الدوري الكروي هذا الموسم له طعم مختلف عن المواسم الأخيرة السابقة ، ليس بسبب شدة المنافسة علي الصدارة ، أو لظهور لاعبين جدد بارعين ، أو نتائج مثيرة ومفاجأت ، ولكن بسبب وجود هذا الجمهور الوفي الذي يشجع الأخضر العرباوي ، فقد أعاد هذا الجمهور الروح إلي المدرجات التي كانت تئن من التجاهل الطويل المتعمد ، ومن هنا يمكن تفسير لماذا يتحمس كل خبراء اللعبة والمحللين والنقاد الرياضيين ليفوز العربي بالدرع الغائب عنه منذ 13 عاما ، بعضهم حبا أو انتماءا لهذا النادي ، والبعض الأخر تقديرا لهذا الجماهير الغفيرة التي أعطت (الملح والسكر) للمسابقة الهزيلة ، فالجميع يخشي ان يصاب هؤلاء المحبين للعربي بالأحباط فيتوقفون مجددا ويبتعدون عن الملاعب والمدرجات لتعود كما كانت خاوية علي عروشها لا أحد يهتم بها ، ويري النقاد - ونحن معهم-  أن هذا الحضور الجماهيري العرباوي باللون الأخضر والجريمبة والدشداشة سيصيب حتما الجماهير الأخري بالغيرة خصوصا جمهور القادسية ليشتعل الحماس في نفوسهم ليكونوا بجانب الأصفر ،مثلما يقف جمهور الأخضر مع فريقه ، وكذلك الحال مع جمهور الكويت وكاظمة والجهراء والفحيحيل .
في المباراة الأخيرة بين العربي والكويت التي جرت علي استاد صباح السالم في يوم اسماه جمهور العربي ب (جمعة الحسم) حضر مايقرب من 25 ألف متفرج عرباوي ومايزيد عن ألفي مشجع للكويت ، وقد حققت هذه المباراة أرباحا كبيرة لادارة النادي العربي نظير بيع التذاكر بالكامل ، وليس هذا فحسب ، بل انه لمن لم يلحظ كانت هناك اعلانات متحركة جديدة جاءت شركاتها خصيصا لتضعها حول الملعب لإداركها ان المباراة تحظي بالمشاهدة التليفزيونية الكبيرة ، وهنا نقول ، ان الجمهور هو أساس نهضة أي فريق لينتعش رياضيا وتجاريا ، ولو لم يكن جمهور العربي موجودا في جمعة الحسم بهذا العدد لما حققت ادارة النادي أي ايراد يذكر .
ونتوقع ان يزداد عدد الحضور الجماهيري خلال الجولات الاخيرة المقبلة ، خصوصا ان العربي ثم الكويت سيواجهان فريق القادسية صاحب الشعبية الكبيرة ، علما بأن الأصفر الذ يبتعد عن العربي ب 7 نقاط وعن الكويت ب 5 نقاط لايزال - نظريا - يحدوه الأمل في الاحتفاظ باللقب .
وفي النهاية نقول جمهور العربي يستحق المكافأة علي جهودة وحضوره الطاغي في المباريات الأخيرة .. ولكن الذي يحسم الأمر فريقهم نفسه ولا أحد غيره ، فإذا فاز في مبارياته الأربع المقبلة فالدرع سيكون له وبين أحضان جماهيره .. والمفترض انها النهاية السعيدة طبقا لسيناريو العدالة حسب مستوي ونتائج الأخضر طوال الموسم عدا خسارته الأخيرة من الكويت .. والسؤال هل كرة القدم تعرف العدالة ؟!