ربما لم يسمع الكثيرون عن المستثمر الأمريكي البارز «جون بوجل» 87 عاما على الرغم من كونه أحد أنجح المستثمرين في العالم، فهو مؤسس «فانجارد جروب» أكبر صندوق استثماري في العالم والذي يفوق عدد مستثمريه 20 مليون مستثمر ويدير أصولا بنحو 3 تريليونات دولار
ففي عام 1951اسس اول صندوق ولم يكن يملك حينها أي أموال، ويقول عندما تخرجت في جامعة «برينستون» عملت لدى مؤسسة «ويلينجتون مانيجمينت» أحد أقدم صناديق التحوط في الولايات المتحدة وخصصت 15 بالمئة من راتبي للاستثمار في الصندوق، وحرصت طوال حياتي على العمل من أجل تحقيق أهدافي الحصول على ما أريد»
كما أسس بوجل أول صناديق المؤشرات في العالم في عام 1976، ويؤمن «بوجل» باستراتيجية استثمارية بسيطة تتلخص في تجنب الصناديق مرتفعة التكاليف والاستثمار في صناديق المؤشرات وتنويع الاستثمارات بين الأسهم والسندات، ونشر «بيزنس إنسايدر» حوارا أجراه موقع «جرو» مع المستثمر المخضرم لتوضيح رؤيته ونصائحه للمستثمرين:.
- اولا وحول ايامانه بالبساطة كاستراتيجية استثمارية ناجحة يقول ان دور السندات هو توفير أكبر قدر من الأمان لأموال المستثمر، أما الأسهم فتقدم فرصة أكبر للربح والنمو، والسندات عادة ما تكون أكثر ثباتا وأمانا على عكس الأسهم التي تتسم بدرجة أكبر من المخاطرة والتذبذب.
وقال بصفة عامة يُنصح بأن تتكون المحفظة الاستثمارية من 60 بالمئة من الأسهم و40 بالمئة من السندات، لكن فئة الشباب تُنصح بزيادة نسبة تمثيل الأسهم، أما الفئات العمرية الأكبر سنا فيجب أن تعتمد تمثل السندات معظم محافظها الاستثمارية.
- واضاف تعتبر صناديق الاستثمار الخيار الأمثل للمستثمرين المبتدئين، فمعدلات الأرباح في سوق الأسهم غير متوقعة وغير مضمونة، أما صناديق المؤشرات تضمن عائدا جيدا، فضلا عن أن تكاليفه ضئيلة للغاية، على سبيل المثال فإن أكبر صناديق المؤشرات لدي «فانجارد» تفرض رسوما بـ 0.17 بالمئة أي ما يوازي 1.7 دولاراَ مقابل كل استثمار بـ 1000 دولار، ومعظم صناديق الاستثمار التابعة للشركات الأخرى تفرض رسوما مشابهة ويمكن الحصول على عائدات مماثلة من «الصناديق النشطة» لكنها تتسم بارتفاع تكاليفها، فقد يخسر المستثمر نحو 2 بالمئة من العائدات في صورة رسوم متعددة مثل نسبة النفقات وأعباء مبيعات صندوق التحوط.
 صناديق المؤشرات
وقال هناك خطأ يقع فيه المستثمرون الذين يبالغون في تقدير قدراتهم فهم ويؤمنون بأن أداءهم هو الأفضل، وهم كمن يعيشون في الوهم وينتظرون جمع المكاسب والأرباح الهائلة من وراء استثماراتهم العبقرية، لكن في أغلب الأحيان لا تكون استثماراتهم كذلك ولا يحصلون منها على الربح المأمول، وإذا تمكن المستثمر من تجنب بعض الأخطاء غير الرشيدة فسيبلوا بلاء حسنا.
واوضح انه من أكبر الأخطاء التي يقع بها المستثمر هي الاعتماد التام على الماضي للحكم على أداء الصندوق في المستقبل، فبعض المستثمرين يؤمنون بأن الصندوق الذي أبلى بلاء حسنا في الماضي سيواصل نفس المستوى من الأداء في المستقبل، وهذا تفكير ساذج وغير مضمون العواقب. -ويبين بوجل انه منذ عام 2007 استقبلت الصناديق السلبية (التي تستثمر في مؤشرات البورصة وتتسم بانخفاض رسومها) أكثر من تريليون دولار، في المقابل خرج أكثر من 400 مليار دولار من الصناديق النشطة (الاستثمار في الأسهم والأصول الواعدة بناء على توقعات نموها وهو نوع محفوف بالمخاطر نسبيا ونتائجه غير مستقرة وباهظ الرسوم)، وهو تغير هائل في مزاج واختيارات المستثمرين. مؤكدا علي ان تحركات أسواق الأسهم تعتبر أحد أكبر مصادر الارتباك في مجال الاستثمار، ولا يُنصح المستثمر بالمراقبة اليومية لتحركات الأسهم، فذلك يشتت تركيزه عن أهدافه الاستثمارية الأبعد، ويُفضل أن يقلل المستثمر عدد الصناديق التي تدير له استثماراته قدر الإمكان لأن جميعها تفرض رسوما، وإجمالي هذه الرسوم في النهاية سيقلص قيمة عائداته الاستثمارية.

نصائح للمستثمرين
وحول استراتيجيته المتبعة حاليا قال بوجل مختتما الحوار : رفعت نسبة تمثيل السندات على حساب الأسهم، لأن هدفي الأول حاليا هو حماية المكاسب التي حققتها حتى الآن، وهذا أهم لدي من زيادتها، فأنا أريد أن أكون أكثر أمانا، وأشعر بالراحة لذلك». واضاف «أنصح المستثمرين بزيادة مخصصات التوفير لتحقيق أهدافهم لأن عائدات الأسهم والسندات مستقبلا ستكون أقل مما كانت عليه في السابق، ويظل توازن المحفظة الاستثمارية أكبر ضامن للنجاح».