اكدت الكويت استعدادها الدائم لدعم الخطوات والمبادرات التي تتخذهھا الجهات لتحسين حياة شعوب دول الجنوب باستكشاف النهج والاستراتيجيات المبتكرة.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها السكرتير الثاني عبدالله الشراح امام اللجنة الثانية للجمعية العامة للامم المتحدة خلال مناقشة بند التعاون فيما بين بلدان الجنوب من اجل التنمية مساء امس الاثنين.
وقال الشراح ان "التعاون بين بلدان الجنوب ساهم في تغيير ديناميات التعاون الدولي بتلمسه احتياجات الدول النامية باعتباره وسيلة وشراكة فعالة اثبتت جدارتها وجديتها في ظل تراجع التعاون فيما بين الشمال والجنوب والتعاون الثلاثي".
وذكر الشراح ان الاجتماع يأتي بعد مرور 40 عاما على اعتماد خطة عمل بيونس آيرس والصادرة عن مؤتمر الامم المتحدة للتعاون التقني فيما بين البلدان النامية الذي عقد بالعاصمة الارجنتينية بيونس آيرس عام 1978.
واوضح ان ذلك كان بمثابة اللبنة الاولى للتعاون الانمائي الفعال بين دول الجنوب لخلقها آلية للتعاون التقني فيما بين بلدان الجنوب والتي جاءت انطلاقا من اعلان الكويت لعام 1977 الذي ادركت الدول النامية من خلاله أهمية ودور مثل هذا التعاون.
وذكر الشراح ان تلك الخطوة اتت لتؤكد ان التعاون فيما بين بلدان الجنوب لم ينحصر في مجال التعاون التقني بل شمل العديد من المجالات الاخرى مواكبا المتغيرات الدولية والواقع لتمكين الدول من مواجهة التحديات بفعالية اكبر وتحقيق توازن وانسجام بين كافة ابعاد التنمية المستدامة.
وأوضح ان ذلك يأتي في سياق مبادرات وابتكارات تراعي بالدرجة الاولى الاولويات والاحتياجات الانمائية لدول الجنوب وجعلها قادرة على التغلب على التحديات الانمائية بمعالجة الثغرات التي مازالت تواجهها الدول النامية والتي تقوض قدراتها الوطنية لبلوغ الاهداف الانمائية المستدامة بحلول 2030.
واشار الشراح الى ان عام 2019 شكل بداية لتلك الحقبة المعززة للشراكة والدور الذي يؤديه التعاون فيما بين بلدان الجنوب في اطار خطة عمل بيونس آيرس التي اعتمدت في مارس الماضي لمؤتمر الامم المتحدة الثاني للتعاون بين بلدان الجنوب لاستكمال المكاسب الانمائية للتعاون لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
كما اكد ان الكويت كانت ولا تزال من اكثر الدول الداعمة لمسيرة التعاون المشترك حيث ادركت منذ استقلالها اهھمية التنمية في منطقة الجنوب وضرورة دعمها بالوسائل المتاحة وترجمة ذلك الادراك من خلال دعم مشاريع التنمية في البلدان النامية عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
واضاف الشراح ان مساعدات الصندوق امتدت لاكثر من 107 دول في مختلف انحاء العالم حيث فاق حجم تلك المساعدات النسبة المتفق عليهھا حتى أصبحت في طليعة الدول التي تقدم المساعدات بالمجالات الانمائية والانسانية والاغاثية على الرغم من انها دولة نامية.
واوضح ان الصندوق يعد اول مؤسسة انمائية تقدم المساعدات الانمائية تؤسس بالعالم النامي داعيا بهذا الصدد الدول المتقدمة أن توفي بوعودها والتزاماتها حيال تقديم المساعدة الانمائية الرسمية.
وناشد الشراح دول الجنوب المقتدرة بذل كل ما بوسعهھا للمساهمة في تلبية احتياجات الدول النامية الاقل نموا فالتحديات اليوم متعددة الاوجه وأكثر تعقيدا من أي وقت مضى وخاصة تلك ذات الصلة بتغير المناخ.
وقال الشراح "بات لزاما علينا مضاعفة الجهود لتقديم المزيد ولحشد اكبر قدر من الدعم لتوفيرِ الاحتياجات المطلوبة ونعول هنا على الدور الذي ستضطلع به الامم المتحدة في الاستجابة بشكل اكثر منهجية وفعالية بقيادة مكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب".