قال مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير جمال الغنيم أمس الثلاثاء ان المأساة الإنسانية في سوريا لن تنتهي الا بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار لمنطقتنا. واضاف السفير الغنيم امام مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان ان «اصدار مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2254 شكل بارقة أمل لنا جميعا باستعادة وحدة مجلس الأمن من أجل التصدي لهذه الكارثة وإنهائها آملين استمرار وقف العمليات العدائية وتدفق المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق السورية دون انتقائية أو تمييز».
واعرب عن تقدير الكويت للدور الذي تؤديه لجنة تقصي الحقائق في سوريا مؤكدا انها تشاطرها القلق ازاء تفاقم حالات الاعتقال العشوائي للمدنيين وكذلك حالات الاختفاء القسري وعمليات اختطاف الأطفال وتجنيدهم للقتال.
وأوضح ان الكويت تدين بشدة جميع الانتهاكات الخطيرة والممنهجة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها أبناء الشعب السوري.
وذكر ان التقرير اشار الى الجرائم التي تطال المدنيين بما فيها استخدام الحصار كوسيلة من وسائل الحرب بهدف اجبار القوات المحلية والمجتمعات الموالية لها على الاستسلام أو لانتزاع تنازلات منها كل ذلك في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية من أجل وقف ارتفاع معدل جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي أصبحت تمس السواد الأعظم من أبناء الشعب السوري. واعرب عن ادانة الكويت لما ورد في التقرير بشأن سعي الأطراف المتحاربة الى تمزيق النسيج الوطني لسوريا من خلال عمليات الفصل بين المدنيين بموجب انتماءاتهم وترحيل العديد منهم الى مناطق بعيدة عن قراهم ومدنهم الأصلية على ذات الأساس.
وبين ان دولة الكويت تؤكد التزامها القوي بسيادة سوريا واستقلال وسلامة ووحدة أراضيها وتتطلع الى أن تحقق اجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث الأمين العام الى سوريا ستيفان دي مستورا النتائج المنشودة.
واضاف الغنيم ان «دولة الكويت تحملت مسؤوليتها تجاه الشعب السوري منذ بداية الأزمة وسخرت كل طاقاتها لحشد الدعم الدولي للعمليات الإنسانية حيث أثمرت دبلوماسيتها الإنسانية عن عدة مبادرات ناجحة في هذا الاتجاه ومن أبرزها مؤتمرات المانحين لدعم الشعب السوري.
وقال ان المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سوريا والمنطقة الذي عقد بالعاصمة لندن في الرابع من فبراير الماضي برئاسة كويتية والمانية ونرويجية وبريطانية كان استكمالا لثلاثة مؤتمرات استضافتها الكويت على مدى السنوات الثلاث الماضية.
واوضح ان هذه المؤتمرات الأربعة استطاعت جمع تعهدات تجاوزت 17 مليار دولار سددت دولة الكويت منها حتى الآن مليارا و300 مليون دولار.
وقال ان سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح شدد في بيانه أمام المؤتمر على أهمية التفكير بفلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر اعتماد برامج وخطط توفر لهم فرصا للتعلم بما يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة ورسم مستقبلهم ويحصن عقولهم من أي فكر هدام. واضاف ان سمو الامير طالب ايضا باعتماد برامج تعنى بحق اللاجئين والمشردين بالرعاية الصحية من خلال تأمين الخدمات الملائمة وتحصينهم من الأمراض والأوبئة وتوفير العلاج اللازم لمرضاهم.
واعرب السفير الغنيم عن امل الكويت في ان تسدد جميع الدول المانحة قيمة تعهداتها التي تعهدت بها امام المؤتمر.