تسعى لندن بشتى الطرق لمواجهة تلوث الهواء الذي يتجاوز الحدود المسموح بها أوروبياً، عن طريق الاستفادة من الحمام ليلعب دوراً فعالاً في مراقبة ورصد معدل التلوث، من خلال تثبيت مستشعرات على ظهر الحمام وجهاز تعقب "جي بي إس".

وبدأت العاصمة البريطانية التي أُلزمت بوضع خطة عاجلة لمواجهة التلوث، بتجنيد سرب من الحمام أطلقت عليهم اسم "حمام الدوريات الجوية"، حيث وُضعت فوق أسطح المنازل الواقعة في شارع بريك لين بلندن تحت إشراف مربي الطيور بريان وودهاوس، مثبتاً فوق ظهر الحمام مستشعر حجمه 25 غراماً، لرصد نسبة ثاني أكسيد النتروجين في الجو.

ودشنت الحكومة البريطانية حساباً على تويتر يحمل اسم "Pigeon air patrol" يستقبل عبره الأخبار ونسب ومعدل التلوث أولاً بأول، بهدف زيادة الوعي لدى البريطانيين بأهمية الحد من معدلات التلوث، التي تعتبرها الدولة فضيحة بيئية بكل معنى الكلمة وكارثة صحية على البشر والطيور والحيوانات.

وتعاني لندن من مستويات عالية خطيرة وسامة من التلوث تفوق بكين، لذا استوحت الدولة فكرة استخدام الحمام في رصد التلوث باعتباره الوسيلة الناجحة التي اعتمد عليها في الحرب العالمية الأولى والثانية في توصيل المعلومات، ويتمتع بسرعته وطيرانه على مستويات منخفضة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وأثنى خبير الهواء في جامعة كينجز كوليدج لندن غاري فولر على الفكرة التي يتم تطبيقها للمرة الأولى في دولة حضرية قائلاً "إنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن حيوانات برية في مناطق حضرية تستخدم مستشعرات لتعطينا صورة حية ومباشرة عن تلوث الهواء فوق رؤوسنا".