اعلن وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داسيتش السبت ان مواطنين صربيين خطفا في نوفمبر في ليبيا، قتلا في الضربة الجوية الاميركية على معسكر للتدريب لتنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد.
وقال داسيتش في مؤتمر صحافي في بلغراد غداة الغارة الاميركية “للاسف كانت نتيجة هذه الضربة ضد الدولة الاسلامية مقتلهما».
وكان الموظفان في السفارة الصربية في ليبيا سلاديانا ستانكوفيتش المكلف الاتصالات وسائقها يوفيتسا ستيبيتش خطفا في الثامن من نوفمبر في مدينة صبراتة الساحلية معقل الاسلاميين الذي يبعد حوالى 70 كلم غرب العاصمة طرابلس.
وكانا مسافرين في موكب لآليات تابعة للبعثة الدبلوماسية الصربية ومتوجهة الى تونس وتعرضت لاطلاق نار قبل خطف الدبلوماسيين.
وكانت طائرات اميركية اغارت على مقر لتنظيم الدولة الاسلامية في مدينة صبراتة مما ادى الى سقوط 49 قتيلا رجح مسؤول اميركي ان يكون بينهم مسؤول ميداني تونسي في هذا التنظيم المتطرف يدعى نور الدين شوشان.
واثبت القصف الاميركي لمعسكر تدريب تابع لتنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا ان واشنطن مصممة على مطاردة الجهاديين حتى خارج معاقلهم في سوريا والعراق، غير انه لا يشير بالضرورة الى رغبة في التدخل في بلد غارق في الفوضى.
وخلال هذه الغارة الاميركية التي كانت الثانية على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، قامت طائرات وطائرات بدون طيار اميركية باكرا صباح الجمعة بتدمير معسكر تدريب للتنظيم الجهادي قرب صبراتة غرب العاصمة الليبية طرابلس، ما ادى الى مقتل 49 شخصا.
واوضحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي لم تصدر اي حصيلة، انه بعد اسابيع من عمليات المراقبة تم احصاء ستين جهاديا يتدربون في هذا المعسكر وبينهم الجهادي الذي شكل الهدف الاول للغارة: نور الدين شوشان الزعيم الميداني لتنظيم الدولة الاسلامية التي قتل “على الارجح».
وجاءت هذه الغارة الثانية بعد تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء بمنع تنظيم الدولة الاسلامية من تثبيت مواقعه وتشكيل قاعدة له في ليبيا، مؤكدا ان بلاده ستتحرك اينما وجد “هدف واضح».
ويقدر البنتاغون بخمسة الاف عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد الذي تعمه الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
لكن قبل اقل من سنة على انتهاء ولايته الاخيرة، فان الرئيس اوباما الذي يواجه انتقادات تاخذ عليه نتائج الحملة ضد الجهاديين التي تخوضها الولايات المتحدة في سوريا، لا يعتزم ارسال قوات برية الى النزاع في هذا البلد الذي يهدد بالتحول الى مستنقع.
وقال السفير الاميركي السابق في العراق كريستوفر هيل الذي يدرس حاليا في جامعة دنفر “لا ارى اي رغبة لدى الولايات المتحدة في العودة الى ليبيا بصورة دائمة” مشيرا الى ان الراي العام غير مؤيد لذلك في مطلق الاحوال، بعد حملة قصف مستمرة منذ 18 شهرا لم تنجح في طرد الجهاديين من سوريا والعراق.
وقال “سنشهد عمليات القصف الجوي هذه بين الحين والاخر حين تسنح الفرصة، لكنني لا اظن ان ذلك يؤشر الى اي تعهد بعيد الامد في ليبيا مستقبلا».
ومن المحتمل ان تترافق عمليات القصف مع بعض المهمات الموضعية المحدودة تنفذها فرق كومندوس اميركية بالتعاون مع شركاء محليين.
وفي ديسمبر اقر البنتاغون بان مجموعة من عناصر القوات الخاصة الاميركية ارسلت الى ليبيا من اجل “تطوير العلاقات” مع القوات الوطنية الليبية، طردت فور وصولها.
وعلق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري ديفين نانز “نامل ان تشكل عمليات القصف اليوم بداية التزام جديد من ادارة اوباما بوضع ليبيا في صلب استراتيجية شاملة لهزم الحركة الجهادية الدولية».