أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) مجريات حركة تداولات الجلسة  امس  على ارتفاع بسبب النشاط الذي طال العديد من الاسهم الصغيرة على خلاف بعض الاسهم القيادية التي تعرضت الى الضغوطات علاوة على الشراء الانتقائي من جانب بعض المحافظ المالية.
وانعكس هذا الارتفاع بصورة كبيرة في اقفال المؤشر السعري الرئيس في المنطقة الخضراء وفوق مستوى ال6520 نقطة في حين اغلق كل من المؤشر الوزني و(كويت 15) في المنطقة الحمراء. واللافت في مسار الجلسة أن بعض مكونات اسهم المؤشر (كويت 15) شهد تراجعات ملحوظة بسبب الترقب تارة و التردد تارة اخرى في محاولة من المتعاملين لاستقراء توجه الاداء العام لبعض كبار المجموعات الاستثمارية التي تؤثر في الاداء صعودا او حتى انخفاضا ولذلك جاء التذبذب عنوانا لهذه الاسهم. كما كان لافتا أن دفة الحركة في السوق ما زالت تتأثر ولو جزئيا بتوزيعات بعض الشركات التي اعلنت عن بيانتها عن العام الماضي وجاء بعضها افضل مما كانت عليه منذ الازمة المالية العالمية عام 2008 ما يعني ان السوق في حاجة ماسة الى مثل هذه الدفعة الايجابية للعودة مرة اخرى لتحقيق المستويات السعرية السابقة. وبرز أيضا أن الكثير من الاسهم المضاربية التي لم تتجاوز مستوياتها السعرية ال50 فلسا شهدت هي الاخرى رواجا وتركيزا من جميع المتعاملين في خطوة في ما يبدو انها ارتدادة فنية وسط تحسن نسبي للسيولة مقارنة مع أمس حيث كانت الارتدادة على النشاط بعض المجموعات الاستثمارية الاكثر نشاط منذ مطلع العام. وللاسبوع الثاني على التوالي كان ملاحظا في الجلسة الغياب شبه المتعمد من كبار صناع السوق حيث مازالت القطاعات التي يتم التداول عليها تشهد تدنيا ملموسا في العديد من المستويات السعرية للشركات التابعة لكبريات المجموعات الاستثمارية التي باتت تتدخل في اسهمها دون غيرها.
وقال المُحلل المالي بشركة الاستثمارات الوطنية، عمرو سرحان ،”ما حدث في الجلسة هي عمليات تبادل أداور بين المضاربين الذين يسيطرون على السوق منذ فترة”. وأوضح “سرحان” “ أن السوق يعاني في خلال الفترة الحالية من فقدان شهية المتداولين بصفة عامة لعدة أسباب أبرزها عدم وجود تحفيز من الجهات الرسمية مع الترقب للتعديدلات بقانون الهيئة وأسعار النفط بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية لدى قطاع كبير بنتائج قرار عدم تفسيخ الأسهم بعد التوزيعات السنوية”. وأكد “سرحان” على أن الحالة الإيجابية لن تعود للسوق إلابعد تخطي المؤشر الرئيسي لمستويات 6600 نقطة”. وارتفعت السيولة بحوالي 82.1% إلى 17.54 مليون دينار مقابل نحو 9.63 ملايين دينار كانت في الجلسة السابقة، وارتفعت الأحجام بنسبة 108.8% لتصل إلى 177.16 مليون سهم مقابل 84.84 مليون سهم بجلسة اول  أمس .
وقال “سرحان”: “ارتفاع مستويات السيولة بالسوق ليس دليلا على التحسن لأن النظرة لازالت سلبية للسوق”. وجاء قطاع “الخدمات المالية” على رأس الارتفاعات اليوم مُسجلاً ارتفاعاً نسبته 1.09%، فيما تصدر قطاع “الاتصالات” التراجعات بعد أن سجل مؤشره تراجعاً بلغت نسبته 1.09%. واحتل سهم “قرين القابضة” صدارة قائمة أعلى الارتفاعات بنسبة 22.7% إلى 13.5 فلساً، فيما احتل سهم “النوادي” صدارة التراجعات بانخفاض بلغت نسبته 8.3% إلى 110 فلس. وأضاف “سرحان” أن حالة التجميع لبعض الأسهم الرخيصة وخصوصاً بالقطاع المالي جراء النتائج المالية والتوزيعات الجيدة هي دفعت بشكل أساسي المؤشر السعري للصعود اليوم.
وتصدر سهم “فيفــا” نشاط القيم بتحقيقه قيم تداول بلغت عند الإقفال حوالي 2.9 مليون دينار متراجعاً بنسبة 1.14% إلى 870 فلس، فيما تصدر “بيت التمويل الخليجي” الأحجام بنحو 23.8 مليون سهم مستقراً عند مستوى 23.5 فلساً.