يتربع الدولار الأميركي حاليا على عرش عملات الاحتياط العالمي، لكنه لم يكن يتمتع بتلك المكانة طوال الوقت، بل سبقته العديد من العملات العالمية الأخرى لذلك.
فعملات الاحتياط تتغير باستمرار وفقا للتغيرات الاقتصادية على مر التاريخ، ورصد «هاو ماتش» لمحات من تاريخ هيمنة العملة الأميركية مقدما بعض التحليلات حول احتمالات احتفاظها بتلك الهيمنة في المستقبل القريب.
سطوع نجم الدولار
ــ بدأ نجم الدولار يصعد في أعقاب الحرب العالمية الثانية حينما وافقت القوى العالمية على تطبيق نظام «بريتون وودز»، وهو أول نظام نقدي كامل ينظم التعاملات النقدية بين الدول المستقلة، والذي ثبت قيمة العملات العالمية مقابل الدولار الذي ارتبطت قيمته بالذهب.
 ــ في عام 1971 ألغت الولايات المتحدة نظام ربط عملتها بالذهب ليتفرد الدولار بالتعاملات المالية العالمية.
ــ مكانة الدولار كعملة احتياطية تعطي ميزة للحكومة والموردين الأميركيين، إذ تخفض تكاليف الاستيراد لعدم الاضطرار لإعادة تحويل العائدات لعملات أخرى، كما تسمح للجهات والمواطنين الأميركيين بالتمتع بقروض ذات فائدة أقل.
 ــ استقرار الدولار يسمح له بالارتفاع مقابل العملات الأخرى مما يضر بالمصدرين، إذ يجعل صادراتهم أغلى ثمنا في الأسواق الدولية ومن ثم أقل جذبا للمشترين.
إلى متى تستمر هيمنة الدولار
الولايات المتحدة لم تعد أكبر المستثمرين الأجانب في العالم، فقد اختطفت الصين هذا اللقب، وبدلا من أن تصبح أكبر مصدر للسلع والخدمات أصبحت صاحبة أكبر نسبة للديون في العالم
رغم ذلك ما زال الاقتصاد الأميركي يتمتع بالاستقرار النسبي في حين ارتفعت حصة الدولار في تعاملات أسواق الصرف الأجنبي قليلا منذ الأزمة المالية العالمية.
هل اليوان مرشح ليحل محل الدولار
 أكبر العوامل المؤثرة في مكانة عملة الاحتياط هي حجم واستقرار وقيمة السيولة بالأسواق المالية لدولتها، وفي هذا الإطار ما زالت أسواق المال الأميركية أكبر وأكثر سيولة من منافستها الصينية.  ــ على الرغم من جهود الحكومة الصينية لتطوير سوق المال فما زال معدل التطور بطيئا، وتدخل الحكومة في الأسواق يؤدي لعدم استقرارها، كما أن العملة الصينية (اليوان) لم يتم تحريرها بالكامل وهي غير قابلة للتحويل بصورة كاملة أمام عملات النقد العالمية الأخرى.
 ــ على المدى القريب لن يتمكن «اليوان» من استبدال الدولار كعملة دولية، لكن يُتوقع أن تخبو هيمنة الدولار تدريجيا مع زيادة تداول عملات أخرى كاليوان واليورو.
هناك مؤشرات على صعود مكانة اليوان على المدى البعيد مثل إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي يعتبره الكثيرون مؤشرا على بدء نهاية سيطرة الدولار وصندوق النقد الدولي على الساحة المالية العالمية.
 ــ الولايات المتحدة ما زالت مكانا آمنا للاستثمار، لكن تأثير الصين على الاقتصاد الآسيوي في تنام مستمر، ومن المتوقع ظهور تنوع أكبر في عملات الاحتياطي النقدي والانصراف تدريجيا عن الدولار.
 ــ مراقبة أداء العملات خلال الـ 10 ــ 20 عاما القادمة سيحدد مصير العملة الأميركية التي سيطرت على أسواق الصرف لعقود طويلة وعما إذا كانت ستنطبق عليها نظرية «تغير عملة الاحتياط كل 100 عام».