قال تقرير شركة كامكو أن أسعار النفط استمرت في الارتفاع خلال شهر فبراير مسجلة أعلى ارتفاع شهري لها منذ حوالي تسعة أشهر بعد موافقة الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوبك على تثبيت أسعار النفط عن طريق تجميد مستوى الإنتاج النفطي.
وأضاف التقرير أنه قد استمر هذا الاتجاه خلال الأسبوعين الأولين من شهر مارس 2016، مما يشير إلى احتمال تشكل مستوى قاعدة وذلك نتيجة لانخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي وارتفاع سعر صرف اليوان الصيني الذي وصل إلى أعلى مستوى له في عام 2016 إضافة إلى الانخفاض المستمر في عدد الحفارات النفطية التي وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.  
وفي محاولة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، وافقت السعودية وقطر وروسيا وفنزويلا خلال منتصف شهر فبراير على تثبيت إنتاجهم النفطي عند المستوى المسجل في شهر يناير مع تشديدهم على أن تحذو الدول الأخرى المنتجة حذوهم مما أدى إلى ارتفاع سعر نفط أوبك على المدى القصير ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 شهور عند 35.62 دولارا أمريكيا للبرميل.
وعلى الرغم من الترحيب بقرار تجميد مستوى الإنتاج النفطي قال وزير النفط الإيراني في تصريحه الأخير أنه سيدرس سبل التعاون مع الدول الأخرى المنتجة للنفط من أجل إيجاد حلول لإعادة التوازن إلى سوق النفط العالمي وذلك بعد وصول إنتاج النفط الخام إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات والبالغة 4 مليون برميل يوميا، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ عام 2008.
ونتيجة لذلك التصريح، انخفضت أسعار النفط بما يقرب من نسبة 3 في المائة في 14-مارس. إضافة إلى ذلك، صرح أحد المسؤولين أن إيران تخطط لرفع إنتاجها النفطي بمعدل 1 مليون برميل يوميا بحلول شهر يونيو المقبل كما يتوقع أن ترتفع الصادرات النفطية إلى 2 مليون برميل يوميا مع نهاية الشهر المنتهي في 20 مارس مقابل حوالي 1.75 مليون برميل خلال الشهر الأسبق.      

تعطل الإمدادات النفطية
من ناحية أخرى، ساعد تعطل الإمدادات النفطية في شمال العراق ونيجيريا بما يقرب من 0.85 مليون برميل يوميا على دعم أسعار النفط بنهاية شهر فبراير.
وقد أدى توقف تدفق النفط الخام من كردستان إلى إحدى خطوط الأنابيب في تركيا إلى خفض الإنتاج النفطي بحوالي 0.6 مليون برميل يوميا. ومن جهة ثانية، دفع تسرب النفط في إحدى خطوط شركة رويال دوتش شيل بنيجيريا الى توقف الإنتاج البالغ 0.25 مليون برميل يوميا.  
ومن ضمن التطورات الإيجابية في سوق النفط، تراجع عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة للشهر الثاني عشر على التوالي بمعدل 6 حفارات ليصل إجمالي عددها إلى 386 حفار مسجلا أدنى مستوى له على الاطلاق وفقا للبيانات الصادرة عن شركة بيكر هيوز.
وتكبد نشاط الحفر في الولايات المتحدة خسائر فادحة بسبب محاولة شركات الحفر الحفاظ على النقد وخفض الإنتاج النفطي حتى من الابار الحديثة على أمل زيادة الإنتاج عندما ترتفع أسعار النفط. ووفقا لوكالة رويترز، يعمل بعض المنتجين على استخراج النفط من الآبار القديمة سعيا وراء المزيد من النفط في حين قلصت بعض الشركات حجم إنفاقها الرأسمالي على معظم أنشطتها بل أنها في بعض الحالات لم تستكمل أعمالها في الآبار النفطية للحفاظ على النقد في انتظار حدوث ارتفاع مقبول في أسعار النفط.         

أدنى مستوى
وذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أن أسعار النفط قد تكون بلغت أدنى مستوياتها بسبب تسارع وتيرة خفض الإنتاج النفطي من قبل الولايات المتحدة والدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك، في حين توقعت أن ترفع إيران مستوى الإنتاج النفطي على نحو تدريجي. إضافة إلى ذلك، توقعت الوكالة أن يتراجع الإنتاج النفطي بمعدل 0.75 مليون برميل يوميا في عام 2016 مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 0.6 مليون برميل يوميا نتيجة لانخفاض أسعار النفط التي بدأت تؤثر على إنتاج النفط المرتفع التكلفة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الجزء الأكبر من التراجع في الإنتاج النفطي ستشهده الولايات المتحدة وأنه سيبلغ حوالي 530 ألف برميل يوميا. وفي الجهة المقابلة، تتوقع الوكالة أيضا تباطؤ معدل نمو الطلب إلى 1.17 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 نتيجة لتراجع الطلب على النفط من الصين والذي طغى على ارتفاع الطلب من الهند وغيرها من الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ودول الشرق الأوسط.

الطلب العالمي
على النقيض، ذكرت منظمة أوبك في تقريرها الشهري أن الطلب العالمي على نفطها في عام 2016 سيكون أقل من التوقعات السابقة حيث أن الامدادات من المنتجين من خارج أوبك تبدو أكثر مرونة للأسعار المنخفضة. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط الخام للمنظمة بمعدل 90 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي ليصل المتوسط الى 31.52 مليون برميل يوميا في عام 2016.
وارتفع المعدل الشهري لسعر خام أوبك بما يقرب من 8.4 في المائة وبلغ 28.72 دولارا أمريكيا للبرميل خلال شهر فبراير بعد اقترابه من أدنى مستوى له منذ 13 عاما في شهر يناير.
إضافة إلى ذلك، واصل السعر صعوده خلال النصف الأول من شهر مارس مسجلا ارتفاعا بلغت نسبته 17.2 في المائة. الى ذلك، نتوقع أن يتم تداول عقود النفط في نطاق ضيق متأثرا برد فعل الدول الأعضاء في منظمة الأوبك بشأن رفع الإنتاج النفطي إلى أقصى مستوياته. وسوف يحدد اجتماع منظمة الأوبك الذي يرجح أن ينعقد في شهر أبريل المقبل اتجاه الأسعار خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.
وأبقت منظمة الأوبك على توقعاتها لنمو إجمالي الطلب العالمي على النفط لعام 2015 دون تغيير عن مستواها في الشهر السابق حيث توقعت أن يبلغ 1.54 مليون برميل يوميا ليصل إلى 92.98 مليون برميل يوميا مع إجراء بعض التعديلات على توقعاتها لبعض المناطق. وارتفع الطلب على النفط في الولايات المتحدة بواقع 0.1 مليون برميل يوميا أو ما يوازي نسبة 0.5 في المائة على أساس سنوي خلال شهر ديسمبر، ويعزى هذا الارتفاع بصفة أساسية إلى ارتفاع طلب قطاع النقل والمواصلات على الجازولين.
وقد تحقق هذا الارتفاع على الرغم من انخفاض الطلب خلال الشهرين السابقين. ومن ناحية أخرى، بقي معدل الطلب في كندا ضعيفا بسبب انخفاض الطلب على كل من الجازولين، والغاز المسال، وزيت الوقود. إضافة إلى ذلك، أبقت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2016 دون تغيير عند مستوى 1.25 مليون برميل يوميا ليصل إلى 94.23 مليون برميل يوميا على الرغم من تعديل توقعاتها بزيادة النمو في دول آسيا الأخرى، ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ودول أوروبا نتيجة لارتفاع الطلب على النفط على نحو أكثر من المتوقع والذي وازنه تعديل بخفض النمو في دول أمريكا اللاتينية ودول الاتحاد السوفيتي السابق.        

المعروض النفطي
تمت مراجعة توقعات نمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك مجددا، حيث توقعت المنظمة أن ينمو المعروض النفطي بمعدل 100 ألف برميل يوميا ليصل إلى 1.42 مليون برميل يوميا ليصل الى 57.09 مليون برميل بعد مراجعة التوقعات بزيادة النمو لفترة الربع الرابع من عام 2015 في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (+258 ألف برميل يوميا) والدول النامية (+48 ألف برميل يوميا) ودول الاتحاد السوفيتي السابق (+26 ألف برميل يوميا).
من ناحية أخرى، أبقت المنظمة على توقعاتها لنمو المعروض النفطي من الدول الغير الأعضاء في منظمة الأوبك لعام 2016 دون أي تغيير، حيث توقعت أن يتراجع المعروض النفطي بمعدل 0.70 مليون برميل ليصل إلى 56.39 مليون برميل يوميا.