واصلت دولة الكويت عبر أجهزتها وهيئاتها المختلفة بذل الجهود الانسانية لترسي بذلك نموذجا للعمل المشترك في مساعي انقاذ حياة الانسان بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والاثنية.
وفي هذا الإطار أعلنت إدارة خدمات نقل الدم في وزارة الصحة الكويتية إرسالها فصيلة نادرة من الدم لمريضة مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لإنقاذ حياتها بعد التأكد من سلامة المتبرعين صحيا.
وقالت مديرة الإدارة الدكتورة ريم الرضوان في تصريح صحفي إن ذلك يأتي ضمن تبادل الفصائل النادرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومن المشاريع التي تقدمها دولة الكويت بخصوص سجل المتبرعين النادرين على مستوى الدول العربية.
وأضافت الرضوان أن هذا التبادل يعد الثالث من نوعه بعد تفعيل اتفاقية التعاون بين أعضاء الهيئة العربية لنقل الدم إذ كان الأول عام 2016 حين تم إرسال دم من الكويت إلى الإمارات وعام 2017 تم استقبال دم من قطر لمريضة في الكويت.
وأوضحت أنه تم التوصل إلى المتبرعين عن طريق سجل المتبرعين ذوي الفصائل النادرة الذي تم إنشاؤه في بنك الدم المركزي منذ عام 1989 وبعد البحث في هذا السجل تم التواصل مع المتبرعين وهم مواطن ومقيم لبيا نداء الإنسانية لإنقاذ حياة المريضة.
وأفادت بأنه تم نقل الدم لمصلحة مريضة بمركز (كليفلاند) في أبوظبي والتي سوف تخضع لعملية قلب مفتوح تحمل فصيلة دم نادرة (jk null) إذ لا توجد هذه الفصيلة بكثرة بل تتراوح بين 1 لكل 1000 أو 1 لكل 2000 نسمة على مستوى العالم.
وبينت الرضوان أن الإدارة استطاعت أن توصل الدم إلى أبوظبي خلال ساعات على الرغم من الظروف الراهنة بسبب جائحة كورونا وتأثيرها على حركة الطيران وجاء ذلك بفضل الجهود المبذولة من سفارة دولة الإمارات في الكويت وإدارة خدمات نقل الدم بالتعاون مع مركز كليفلاند لتسهيل عملية نقل الدم.
يذكر أن مختبرات أمراض الدم والمناعة في إدارة خدمات نقل الدم حاصلة على الاعتراف الدولي كمختبر مرجعي عالمي من منظمة بنوك الدم الأمريكية aabb لتصبح الكويت ثالث دولة على مستوى العالم تحصل على هذا الاعتراف بعد البرازيل وإيطاليا.
وعلى صعيد متصل بالجهود الانسانية اعلنت منظمة الصحة العالمية انشاء وحدة جديدة للعزل في مستشفى (حمام العليل) الميداني المخصص للنازحين في محافظة (نينوى) ومركزها مدينة الموصل بتمويل من دولة الكويت.
وقالت المنظمة في بيان ان الوحدة ستسهم في عزل وإدارة حالات الإصابة بفيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) بين النازحين في مدينة (حمام العليل) والمناطق المحيطة بها.
وأضافت ان الوحدة ستسهل عملية احتواء انتقال المرض في مخيمات النازحين بالمحافظة من خلال توفير العزل المناسب والإدارة الجيدة لحالات الإصابة بالفيروس.
‎ونقل البيان عن ممثل منظمة الصحة العالمية ومدير بعثتها في العراق الدكتور أدهم إسماعيل القول "لقد زاد اتساع انتشار الوباء في العراق من مخاوف منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية بشأن الوضع الصحي في مخيمات النازحين واللاجئين في العراق".
واشار الى ان مشروع وحدة العزل سيساعد السلطات الصحية المحلية على ضمان حصول النازحين الذين يعيشون في المخيمات والمناطق المحيطة في محافظة نينوى على الخدمات الصحية الجيدة الخاصة بحالات الاصابة بالفيروس التاجي.
‎وتقدمت منظمة الصحة العالمية بالشكر والتقدير لحكومة دولة الكويت ومنظمة امريكية على مساهمتهما في إقامة وحدة العزل بمستشفى (حمام العليل) الميداني في محافظة نينوى.
‎وكانت دولة الكويت مولت حملة توعية واسعة للوقاية من فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) واحتوائه نفذتها منظمة الصحة العالمية اغسطس الماضي في محافظة السليمانية استهدفت 800 ألف شخص واستمرت تسعة أيام.
كما زودت دولة الكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية سيارات الاسعاف والتقنيات الصحية لوزارة الصحة في اقليم كردستان لدعم الحالات الطارئة وجهود احتواء الفيروس التاجي. وفي الذكرى ال30 لليوم العالمي للطفل أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ "الالتزام الدائم" بالعمل مع الشركاء في البلاد لحماية الإنجازات المحققة في مجال حقوق الطفل.
وقال الشيخ في بيان صحفي بهذه المناسبة إن مكتب الأمم المتحدة لدى دولة الكويت يغتنم هذه الفرصة لتجديد الالتزام بالعمل مع الشركاء في المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاعات الأخرى لحماية الإنجازات المحققة في هذا المجال من تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) وإعادة البناء عليها بشكل أفضل.
وأوضح أن الاحتفال بذكرى اتفاقية حقوق الطفل يكتسب هذه العام أهمية كبرى إذ يأتي في خضم أزمة عالمية خلفتها الجائحة الصحية "وبغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه فإن هذا (الوباء) يؤثر علينا جميعا وعلى الأطفال بشكل خاص كما خلف أزمة اقتصادية أثرت على ميزانيات الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص وبالتالي على الميزانيات المعيشية للأسر".
من جهته قال ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في منطقة الخليج الطيب آدم بحسب البيان إن تداعيات جائحة (كورونا) أثرت على مجال الطفولة عالميا لذا يتعين علينا العمل جميعا بغية "منحهم بيئة أفضل وأكثر استدامة حيث يمكنهم النمو والازدهار".
وأفاد آدم بأن الأزمة الصحية العالمية "شكلت أزمة بشأن حقوق الطفل حول العالم وتأثيراتها قد تكون فورية وربما تستمر مدى الحياة إذا لم تعالج" مضيفا أنه "قد حان الوقت للأجيال أن تتحد معا لإعادة تصور العالم الذي يريدونه".
ويحتفل العالم بيوم الطفل بوصفه يوما للتآخي والتفاهم بخصوص الأطفال والعمل على تعزيز رفاهيتهم ويصادف هذا اليوم إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان اتفاقية حقوق الطفل عام 1989.
ومن أبرز بنود تلك الاتفاقية تأكيد أحقية الطفل في الحياة والمحافظة على بقائه ونموه وحمايته من الضرر والإهمال والقسوة والاستغلال الجنسي وتقديم الرعاية الصحية له فضلا عن العناية بالأطفال المحرومين والمفتقرين إلى كفاف العيش وكذلك إحاطة الطفل المعوق بالمعالجة والتربية.
ولطالما أكدت دولة الكويت مرارا حرصها على العمل من أجل تعزيز حقوق الطفل وحمايتها ودعم الجهود والمساعي التي تبذلها الدول والمنظمات الحكومية لحماية الأطفال وحقوقهم وكرامتهم لتحقيق "عالم مناسب للأطفال" شددت لجنة حقوق الطفل بالديوان الوطني لحقوق الإنسان الكويتي في 2 أغسطس الماضي على ضرورة التركيز على حقوق الطفل وسط الظروف الراهنة المتعلقة بتداعيات انتشار (كوفيد 19) لاسيما لناحية التعليم والرعاية الصحية والحماية من العنف والعمل على تنمية التعاون وتبادل الخبرات مع المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية.