قال  أكبر ناكوي، المدير التنفيذي لقسم إدارة الأصول في شركة الماسة كابيتال أنه يمكن لمس تأثير انخفاض أسعار النفط في جميع الاقتصادات الإقليمية.
حيث تقلصت الميزانيات وانخفضت الإيرادات ويجري تقليص الإنفاق وقد تم إلغاء الدعم المقدم منذ وقت طويل ويتم شد الأحزمة في جميع المجالات في حين أن بعض الاقتصادات تعمل بالفعل بعجزٍ في الميزانية.
 وبات تأثير هبوط النفط بنحو 80 دولار على مدار 18 شهراٍ يحمل تأثيراٍ كاملا. وتوقعت معظم الحكومات هذه الفترة الطويلة من الاستنزاف وكانت سباقة في الرد، حيث كانت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأكثر جرأة من بين الدول الاخرى.
كما توقعوا أيضا أن هذا الأمر من شأنه أن يستمر خلال النصف الثاني من عام 2016 وبعد ذلك سيتمكن النفط من التعافي بناءٍ على أن المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة سوف يتم القضاء عليهم وستبدأ الزيادة في المعروض بالجفاف. دعونا نرى إذا كانت توقعاتهم سوف تتحقق.
على أي حال، فإن الاقتصادات الإقليمية تتوقع انخفاض معدلات النمو بشكل كبير في العام المقبل، وتستعد للتكيف وفقا لذلك. وأصبح واضحا للغاية ضرورة إعادة التأكيد على وجود التنوع الاقتصادي.
يتوقع المتداولون على النفط والمحللين في وول ستريت المزيد من الانخفاض في أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة.
في حين تتوقع الماسة كابيتال أن الأسعار سوف تنخفض إلى ما دون 30 دولار للبرميل بل ويمكن أن يقترب السعر من 20 دولار للبرميل. ويبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن تنخفض أسعار النفط؟ رغم أن انخفاض النفط إلى هذه المستويات يرتكز عموما على سيناريوهات
أساسية لتفاعل العرض والطلب، إلا أن هناك عنصرا آخر وهو المشاعر السلبية بين المستثمرين بالإضافة إلى المستويات العالية من عمليات البيع على المكشوف مما يضيف المزيد من الضغط السلبي.
تشهد سوق النفط فائضا كافيا في المعروض في الوقت الراهن ولكن الاتجاه المميز لإنتاج أقل من قبل المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة يعني أن استراتيجية أوبك يجب أن تبدأ بمشاهدة ثمارها عاجلا وليس آجلا.
وفي ظل هذا السيناريو فإن الأسعار حول مستويات 40 دولار تبدو مقبولة لدى معظم المحللين. بالتالي فإن الانخفاض إلى ما دون مستويات 30 - 20 دولار سيكون المكان الذي تسيطر فيه كل من المشاعر وعمليات البيع على المكشوف بشكل فردي.
أما بخصوص التوقعات الخاصة بسوق الأسهم السعودي خلال عام 2016، وبما أن مؤشر تداول للأسهم السعودية تراجع جنبا إلى جنب مع تراجع أسعار النفط، يرتبط مؤشر الأسهم السعودية «تداول» بشكل مباشر بالنفط وهذه العلاقة سوف تبقى خلال عام 2016؛ وإذا كان لنا أن نشهد تكون قاع لأسعار النفط من خلال مستوى دعم قوي وأن نشهد بداية عزم للصعود، حينها فإن مؤشر تداول من المرجح أن يتبع أسعار النفط.
ولكن اذا استمر النفط في التذبذب والتقلب ضمن نطاق 30-45 دولار للبرميل، حينها سيبقى مؤشر تداول تحت الضغط كما أنه سيكون أكثر تكلفة مقارنة مع الأسواق الإقليمية الأخرى.
لدى أسواق دبي وأبو ظبي ومصر نسب مكررات أرباح بنحو 8 حاليا، وهذا يعني أن السعودية لا تزال فوق 10 وهو ما يعني أنه يمكن أن نشهد إعادة توزيع على أساس القيمة والأرباح في المستقبل.
ويبدو أنه من المرجح أن الأشهر الـ 6 الأولى من 2016 ستكون صعبة للغاية لمؤشر تداول والأسواق الإقليمية؛ وعند مستوياتها نصف السنوية سوف يكون علينا على الأرجح إعادة تقييم ومعرفة ما اذا كنا مقدمين على المزيد من الألم أو أن هناك ضوء في نهاية النفق أخيرا.