خفض البنك المركزي الصيني الاثنين السعر المرجعي لليوان إلى أدنى مستواه منذ شهر على الرغم من تأكيد بكين خلال اجتماع المسؤولين الماليين لمجموعة العشرين أنها لا تعتزم تخفيض قيمة عملتها.

وحدد البنك المركزي سعر اليوان بـ6,5452 للدولار الواحد، بتراجع 0,17% بالنسبة إلى سعر اليوان الجمعة، في أدنى مستوى له منذ 3 فبراير (شباط).

وكان يجري التداول بالعملة الصينية ظهراً بحدود 6,5480 يوان للدولار، بتراجع كبير عن سعر الإغلاق الجمعة وكان 6,5372 يوان للدولار.

ويسجل هذا التخفيض على الرغم من تأكيد حاكم البنك المركزي الصيني تشو هسياوشوان الجمعة على هامش اجتماع لكبار المسؤولين الماليين في مجموعة العشرين في شنغهاي أنه لا يرى "أي اساس (اقتصادي) للاستمرار في خفض قيمة الرنمينبي (اليوان)".

وقال بعد لزوم الصمت لأشهر طويلة "لن نلجأ إلى تخفيض تنافسي في القيمة لدعم صادراتنا" في وقت تؤجج تقلبات سعر اليوان المخاوف من "حرب عملات".

من جهته ذكر وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو الاثنين من بكين بأنه "من الأساسي أن تواصل الصين التقدم بصورة مدروسة نحو نظام صرف تكون فيه الأسواق هي من يحدد بالأحرى" سعر اليوان.

الهدف المخفي دعم الصادرات
وهزت الصين الاسواق المالية العالمية في أغسطس (آب) بإقرارها خفضاً حاداً في قيمة اليوان بحوالى 5% بالنسبة إلى الدولار، في قرار مفاجئ اعتبر الهدف منه دعم صادراتها، على الرغم من نفي بكين الأمر.

وأثار البنك المركزي الصيني مجدداً الريبة في الاسواق العالمية حين خفض في يناير (كانون الثاني) السعر المحوري للعملة على مدى ثماني جلسات متتالية، ما بعث مخاوف من تخفيض متواصل في سعر اليوان.

وتراجع اليوان حوالى 1,4% في مواجهة الدولار في يناير (كانون الثاني).

وتؤكد بكين أنها تعمد إلى تليين القيود المفروضة على التداول باليوان للأخذ بحركات السوق، غير أنها تعد في الوقت نفسه بإبقاء عملتها "مستقرة"، وهما أمران متناقضان يعقدان المهمة على الحكومة التي تواجه من جانب آخر حركة هروب رساميل كثيفة.

وتراجع قيمة اليوان على ضوء تباطؤ الاقتصاد الصيني، يشجع المستثمرين على شراء دولارات، في حين أن هروب الرساميل يزيد الضغط على اليوان دافعا إلى تراجعه.

غير أن الصين تبدي رغبة في وقف هبوط قيمة عملتها وباتت تغرف في احتياطاتها الهائلة من العملات الأجنبية لإعادة شراء اليوان ودعم سعره.