أبرزت عدد من الصحف والدوائر البحثية خلال الفترة الأخيرة التحولات الجيوسياسية للمقاومة الفلسطيني وتفاعلها مع الأحداث السياسية الأخيرة ، ومنذ التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والذي قال أن هناك تغيرات ستشهدها المنطقة خلال الفترة المقبلة ، وهناك أهتمام واضح في الكثير من الدوائر.  
وتشير دورية مونيتور للأبحاث والدراسات إلى أن اللافت أن نصر الله أشار في تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها عبر قناة الميادين اللبنانية أن من أهم هذه التغيرات تغيير في العلاقات بين سوريا وحركة حماس.  
ونقل الموقع عن نصر الله اعتباره بإن حركة حماس ستعمل على تسوية علاقاتها مع سوريا. المثير للانتباه إن هذه التصريحات أثارت ومن جديد الخلاف الداخلي الحاد في حماس بخصوص هذا الموضوع. 
من جانبها ابرزت بعض من الصحف البريطانية أيضا تداعيات هذه التطورات ، ونقلت صحيفة انديبندنت عن مصدر وصفته بالمقرب من خالد مشعل ، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس والمرشح خلفا للرئيس الحالي إسماعيل هنية ، إن هذا النوع من التصريحات يعكس توجها إشكاليا للمصادر في القيادة الحالية لحماس ، التي تعمل. من أجل المصالحة بين حكومة الأسد في سوريا والحركة لإرضاء إيران. 
وأشار هذا المصدر أيضا إنه طالما استمرت الحكومة السورية في اضطهاد الإخوان المسلمين في البلاد ، فلا مكان لحماس لتسوية علاقاتها مع سوريا ولا إعطاء أي شرعية للأسد. 
اللافت أن عدد من كبار الأكاديميين الفلسطينيين تطرق إلى هذه القضية ،  وقال الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح والأكاديمي الفلسطيني أن تصريحات إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع قناة الميادين في موسكو مؤخرا لم تترك مجالا للشك بأن حماس جادة في إعادة العلاقات مع سوريا والتعاون معها في مواجهة التحديات بخاصة ما يتعلق بالتحدي الصهيوني.  
وأضاف قاسم في تصريحات إعلامية له إن هنية أكد وبوضوح وبصورة قاطعة أنه لا يوجد أي فرد من حماس منغمس بالقتال في سوريا. وإذا وجد شخص يقاتل باسم الإسلام ضد الجيش السوري فذلك لا علاقة لحماس به، وهو يقاتل على مسؤوليته الخاصة ويتحمل هو نتائج أعماله. .حماس لا تقاتل ضد الجيش السوري، وهي منهمكة على مدى سنوات في بناء جيشها الفلسطيني ليتخطى مرحلة الدفاع نحو مرحلة الهجوم. 
اللافت أن ذا الأهتمام أنتقل بدوره إلى الصحف العربية ، حيث يرى الكاتب الصحفي مهند الحاج العلي، في مقال بصحيفة “المدن” اللبنانية، سببين للجواب عن هذا السؤال، الأول هو أن النظام يسير في ظل التحالف مع روسيا باتجاه ترميم علاقاته مع دول عربية متحالفة مع إسرائيل. وأضاف المقال قائلا " لم تعد الخيارات الإقليمية للنظام السوري هي نفسها، ففي الصراع مع “الإخوان”، يرى الأسد نفسه على المقلب الآخر، أي في مواجهة تركيا و”الإسلام السياسي”، لهذا فإن وراء الإصرار على مصالحة بين “حماس” والأسد محاولة لإعادة بعض التوازن إلى العلاقات الخارجية للنظام، وتسجيل نقاط لمصلحة إيران بمواجهة روسيا في الداخل السوري."  
أما السبب الثاني، بحسب الكاتب، فهو أن “محور المقاومة”، كما يطلق على نفسه، تنقصه العلاقة مع الجانب الفلسطيني، لأن “حزب الله” ورغم محاولاته الحثيثة لتحسين علاقته بحركة “حماس”، كان على طرف نقيض معها في الداخل السوري قبل سنوات فقط، وهذا تاريخ من الصعب محوه بسهولة، ولن تكفي صور المعانقة أو مؤتمرات التضامن لإلغاء هذه الحقبة مع مآسيها، خاصة أن المصارحة غائبة ولا اعتذار في الأفق، بل المطلوب من “حماس” أن تُعيد النظر في خياراتها السابقة. 
ويرى الكاتب أن عودة “حماس” عن مواقفها السابقة والتقارب مع النظام تترتب عليه فاتورة باهظة، أخلاقيًا وسياسيًا، على الحركة تسديدها عند اختيار هذه الخطوة، من دون أي مقابل ملموس، إذ لا يملك النظام اليوم ما يُقدمه للحركة سوى الإفراج عن 1700 معتقل فلسطيني في سجونه.