غداة رفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية عن ايران بموجب الاتفاق النووي استهل سوق الكويت للأوراق المالية تعاملات أمس الأحد على انخفاض حاد بسبب التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة وتراجع أسواق المال العالمية والخليجية إلى جانب تدهور أسعار النفط وترقب المتعاملين لافصاحات الشركات عن أداء الربع الأخير من العام الماضي.
وكان واضحا خلال مجريات الجلسة افتقاد السوق للمحفزات إلى جانب بروز الضغوطات البيعية العشوائية التي طالت عموم الأسهم والتي أظهرتها القيمة النقدية التي حققها السوق في جلسة أمس والتي كان جلها جراء عمليات البيع الامر الذي فتح الباب أمام المضاربات لتغلق المؤشرات الرئيسية في الخانة الحمراء.
وجاء تراجع السوق الكويتي ضمن موجة انخفاض أسواق المال الخليجية حيث انعكست التراجعات الحادة التي شهدها السوق السعودي الذي خسر 5ر5 في المئة عند الافتتاح ليعمق خسائره قبل نصف ساعة من اغلاق سوق الكويت بنسبة 7 في المئة فيما تراجعت بورصتا دبي وقطر بنسبة 6 في المئة وأغلق سوق مسقط متراجعا21ر3 في المئة.
وتراجعت اسواق الاسهم في الخليج بشكل كبير مس، غداة رفع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات الاقتصادية عن ايران بموجب الاتفاق النووي، وسط تواصل الانخفاض الحاد في اسعار النفط.
وساهم العاملان في تراجع بورصات دول مجلس التعاون التي تعتمد بشكل رئيسي على النفط، والذي يتوقع ان تواصل اسعاره انخفاضها لا سيما اثر رفع العقوبات، ما سيتيح ضخ كميات اضافية من النفط الايراني الى الاسواق العالمية التي تواجه اساسا فائضا في العرض.
وشهدت اسواق الاسهم حالات من البيع اليوم، قام بها مستثمرون تخلوا عن الاسهم خوفا من خسائر اضافية.
وقال المحلل المالي علي النمش «غالبية شركات الخليج تعتمد على حكوماتها التي تعتمد بدورها على ايرادات النفط»، مشيرا الى ان «احدا لا يعرف الى اي مستوى (منخفض) يمكن ان تصل هذه الاسعار».
اضاف «التأثير الايراني على الاسواق يبدو انه مضخم الى حد ما، لان صادرات النفط الخام الايرانية لن تكون كبيرة في البداية».
وعلى صعيد التداولات، فقدت سوق الاسهم السعودية، وهي الاكبر عربيا، اكثر من 7,2 بالمئة في مستهل التداولات الا انها استعادت بعضا من عافيتها قبيل الاغلاق، لتنهي بخسارة 5,44 بالمئة عند مستوى 5520,41، والذي يقارب ادنى مستوياتها منذ خمسة اعوام.
اما السوق القطرية، وهي الثانية من حيث الحجم خليجيا بعد السعودية، فتراجعت 7,2 بالمئة لتنهي التداولات عند مستوى اعلى بقليل من 8500.
اما دبي، ففقدت سوقها ستة بالمئة عند الافتتاح، واقفلت عند خسارة نسبتها 4,64 بالمئة، عند مستوى 2684,9، الادنى منذ ثلاثة اعوام. وفقدت سوق دبي 15 بالمئة من قيمتها منذ مطلع 2016.
وخسرت البورصات الخليجية منذ مطلع 2016، اكثر من 130 مليار دولار منذ مطلع السنة من قيمتها السوقية البالغة حاليا 800 مليارا.
ويأتي تراجع اسهم دول الخليج التي تعتمد بشكل رئيسي على الواردات النفطية، بعد خسائر كبيرة في اسواق الاسهم العالمية الجمعة عشية عطلة نهاية الاسبوع، علما ان الاسواق الخليجية تغلق الجمعة والسبت.
ويتوقع ان يؤدي رفع العقوبات عن ايران الى زيادة صادراتها النفطية، ما سيزيد الكميات المعروضة عالميا ويتسبب بتراجع اضافي في الأسعار.