تمكنت رئيسة جمعية الأنامل المبدعة للحرف والمهن رئيسة لجنة سيدات الأعمال بغرفة “جازان”، في المملكة العربية السعودية، عائشة الشبيلي من تحويل الألواح الخشبية الجامدة إلى أعمال وتحف فنية ناطقة، فبأنامها الناعمة منذ الصغر استطاعت أن تتحدى الآلات الحادة والمعدات الخطيرة لتنتج قطعا خشبية جميلة لتزين منزلها وتهدي أقاربها وصديقاتها، وهكذا بدأت رحلتها إلى أن كبرت وصقلت تلك الموهبة بالتعلم والتدريب فجمعهما الحب والعمل.
وقالت الشبيلي في حديثها لـ “واس”: إن قصص النجاح في حياة كل شخص تبدأ بالصعاب، لكن بالإرادة الكبيرة يستطيع أن يتجاوزها، فأنا لم أستسلم للظروف الحياتية الصعبة التي مررت بها، وهذا جعلني أشق طريقي نحو عالم ريادة الأعمال، فأصبحت ملهمة لفتيات وسيدات جازان في المهن الحرفية والخشبية، مسطرة تاريخ حافل بالنجاح منذ 50 عامًا. وأضافت أنها بدأت بتعليم نفسها القراءة والكتابة، وتسجيل اسمها كشخصية نسائية تحدت الصعوبات، ونافست الرجال بالحرف الخشبية، وأعمال النجارة، وتفوقت عليهم، ولم تلتفت إلى نقد المجتمع، بأن مهنتها لا يجيدها سوى الرجال، لتسطر الإنجاز بيديها، وتتربع معها على صدارة النساء الملهمات، والموهوبات، واستمرت في مواصلة تحدياتها فقامت بتدريب أكثر من 1500 فتاة وسيدة.
 ومهدت لهن طريق الإبداع والإتقان، وصقلت مواهبهن، وساعدتهن في تأسيس معارضهن الخاصة، إلى أن تم تأسيس مركز متخصص نسائي في المنطقة والذي يعد أول مركز مهني نسائي على مستوى المملكة، وافتتاح 25 فرعا بمختلف محافظات ومراكز وقرى جازان.
واستعرضت الشبيلي بدايتها في العمل المهني من خلال نسج البطانيات العسكرية، وصناعة المراتب، ثم دخلت عالم النجارة والحرف الخشبية، فاستطاعت تحويل الخشب المتجمع إلى صناديق، وقطع أثاث، وصقلت تلك الموهبة من خلال التعلم ثم تدريب فتيات الأسر الفقيرة، بعد ذلك قامت بتأسيس مركز لدعم النساء بالتدريب المهني، واستفادت منها المئات من بنات الوطن، والتي مهدت لها الطريق للحصول على الجوائز الدولية والمحلية ومنها: جائزة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان للأداء المتميز 2008وجائزة الملك خالد لشركاء التنمية عام 2014 وجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله لريادة الأعمال كأفضل ابتكار في المسؤولية الاجتماعية عام 2015 والفوز بجائزة تحدي الريادة الاجتماعية لهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت “ 2017 وجائزة التطوع السعودية في عام 2018 والفوز بجائزة أجفند الدولية “الأولى على مستوى العالم على مستوى الأفراد في مجال مكافحة البطالة بأوساط الشباب”.