بدأت شبكة «فيسبوك» كمخاطرة صغيرة في البداية، لكن جاء بعدها واحد من أصعب القرارات في حياة «زوكربيرج» وهو ترك الدراسة بجامعة «هارفارد»، فالدرجة الجامعية توفر ضمانا لوظيفة جيدة وبعائد مجز، لكنه تخلى عن عنصر الأمان الوظيفي في سبيل تطوير «فيسبوك».
 - جميع رواد الأعمال يواجهون لحظات مشابهة، سواء أكان قرار الاستقالة من الوظيفة أو طلب قرض أو إمضاء شيك مصرفي، وتبرز هنا أهمية اتخاذ القرار الحاسم والجرأة في تنفيذه.

الدرس المستفاد
الجرأة في اتخاذ القرار، فما يعتقده الكثيرون مخاطرة في البداية قد يثبت في النهاية أنه لم يكن مخاطرة على الإطلاق وإنما كان القرار السليم.
يشتهر الملياردير الأميركي الشاب ومؤسس «فيسبوك» «مارك زوكربيرج» بجرأته وعدم تردده في التجربة واتخاذ المخاطر، وفي بعض الأحيان تؤدي هذه المخاطر إلى نجاحات عظيمة، وفي أحيان أخرى تؤدي لإخفاقات محبطة لكنها تظل على الرغم من ذلك من أهم سمات رواد الأعمال الأكثر نجاحا.
وسلط «إنتربرينيير» الضوء على خمسة من النجاحات والإخفاقات التي شهدها «زوكربيرج» نتيجة لهذا المنهج الجريء والدروس المستفادة منها.
 عندما أسس «زوكربيرج» موقع «فيسبوك» في عام 2004 قرر أن يقصر المستخدمين على عدد محدود في البداية، وبالفعل اشترط التسجيل بالموقع من خلال بريد إلكتروني جامعي، وبذلك اقتصر التسجيل على فئة الطلاب الذين يمتلكون هذا النوع من البريد، وهو ما قد يستغربه الكثيرون، فعندما يطرح صاحب النشاط منتجا جديدا فإنه يرغب في نشره بأسرع وقت ممكن، وكان متوقعا أن ييسر «زوكربيرج» إجراءات التسجيل بأقصى صورة ممكنة، لكنه فعل النقيض تماما.
أدرك «زوكربيرج» أنه من الصعب اقناع الناس باستخدام منتج جديد، لذلك قرر حماية منتجه بتجربته على فئة محدودة أولا حتى يكون لديه الفرصة لتجربته على فئات متنوعة أخرى، وهي استراتيجية أكثر حكمة من الاعتماد على إطلاق المنتج على نطاق واحد دفعة واحدة إما أن تنجح أو تخفق، وإذا أخفقت فلن يكون هناك فرص أخرى للنجاح لأنه من الصعب للغاية إعادة إقناع المستهلك بمنتج أثبت فشله.
هناك تطور سريع في مجال «الواقع الافتراضي»، ويشهد العام الجاري إطلاق أول جهاز استهلاكي للحقيقة الافتراضية وهو نظارة «أوكيلوس ريفت» (Oculus Rift).
 - أدرك «زوكربيرج» منذ فترة أن تقنية «الواقع الافتراضي» هي الخطوة القادمة في العالم التكنولوجي، وكان أمامه خياران، إما أن ينتظر حتى تقترب التقنية من مرحلة النضوج فيشتري إحدى شركاتها بسعر مرتفع، أو يبادر بشراء إحدى الشركات العاملة بالمجال في وقت مبكر بسعر أقل ويستفيد من فرص نموها الواعدة.
 - وقرر اتخاذ الخيار الأخير بشراء شركة «أوكيلوس» للمنتجات الافتراضية منذ أكثر من عام مقابل ملياري دولار، وها هي «فيسبوك» تستعد لإطلاق الجهاز قريبا بعد ان تلقت آلاف الطلبات مقدما.
 واخيرا فانه كلما أسرع صاحب النشاط باتخاذ المبادرة قلت الخسائر وزادت العوائد.