتراوح بين التفاؤل عند خفض الانتاج العالمي بمقدار 1 مليون برميل يوميا وتوقعات متحفظة لمقدار الخفض عند فقط 500 الف برميل يوميا مبينا أن هناك توافقا بأن الخفض يشمل الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك ونفط بحر الشمال والاتحاد السوفييتي السابق والبرازيل وكولومبيا.
وعن الزيادة في الطلب على نفط (اوبك) أوضح الشطي أن التفاوت في التقديرات مستمر ليشمل معدل الزيادة في الطلب المتوقعة على نفط الاوبك عام 2016 مقارنة مع عام 2015 بشكل ملحوظ رغم الاتفاق على مسار الارتفاع الفعلي وهو تطور إيجابي يراقبه السوق ويدعم الاتجاه العام لأسعار النفط نحو التعافي لان الارتفاع يعني استيعاب الزيادة المتوقعة من إيران.
وأكد أن اختلال ميزان الطلب والعرض مستمر ويقدر بنحو 1 مليون برميل يوميا حاليا مع تسجيل المخزون العالمي من النفط مستويات قياسية وتباطؤ في أداء الاقتصاد العالمي ومتانة قيمة الدولار “وعليه فأي تعاف في السوق يظل تعافيا محدودا وتدريجيا وكذلك أي تعاف سيكون أيضا مقيدا لأن ارتفاع أسعار النفط الي مستويات تفوق 50 دولارا للبرميل يعني إعادة نشاط انتاج النفط الصخري والنفوط الأخرى».
وأوضح الشطي أن معطيات السوق مازالت تشير إلى أن توقعات متوسط أسعار نفط خام برنت خلال عام 2016 عند 41 دولارا للبرميل وهي تعادل 33 دولارا للبرميل للنفط الخام الكويتي لمختلف أسواق النفط مبينا أن تعافي أسعار النفط سيكون بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من عام 2016 حيث إن المؤشر العام يفيد بتحسن أساسيات السوق النفطية خلال النصف الثاني من عام 2016.