وتقود الهيئة الخيرية هذا الملف عبر مبادرة "تمكين" لتطوير أداء العاملين في الحقل الخيري بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ببرنامج تدريبي متخصص، يشمل أهم المعارف والمعلومات، والمهارات والإستراتيجيات، التي يتحتّم على العاملين بالقطاع الخيري اكتسابها؛ من أجل تطوير قدرات مؤسساتهم. 
 
وفي هذا الإطار جاءت "دورة الحوكمة المؤسسية في المؤسسات غير الربحية" للخبير في مجال الحوكمة وإدارة لمخاطر والتدقيق الداخلي والخارجي علاء أبونبعة التي نظمتها الهيئة عبر تطبيق "zoom" على مدى ثلاثة أيام، ولمدة أربع ساعات يوميًا، بحضور أكثر من 55 مشاركًا من مجالس الادارات في مؤسسات العمل الخيري والوزرات في الكويت وبعض دول الخليج.
 حماية العمل الخيري
من جانبها، قالت الوكيل المساعد لقطاع التنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون هناء الهاجري إنه على مدى عامين من توقيع بروتوكول التعاون بين الوزارة والهيئة الخيرية لمسنا تطورًا نوعيًا في البرامج التدريبية التي قدمتها مبادرة "تمكين" لمنتسبي العمل الخيري والقطاع الحكومي.
 وأضافت: كما لاحظنا أهمية تلك الدورات وجودتها في رفع كفاءة المشاركين من خلال الموضوعات المهمة التي تطرحها لمعالجة العديد من الاجراءات التي من شأنها حماية العمل الخيري وسد جميع الثغرات التي قد تؤثر بالسلب على مسيرته. 
 ونوهت الهاجري إلى أولى الدورات التدريبية لهذا العام وأهدافها الرامية إلى تعزيز اتجاهات الحوكمة المؤسسية في المؤسسات غير الربحية والتوعية بأهميتها ودورها في دعم عمل تلك المؤسسات وفقا للتوصيات والمتطلبات الدولية، وزيادة قدرتها على الرقابة والتقييم الذاتي من أجل خدمة العمل الخيري، ورفع كفاءة العاملين في الجانب الحكومي، وتعزيز الفهم المشترك بما يصب في مصلحة العمل الخيري بالكويت. 
وعبرت عن تقديرها لجهود الهيئة الخيرية، وتأكيدها المستمر على دعم الشراكة بينها وبين وزارة الشؤون من خلال بروتوكول التعاون.
دورات نوعية
 من جانبها، قالت مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية هدى الراشد إن هذه الورش والدورات نتاج تعاون مشترك بين الهيئة الخيرية ووزارة الشؤون بهدف تطوير أداء العاملين في القطاع الخيري، مثمنة جهود مبادرة "تمكين" ودوراتها التدريبية النوعية والمميزة.  
 وتتطلع الراشد إلى الإفادة من البرنامج التدريبي لمبادرة "تمكين" خلال عام 2021م في عملية التقييم من جانب مجموعة العمل المالي التي تستعد لها دولة الكويت ومؤسساتها الخيرية، مشيرة إلى إن ما تطرحه هذه الدورات من عناوين مهمة كالحوكمة المؤسسية والشفافية والرقابة والتدقيق والاستدامة وغيرها تمثل خطوة مهمة وفعالية نحو حث المؤسسات الخيرية على فحص أنظمتها وتطويرها والعمل على مطابقتها للتوصيات الدولية. 
ودعت الجمعيات الخيرية إلى الانخراط في هذه الدورات والمشاركة فيها بفاعلية لجودة عناوينها وحسن اختيار مقدميها وما تطرحه من معلومات قيمة تتناسب مع وضعنا الراهن وما نحن مقبلون عليه من عملية تقييم، آملة أن يسهم المشاركون بالدورات في تعميم أوراق هذه الدورات في مؤسساتهم. 
انطلاقة قوية
ومن جهته، وصف المدير العام للهيئة الخيرية بدر سعود الصميط دورة الحوكمة المؤسسية بأنها تمثل انطلاقة قوية للبرنامج التدريبي لمبادرة تمكين خلال عام 2021، الذي يهدف إلى تدريب منسوبي العمل الخيري وإثراء معارفهم وتنمية مهاراتهم. 
وأشار إلى حرص الهيئة والوزارة من خلال هذا البرنامج المشترك على الارتقاء بمستوى العاملين في الحقل الخيري من أجل تعزيز إجراءات السلامة المالية ودعم قيم الامتثال والالتزام بالتوصيات المحلية والعالمية وتعزيز مبادئ الشفافية والافصاح وجودة الأداء. 
وأوضح الصميط أن الهيئة تولي قضية الحوكمة المؤسسية أولوية خاصة، وأنها قد قطعت شوطًا مهمًا في بناء منظومة الرقابة الذاتية والتدقيق الداخلي وإدارة المخاطر. 
ثمرة شراكة مميزة
ومن جانبه ، قال رئيس المبادرة عبد الرحمن المطوع لقد انطلقت مبادرة تمكين بشكل رسمي في منتصف عام 2018، وهي ثمرة شراكة مميزة بين وزارة الشئون الاجتماعية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وتهدف إلى تطوير أداء العاملين بالقطاع الخيري، والارتقاء بمستوى مهاراتهم عبر الدورات المهنية المتخصصة، وورش العمل، والحلقات النقاشية. 
وحول دورة الحوكمة، قال المطوع، إنها تطرقت إلى العديد القضايا والتطبيقات المتعلقة بالحوكمة المؤسسية في المؤسسات غير الربحية، من حيث تعاريف الحوكمة ومفاهيمها، ومراحل تطور نظمها في العالم وخصوصًا دولة الكويت، وأشهر نماذجها وأطرها التنظيمية ومصادرها التشريعية.
وأشار إلى تعمق المدرب في مكونات الحوكمة، وأدوار القائمين على تطبيقاتها المؤسسية والرقابية، وكيفية تحقيق التكامل بين تلك الأدوار، وأفضل الممارسات في إدارة تعارض المصالح والافصاح عنها، وأبرز المخاطر المقلقة لمجالس الإدارات وطرق التعامل معها.
 وأشار إلى أن محاور الدورة تهمُّ جميع العاملين بدءًا من رؤساء مجلس الإدارات وأعضائها، وصولاً إلى مراجعي الحسابات والمستشارين القانونيين للمنظمات الخيرية، ومرورًا بكل موظف في المنظمة الخيرية، باعتبار كل واحد من هؤلاء حارسًا أمينًا على المال الخيري، وعلى تحقيق الإفادة القصوى منه لمصلحة المجتمعات المستفيدة، وفق أفضل الممارسات الإدارية. 
القيادة الأخلاقية
وشدد المدرب علاء أبو نبعة على أهمية التدقيق الداخلي في المنظمات غير الربحية لسد الثغرات أمام ضعاف النفوس عبر تعيين موظفين أكفاء في جميع المستويات الإدارية يتسمون بالنزاهة والكفاءة والعمل الجاد، منوهًا إلى أن سيدنا موسى كان يعمل راعيًا للغنم وكان قويًا أمينًا، وسيدنا يوسف كان يعمل وزيرًا وكان حفيظًا عليمًا. 
ولفت إلى أن الهدف من الحوكمة هو تعزيز الرقابة الداخلية، وأن التدقيق الداخلي له عوائد إيجابية كبيرة على المؤسسة، وأن أفضل تعريف للحوكمة هو القيادة الأخلاقية مؤكدًا أن الرقابة الحكومية على العمل الخيري في الكويت من أفضل الممارسات في المنطقة.