تمر القائمة المشتركة ذات الغالبية العربية التي تمثل ثالث أكبر قوة في الكنيست الإسرائيلي بأزمة داخلية عميقة، على خلفية امتناع فصيل فيها عن التصويت على حل الهيئة التشريعية أمس.
وقرر أربعة نواب منتمين إلى حزب "القائمة العربية الموحدة" الإسلامي برئاسة منصور عباس أمس التغيب عن التصويت، في خطوة استثنائية، وسط مؤشرات على التقارب بين عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقبل التصويت، كانت هناك خلافات في اللحظة الأخيرة داخل القائمة المشتركة، واستخدم أعضاؤها خطاباتهم في الجلسة المكتملة للمطالبة بالوحدة داخل التحالف ذي الغالبية العربية وتجنب انهياره.
وأكدت القائمة المشتركة في بيان نشرته أمس الأربعاء، قبل التصويت، أنها تعتبر نتنياهو "كارثة سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية"، مشيرة إلى أنها تؤيد "بأغلبية الأصوات" حل الكنيست والتوجه لانتخابات مبكرة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي "مكان" عن مصادر في القائمة المشتركة اتهامها عباس بالتنسيق المسبق مع نتنياهو بشأن التصويت، قائلة إنه ينبغي ان يوجه اليه سؤال "عما فعله الخميس الماضي في ديوان رئاسة الوزراء ولقائه كبار المسؤولين على مدى ساعات".
من جانبه، شدد عباس، في اتصال هاتفي مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" على أن توجه البلاد إلى انتخابات مبكرة الآن سيؤدي إلى تشكيل حكومة يمينية سيهيمن عليه حزب نتنياهو "الليكود" بالتحالف مع حزب "اليمين الجديد" بزعامة نفتالي بينيت، وسيلغي الإنجازات التشريعية التي أحرزها العرب في الفترة الأخيرة، وفي مقدمتها خطة حكومية لمحاربة الجريمة المنظمة في المجتمعات العربية.
وقال رئيس "القائمة العربية الموحدة" الذي أعرب مؤخرا علنا عن استعداده للتعاون مع نتنياهو ورجح إمكانية توليه حقيبة وزارية في الحكومة، إنه لا يدعم رئيس الوزراء ولا يحاول حمايته، بل يستفيد من التعاون معه بغية المضي قدما في تحقيق الأولويات الرئيسة للإسرائيليين العرب.
وتابع: "ثمة رئيس وحيد للحكومة وهو نتنياهو وهو من وُجهت إليه هذه المطالب".
في غضون ذلك، صرح النائب عن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" المنتمي للقائمة المشتركة، إمطانس شحادة، في معرض تعليقه على امتناع القائمة العربية عن التصويت: "لا مكان في الوسط، إما مع نتنياهو أو ضده، إما أن تكون ضد العنصرية أو معها، إما أن تكون ضد التمييز أو مع التغيير".
وصوت الكنيست أمس في القراءة الأولى على حل نفسه ودعا إلى انتخابات مبكرة ستكون الرابعة خلال عامين.