اسبوع بعد اسبوع يتجدد فيه الامل حيث تمتد يد الخير الكويتية الى جميع المحتاجين حول العالم تتلمس احتياجاتهم لترسم البسمة على وجوههم وتؤكد معاني الانسانية التي جبل عليها أهل الكويت قديما وحديثا.
وانطلاقا من ثوابت الكويت في التعامل مع الازمات الانسانية وانطلاقا من الحفاظ على التزامات الكويت في هذا الاطار وحقيقة انها (مركز للعمل الانساني) وان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه (قائد للعمل الانساني) واصلت الهيئات والمؤسسات الكويتية الخيرية مساعيها الحثيثة في مساعدة المحتاجين في مختلف انحاء العالم.
وفي هذا الاطار اعلنت جمعية (مكة المكرمة) الخيرية عن تدشينها ثلاثة مشاريع انسانية وتوفيرها للمياه الصالحة للشرب في عدة مناطق بقطاع غزة.
وقال نائب رئيس الجمعية الدكتور حازم السراج في بيان صحفي انه خلال الفترة الماضية تم الانتهاء من تنفيذ ثلاثة مشاريع انسانية بتمويل واشراف الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت موضحا ان تكلفة هذه المشاريع بلغت نحو 200 الف دولار امريكي من بينها 118 الفا لحفر وانشاء بئر (حي الزهور) بقدرة انتاجية 60 مترا مكعبا في الساعة ويخدم ثلاثة احياء سكنية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة والبالغ عددهم نحو 40 الف نسمة.
واضاف ان المشروع الثاني تضمن حفر بئر ارتوازية وانشاء محطة تحلية بتكلفة 22 ألف دولار بقدرة انتاجية 30 مترا مكعبا في اليوم بمسجد صلاح شحادة بمنطقة (النصيرات) وسط قطاع غزة ويستفيد من مياهها رواد المسجد واهالي المنطقة المحيطة به.
وبين ان المشروع الثالث تم من خلاله حفر بئر ارتوازية وانشاء محطة تحلية بتكلفة تقديرية 21 الف دولار بقدرة انتاجية للبئر بلغت 30 مترا مكعبا في اليوم وذلك في مسجد (أبو ذر الغفاري) وسط مدينة غزة ويستفيد من مياهها رواد المسجد وأهالي منطقة (الجلاء) المحيطة بالمسجد.
وكشف عن انه سيتم توفير اجهزة طبية بتكلفة بلغت حوالي 40 الف دولار لمستشفى (الوفاء) للتأهيل الطبي والجراحات التخصصية في قطاع غزة مشيرا الى انه يتم تجهيز غرفة اضافية بكافة المستلزمات والاجهزة الطبية اللازمة لتقديم العلاج الطبيعي في المستشفى في محاولة لمساعدة المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة والاعاقات بمختلف أنواعها من كبار السن والشباب والاطفال المصابين بالخلل الوظيفي بالحركة.
والى جنيف حيث اشاد نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جيل كاربونيي بمساهمة الكويت في دعم اللجنة لتنفيذ برامجها ومشروعاتها في اليمن.
جاء ذلك في تصريح أدلى به كاربنيير ل (كونا) على هامش مراسم قيام مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم بتسليم تبرع بمبلغ 11 مليون دولار لدعم خطة اللجنة للاستجابة الانسانية للأوضاع في اليمن. وأشار إلى أن مكتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الكويت يعد المكتب الإقليمي للجنة بمنطقة الخليج.
ومن جانبه أشار السفير الغنيم في تصريح ل(كونا) عقب الاجتماع الى ان هذا التبرع جاء بناء على تعهد قدمته الكويت أثناء اعمال مؤتمر المانحين لليمن الذي عقد في جنيف في شهر أبريل من العام الماضي.
وأعرب عن حرص الكويت على دعم الوضع الانساني في اليمن لافتا إلى ان الكويت تساهم بشكل حيوي في العديد من انشطة اللجنة الدولية في العديد من الدول لاسيما أنها عضوة في مجموعة دعم كبار المانحين التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وما زلنا في جنيف حيث اكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الطاف موساني ان دعم الكويت لبرامج المنظمة الاممية في اليمن ساهم بقدر كبير في تحسين الخدمات الصحية هناك.
واوضح موساني في تصريح لوكالة الانباء الكويتية ان المساعدات الانسانية الكويتية لليمن تتميز بالاستدامة والالتزام مشيرا الى تقديم دفعة من المساعدات للمرة الثانية على التوالي خلال عام ونصف العام "ما سهل الكثير من برامجنا هناك".
واضاف ان الدفعة الثانية من المساعدات ستوجه الى مجالات اعادة تاهيل المستشفيات والمصحات ومراكز الفحص الطبي واعادة تشغيل شبكات توريد الادوية وتأهيل العمالة الطبية اللازمة لرعاية المرضى والمصابين كما اشار الى ان جزءا من الدعم الكويتي سيوجه الى برامج مكافحة الاوبئة مثل الكوليرا التي سجل اليمن معدلات اصابة قياسية بها.
واضاف ان "منظمة الصحة العالمية تنسق بفضل هذا الدعم الكويتي جهودها مع المنظمات الاممية الاخرى العاملة في اليمن للحد من تداعيات تدهور القطاع الصحي بما في ذلك ايضا العناية بتوفير امدادات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والتغذية اللازمة لاسيما للنساء الحوامل والمرضعات والاطفال الرضع".
ومن جانبه قال السفير الغنيم في تصريح مماثل ل(كونا) ان هذه المساهمة تأتي انطلاقا من الحفاظ على التزامات الكويت الانسانية وانطلاقا من حقيقة انها مركز للعمل الانساني وان سمو الامير حفظه الله ورعاه قائد للعمل الانساني.
ولفت الى ان هذه المساهمة تم الاعلان عنها في مؤتمر المانحين الخاص باليمن في الامم المتحدة في ربيع هذا العام في جنيف ادراكا من الكويت لاهمية تطوير الرعاية الصحية في اليمن لاسيما بعد التقارير الاممية التي عكست سوء الاوضاع هناك.
كما اوضح السفير الغنيم انه "لحسن الحظ فان مستشفى الكويت في اليمن لا يزال هو المستشفى الرئيس في اليمن الذي يقوم بدور اساسي لاسيما انه ليس فقط مستشفى علاجيا بل ايضا مستشفى جامعي يقدم خدمات مجانية للاشقاء في اليمن" لافتا الى ان الدور الذي يقوم به مستشفى الكويت في اليمن محل اعتزاز من منظمة الصحة العالمية ونظيراتها العاملة في هناك.
ومن جانبها قالت مديرة مكتب اتصال منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) كارولين رودريغوس-بركيت ان الدعم الكويتي لبرامجها سواء في اليمن او سوريا على قدر كبير من الاهمية.
واشارت رودريغوس-بركيت في تصريح ل(كونا) اثر اجتماعها مع السفير الغنيم الى اهمية هذا التبرع الكويتي للمساهمة في اعادة تشغيل نظم الري وترشيد استخدام المياه في الزراعة والرعي ما سيساهم بالتالي في تنشيط الفلاحة وتربية المواشي وصولا الى بيع منتجات المزارعين مشيدة بما تقدمه الكويت من مساهمات طوعية لتمويل برامج المنظمة في كل من سوريا واليمن.
ومن جانبه قال السفير الغنيم اثر الاجتماع ان الكويت تحرص على ان تكون تلك البرامج ذات ديمومة في اطار برامج التنمية المستدامة في قطاعي الانتاج الحيواني والصيد البحري كي يتمكن الشعب اليمني من الحصول على مورد رزق وتأمين احتياجاته الغذائية أيضا.
ولفت الى ان التعاون الكويتي مع (فاو) سواء في اليمن او سوريا هو الوحيد من نوعه بالمنطقة وذلك انطلاقا من ثوابت الكويت في التعامل مع الازمات الانسانية لاسيما تلك التي تحدث في المنطقة بشكل عاجل بما يخفف من وطأة معاناة الاشقاء سواء في اليمن او سوريا.
ولا يقتصر النشاط الخيري الكويتي على العمل الميداني بل يهتم كذلك بسبل ثقل هذا العمل من خلال تطوير وتأهيل القائمين عليه باعداد دورات وبرامج تدريبية بمشاركة منظمات العمل الخيري الدولية.
وفي هذا الاطار نظمت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت برنامجا تدريبيا بعنوان (العمل الإنساني المنبثق من المبادئ الإنسانية) بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر بمشاركة ممثلين عن وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية الكويتية.
وقال المدير العام للهيئة بدر السميط في كلمة القاها خلال حفل افتتاح البرنامج التدريبي ان هذا البرنامج هو احدى ثمار مبادرة (تمكين) التي اطلقتها الهيئة لتطوير اداء العاملين في العمل الخيري وخطوة مهمة من خطوات تفعيل الاتفاقية المشتركة.
واشار السميط الى ان العمل الخيري الكويتي عانى في السابق ضعفا ملحوظا في الجانب التأهيلي والتدريبي موضحا ان تنفيذ المشاريع الخيرية بكفاءة وجودة عالية لن يتحقق الا عبر تدريب وتأهيل العاملين في الحقل الخيري والانساني.