أعاد علماء اكتشاف مدينة قديمة من إمبراطورية khmer، كانت مخبأة منذ قرون بسبب تضاريس الغابة الخصبة في كمبوديا الحديثة.
وكانت “ماهيندرابارفاتا» (mahen aparvata)، التي يطلق عليها أحيانا “مدينة كمبوديا المفقودة”، عاصمة قديمة لإمبراطورية khmer، وهي نظام هندوسي بوذي في جنوب شرق آسيا استمر من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر من الحقبة المشتركة.
وعرف علماء الآثار والمؤرخون عن وجود “ماهيندرابارفاتا” لعقود من الزمان، ولكن الأدلة الأثرية الباقية على قيد الحياة من هذه المدينة، أثبتت أنها ضئيلة حتى الآن.
وفي ورقة بحثية جديدة، جمعت نتائج حملة دراسة طموحة وطويلة، نشر فريق دولي ما يقولون إنه التحديد الأكثر دقة لعاصمة حقبة-أنكور المبكرة، وذلك بفضل المسح الضوئي بالليزر المحمول جوا (lidar).
وبالتزامن مع دراسة استقصائية أرضية، قام فريق البحث بتعيين شبكة حضرية موسعة يقولون إنها تعود إلى القرن التاسع، وتقع في هضبة phnom kulen، إلى الشمال الشرقي من مدينة أنكور (العاصمة السائدة لإمبراطورية khmer، كما سجلها التاريخ .
وكتب الباحثون، بقيادة المعد الأول وعالم الآثار جان بابتيست شيفانس من مؤسسة الآثار والتنمية في المملكة المتحدة، في ورقتهم البحثية: “حظيت منطقة phnom kulen الجبلية حتى الآن باهتمام ضئيل للغاية. وتكاد تكون مفقودة بالكامل من الخرائط الأثرية، باستثناء مجموعة من النقاط تشير إلى بقايا بعض المعابد المبنية من الطوب».
وفي إطار الجهود البحثية التي بدأت في عام 2012 واستمرت حتى عام 2017، بدأ الفريق سلسلة من الرحلات الاستطلاعية فوق المنطقة، مع رسم خريطة شاملة لآلاف المعالم الأثرية المكتشفة حديثا، والتي نجت سابقا على الأرض.
وبفضل المسح الجوي، تمكن الفريق من رؤية طبقات الغطاء النباتي، التي تخفي “ماهيندرابارفاتا” عن الأنظار، ليكتشف شبكة حضرية معقدة من ميزات المدينة المصممة في نمط يشبه شبكة من المحاور الخطية، وتمتد حتى 50 كم مربع في المجمل.
ويوضح الباحثون أن “العديد من العناصر الأخرى في المشهد البشري المنشأ، ترتبط بهذه الشبكة الأوسع، مما يشير إلى وضع خطة حضرية شاملة».
وعلى الرغم من التصميم الدقيق والتطور للمدينة المفقودة، إلا أنها لم تدم طويلا. ففي السنوات اللاحقة، نقلت إمبراطورية khmer مركز عملياتها إلى العاصمة الجديدة، أنكور، ربما بسبب ظروف أفضل لنمو المزروعات في بيئة أقل مشقة.