أعدت شركة «باين آند كومباني» الرائدة في مجال الأبحاث والاستشارات الاقتصادية تقريرا حول أكبر أسواق السلع الفاخرة حول العالم لعام 2015.
  وأشارت إلى استمرار تباطؤ نمو سوق السلع الفاخرة على مستوى العالم حيث ارتفعت المبيعات بـ 1 2 بالمئة العام الماضي مقارنة بـ 3 بالمئة في 2014 و7 بالمئة في 2013، ويؤكد التراجع المستمر انتهاء عصر الازدهار الهائل الذي شهده هذا السوق قبل الأزمة المالية العالمية، حيث كان ينمو بمعدلات مضاعفة.
 وأوضحت أن التحدي الأكبر أمام شركات السلع الفاخرة في المرحلة المقبلة هو إدارة نشاطها بحذر في ظل تقلبات أسعار الصرف وتراجع أعداد السائحين.
 الرابحون والخاسرون
 تصدرت «الإكسسوارات» الأداء الأقوى على مستوى المنتجات الشخصية الفاخرة، وارتفعت مبيعاتها بـ 3 بالمئة لتمثل 30 بالمئة من إجمالي السوق، وأعقبتها «الملابس» التي مثلت 24 بالمئة من إجمالي المبيعات بارتفاع بلغ 2 بالمئة.
على الجانب الآخر تراجعت مبيعات الساعات الفاخرة بـ 6 بالمئة نتيجة الإنتاج المفرط في آسيا
تراجعت «هونج كونج» من المركز التاسع في 2014 إلى العاشر في 2015 إثر انخفاض مبيعات السلع الفاخرة بها خلال العام، وجاء التراجع نتيجة لانتشار السوق الرمادي (بيع المنتجات خارج مقراتها الشرعية) والحملة التي تشنها الحكومة على الفساد.
ساعد تراجع مركزي «هونج كونج» و«ماكاو« على صعود منطقة الشرق الأوسط إلى المركز التاسع، وقادت «دبي» ارتفاع المبيعات بالمنطقة، وبلغت مبيعاتها منفردة 3 مليارات يورو (3.3 مليار دولار) لتسجل المرتبة الـ 19 على قائمة المدن الأعلى عائدا.
السلع الفاخرة
واصلت مبيعات السلع الفاخرة نموها بمعدل مستقر بلغ 4 بالمئة العام الماضي، وذلك على الرغم من تراجع تدفق السائحين الصينيين على جارتهم الآسيوية وانتشار فيروس «MERS» الذي حد من المبيعات في النصف الثاني من العام.
 سجل السوق الألماني للمنتجات الفاخرة أداء متميزا في 2015 حيث قفزت المبيعات بأكثر من 10 بالمئة خلال العام مقارنة بـ 2013 2014، وكان الإقبال الأكبر من نصيب المعدات الإلكترونية والأضعف للمجوهرات والساعات الثمينة.
ساهمت العملة المحلية في دعم سوق السلع الفاخرة بالمملكة المتحدة العام الماضي، واستحوذت «لندن» وحدها على نصيب الأسد من المبيعات خلال العام، حيث سجلت مبيعاتها 13 مليار يورو (14 مليار دولار) مقارنة بـ 10.1 مليار يورو (11 مليار دولار) في العام السابق.
ادى انخفاض اليورو إلى تراجع ترتيب فرنسا من المركز الرابع إلى المرتبة الخامسة في 2015، لكن العاصمة الفرنسية ما زالت ضمن المراكز الثلاث الأولى على قائمة العائدات حيث حققت 13 مليار يورو (14 مليار دولار) مقارنة بــ 11.3 مليار يورو (12.3 مليار دولار) في 2014.
تضرر ايطاليا
على غرار «فرنسا» تضرر السوق الإيطالي للسلع الفاخرة من تراجع اليورو ليتراجع مركز واحد في 2015، وحققت مدينتا «ميلان» و«روما» الأداء الأكثر تميزا بالدولة لتحلان في المراكز الـ 15 الأولى للمدن الأعلى عائدا.
تعد الصين من أكبر المستفيدين من تراجع اليورو، وتقدمت مركزين على القائمة على الرغم من استمرار المتسوقين الصينيين في الإنفاق خارج حدود بلادهم، واستحوذ المتسوق الصيني على نسبة كبيرة من إجمالي المبيعات العالمية لقطاع السلع الفاخرة (31 بالمئة).
شهد السوق الياباني إقبالا ملحوظا على المنتجات الفاخرة سواء من المواطنين المحليين أو السائحين الصينيين، على الرغم من ذلك يعتبر إجمالي مشتريات هذه الفئة من السلع في اليابان أقل من نظيره لدى مدينة واحدة في الولايات المتحدة أميركية وهي «نيويورك».
الريادة الاميركية
حافظت الولايات المتحدة على ريادتها في سوق المنتجات الفاخرة بفارق كبير عن بقية الرابحين على القائمة، فقيمة المبيعات الأميركية من هذا النوع تجاوزت مثيلاتها في أسواق اليابان والصين وإيطاليا وفرنسا مجتمعة.
 لكنها لم تسجل تغيرا ملموسا في مستوى المبيعات خلال عام 2015 نتيجة تراجع الطلب المحلي من جهة وارتفاع الدولار الذي حد من إنفاق السائحين الدوليين على السلع الفاخرة من جهة أخرى.