سيدشن جياني إنفانتينو أول أيام عمله كرئيس جديد للاتحاد الدولي اليوم الاثنين بالمشاركة في مباراة لكرة القدم مع موظفي الفيفا الذي لا يزال يترنح من أسوأ أزمة عبر تاريخه.
وتجسد المباراة فكرة عودة الفيفا إلى اهتمامه وتركيزه الأول وهو كرة القدم وهي أولوية ضاعت وسط فضائح فساد طالت مسؤولين بارزين في المنظمة الدولية وتسببت في إيقاف الرئيس السابق سيب بلاتر لست سنوات.
وعندما يدخل إنفانتينو مكتب الرئيس في مقر الفيفا في زوريخ سيتعين عليه التعامل سريعا مع مشاكل مالية وإدارية والعمل على استعادة ثقة الرعاة والعاملين في المؤسسة الذين نالت المشاكل الأخيرة من حماسهم وكذلك الأندية واللاعبين الذين شعروا بخيبة أمل شديدة لما جرى.
وسيتعين على الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي أيضا إزالة أي شكوك حول أنه انتخب للدفاع عن مصالح قارته.
ويواجه مسؤولون في الفيفا تحقيقات جنائية في الولايات المتحدة وسويسرا لكنها أمور تأتي في خلفية المشهد أكثر منها مصدر قلق فوري للمسؤول السويسري.
وستكون من أولى مهام الرئيس الجديد تعيين أمين عام لإدارة الشؤون اليومية وهو منصب كان قد أشار إنفانتينو بالفعل إلى أنه سيذهب إلى مسؤول غير أوروبي.
ومن أولوياته أيضا رفع معنويات موظفي المؤسسة الذين يبلغ عددهم نحو 400 شخص كثير منهم يتمتعون بمؤهلات على أعلى مستوى لكنهم حاولوا على مدار آخر ثمانية أشهر تجاهل الفوضى التي ضربت أعلى الهرم القيادي.
وقال إنفانتينو في مؤتمر صحفي عقب انتخابه: «لقد مرّوا بفترة عصيبة وأريد أن أبلغهم أني أعول عليهم وأؤمن بقدراتهم وسنفعل أشياء رائعة سويا».        
استياء اللاعبين
وتسببت المشاكل التي ضربت الفيفا في إخفاق المنظمة في إبرام عقود رعاية جديدة وتواجه عجزا بلغ 108 مليون دولار في 2015 طبقا لسوكيتو باتل عضو لجنة الامتثال والمراجعة المستقلة.
وقال باتل إن هناك عجزا يبلغ 530 مليون دولار بين الإيرادات المتوقعة والعقود الفعلية الموقعة حتى الآن للفترة بين 2015 و2018.
وسيتعين على إنفانتينو الوفاء بالتعهدات السخية بزيادة الدعم للاتحادات 209 الاعضاء في الفيفا والتي قطعها على نفسه اثناء حملته الانتخابية.
وعن ذلك قال المسؤول السويسري «يتعين استعادة ثقة الرعاة في الفيفا. لو نجحنا في تحقيق ذلك ستزيد الإيرادات ولن يشعر الاتحاد الدولي بالقلق على مستقبله».
وتابع: «أتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال.. من واقع خبرتي لم يتعرض الاتحاد الأوروبي للإفلاس في أي فترة بل على العكس زادت الإيرادات.»
وسيكلف أيضا بمهمة إصلاح الجسور مع الأندية واللاعبين الذين اشتكوا من تهميشهم خلال وضع بنود عملية إصلاح أدت إلى الموافقة على حزمة قرارات قبل انتخاب إنفانتينو.
وتعتمد المسابقات التي ينظمها الفيفا على اتفاق هش تم التوصل إليه مع الأندية تترك بموجبه لاعبيها لخوض المباريات مع منتخباتهم الوطنية في مواعيد محددة سلفا تعرف بجدول المباريات الدولية.
وتقدم اتحاد اللاعبين المحترفين العام الماضي بشكوى قانونية إلى المفوضية الأوروبية ضد نظام الانتقالات في كرة القدم قد يكون لها تداعيات واسعة.  وبدلا من تهنئة إنفانتينو بانتخابه أصدر اتحاد اللاعبين المحترفين بيانا غاضبا قال فيه «إن لديه نظره قاتمة للعملية برمتها».  وتابع: «الطريقة التي يدار بها الفيفا تقوم على أساس تبادل المصالح وتقديم إغراءات مالية إضافة إلى تدخلات القوى الرئيسية والحكومات».
وأضاف: «تم تجاهل اللاعبين مثلهم مثل الأندية وروابط الدوري والجماهير في عملية الإصلاح الأخيرة.»
وأشار البيان إلى أن حقوق 65 ألف لاعب محترف في جميع أنحاء العالم «غالبا ما يتم تجاهلها بشكل صارخ واستغلالها نتيجة للطبيعة الاحتكارية للفيفا».
وستكون المحافظة على وحدة الفيفا من أولويات فترة رئاسة إنفانتينو.
وصوتت أجزاء واسعة من قارتي إفريقيا وآسيا لصالح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة كما أقر حلفاء إنفانتينو في أميركا الجنوبية أن لديهم بعض الاعتراضات على تكالب الأندية الأوروبية على تفريغ دولهم من المواهب الواعدة.
وقال فيلمر رئيس اتحاد كرة القدم في أوروغواي للصحفيين «أبلغنا إنفانتينو بصراحة أن هناك تعارضا في المصالح بسبب الطريقة التي تعمل بها سوق الانتقالات الأوروبية.»