اعتبر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان الحل السياسي هو «الطريق الوحيد» لوضع حد للعنف في سوريا، مقرا في الوقت نفسه بصعوبة التوصل لهذا الحل، وذلك في مقابلة مع صحيفة اماراتية نشرت أمس الاثنين، تزامنا مع بدئه جولة اقليمية انطلاقا من ابو ظبي.
وقال بايدن لصحيفة “ذا ناشونال” الصادرة بالانكليزية “بقدر ما هو امر صعب، علينا ان نواصل السعي للوصول الى تسوية سياسية».
اضاف “نعمل حاليا لاعادة نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد والمعارضة الى طاولة المفاوضات. لانه في نهاية المطاف، لم يتغير الهدف. الحل السياسي بين الاطراف (المتنازعة) هو الطريق الوحيد لانهاء العنف ومنح الشعب السوري الفرصة لاعادة بناء بلده».
وتأتي تصريحات بايدن قبل ايام من جولة جديدة من المفاوضات مرتقبة هذا الاسبوع في سويسرا، بين النظام السوري والمعارضة، بعد تعليق جولة تفاوضية الشهر الماضي من دون نتيجة تذكر.
وتضغط القوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا لانجاح المفاوضات التي تعقد بموجب قرار لمجلس الامن الدولي ينص ايضا على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون التطرق الى مصير الاسد الذي يشكل نقطة خلاف رئيسية بين اطراف النزاع.
وكرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت من باريس ضرورة رحيل الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية. وكان المسؤول السعودي قال الشهر الماضي ان على الاسد ان يرحل اكان بحل سياسي او عسكري.
الا ان الصحيفة نقلت عن بايدن أمس الاثنين استبعاده اي حل عسكري للنزاع المستمر منذ خمسة اعوام، مضيفا “يجب ان يكون ذلك واضحا للجميع».
وتطرق بايدن الى اتفاق وقف الاعمال القتالية في سوريا الذي بدأ تطبيقه الشهر الماضي برعاية اميركية روسية، ويستثني هذا الاتفاق التنظيمات المصنفة “ارهابية”، مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية الذي تقود الولايات المتحدة منذ صيف 2014 تحالفا عسكريا يستهدفه في سوريا والعراق.
وقال “يبدو ان وقف الاعمال القتالية صامد. ليس مثاليا، هو هش (...) لكن مستويات العنف انخفضت بشكل كبير” في مختلف المناطق السورية.
 الى ذلك، تطرق بايدن الى ملف ايران، وسط تصاعد التوتر بينها وبين دول خليجية في اعقاب الاتفاق حول ملفها النووي مع الغرب، وقطع السعودية العلاقات الدبلوماسية معها مطلع سنة 2016 بعد مهاجمة بعثات دبلوماسية للرياض في الجمهورية الاسلامية.
وقال بايدن “نفهم بوضوح التحديات التي تفرضها نشاطاتها في المنطقة”، مضيفا “لهذا بذلنا جهودا لانجاز اتفاق نووي مع ايران. بقدر خطورة نشاطاتها، كانت (الخطورة) لتتضاعف لو امتلكت ايران سلاحا نوويا».
واكد انه مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ “اغلقنا بشكل ناجز كل درب كان يمكن ايران سلوكه لتطوير سلاح نووي، والمنطقة اكثر امنا بفضل ذلك».
واعاد بايدن طمأنة دول الخليج من موقف بلاده في المنطقة، قائلا “الولايات المتحدة ستواصل الوفاء بالتزاماتها في المنطقة».
ووصل بايدن الى ابو ظبي الاثنين حيث التقى ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قبل ان يزور دبي غدا حيث يلتقي حاكمها رئيس الوزراء الاماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
من جهة أخرى، وافقت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية على الذهاب الى جنيف للمشاركة في محادثات السلام المرتقبة هذا الاسبوع، وفق ما اعلن متحدث باسم الهيئة أمس الاثنين.
وقال رياض نعسان آغا، احد المتحدثين باسم الهيئة لوكالة فرانس برس “وافقت الهيئة العليا للمفاوضات بعد التشاور على الذهاب الى جنيف”، مضيفا “من المتوقع ان يصل الوفد التفاوضي الى جنيف الجمعة».
واوضح اغا ان قرار المشاركة يأتي “بعدما لاحظنا جهدا كبيرا في اتجاه تحقيق المطالب الانسانية واحترام الهدنة” واشار الى “تراجع كبير في الخروقات” منذ بدء تطبيق اتفاق اميركي روسي مدعوم من الامم المتحدة لوقف الاعمال القتالية في سوريا. واضاف “وجدنا ان هناك الحاحا دوليا على كل الاطراف بالالتزام بالهدنة (...) والضغط خصوصا على روسيا والنظام” معتبرا ان روسيا تتحمل “المسؤولية الاكبر لانها الطرف الاخر في الهدنة وهم الضامنون للنظام».
وتحفظت الهيئة في الايام الاخيرة على التوجه الى جنيف متحدثة عن استمرار الخروقات لوقف اطلاق النار وعن تاخير في ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة.
وقال آغا في هذا السياق “ربما لم يتحقق ذلك كله (المطالب) لكن الجهد يُتابع بشكل حقيقي ونأمل ان يزداد خلال الايام القادمة” مضيفا “بدأنا نتعامل بايجابية مع الايجابية».
وكانت الهيئة حضرت الى الجولة الاولى للمشاركة في المحادثات وليس للتفاوض، على حد تعبيرها حينها، اذ طالبت بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 2254 الذي ينص على ايصال مساعدات انسانية وحماية المدنيين من القصف.
وشهدت المناطق التي تشملها الهدنة في سوريا الاحد يوما هو الاكثر هدوءا منذ بدء وقف الاعمال القتالية، فيما اعلن موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا السبت ان الجولة الثانية من المفاوضات السورية غير المباشرة ستبدأ عمليا في العاشر من الشهر الحالي في جنيف.