قالت فصائل وقوى وطنية فلسطينية اليوم الخميس ان انهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية هما امضى سلاح في مواجهة اي ائتلاف حزبي اسرائيلي فائز بالأغلبية عبر الانتخابات اليمينية المتطرفة.
وشددت الفصائل والقوى الفلسطينية في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على ان تعزيز الوحدة الفلسطينية هو الرهان الاساسي في مواجهة مختلف التحديات المقبلة وفي مقدمتها سياسات التوسع والاستيطان والاجراءات الاسرائيلية لتقويض قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم حركة الجهاد داوود شهاب إنه "من دون الوحدة الداخلية لن نكون قادرين على مواجهة التحديات التي زادت من خطورتها النتائج التي أفرزتها الانتخابات الإسرائيلية الاخيرة وتحالف اليمين المتطرف الذي يحكمه جنرالات في الجيش".
وشدد شهاب على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها احدى ركائز قوة الموقف الفلسطيني مؤكدا ان هناك مساعي لتعزيز الوحدة وتحقيق المصالحة.
واوضح ان الفصائل الفلسطينية قدمت ورقة "مبادرة" لتحقيق المصالحة معربا عن الامل في ان تحظى بترحيب الجميع لتكون نقطة انطلاق جديدة لتحريك مسار الحوار الوطني المتوقف منذ زمن والتوجه نحو المصالحة.
وقال ان الانتخابات الإسرائيلية لا تعكس أي تغيير في العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي مؤكدا ان الأحزاب الصهيونية تتنافس على ان تكون أكثر تطرفا وعنصرية وعدوانا ضد الشعب الفلسطيني والعرب بشكل عام.
واضاف ان الانتخابات الاسرائيلية المتعاقبة كشفت وجها "عنصريا قبيحا" من خلال التصريحات العدائية لقادة الأحزاب الصهيونية ضد العرب والمسلمين.
وأكد أن حركة الجهاد تتعامل مع ثوابت أساسية تتمثل في أن الانتخابات تجري في كيان احتلالي استعماري عسكري احتل الأرض الفلسطينية بالقوة والإرهاب ويسعى الى التوسع الاستعماري.
وبين أن "هناك تغييرا في قواعد الصراع.. والفصائل تدافع عن الشعب الفلسطيني" معربا عن عدم ثقته بالدعوات "المخادعة". وحول موضوع التهدئة أفاد شهاب بأن التهدئة تحكمها قواعد إدارة الصراع وتكتيك المقاومة موضحا انه "لا يوجد هدوء مجاني .. وان الهدوء له استحقاقات تتعلق بحياة أبناء الشعب الفلسطيني وأمنه وكرامته".
من جهته أكد نائب امين سر المجلس الثوري لحركة (فتح) فايز ابوعيطة في تصريح مماثل أن الانتخابات الإسرائيلية شأن إسرائيلي داخلي معتبرا ان سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو هو سقوط لبرنامجه الانتخابي القائم على التوسع والاستيطان والعنصرية ويهودية الدولة و(صفقة القرن) ورفضه لحل الدولتين.
وقال انه لا يوجد فرق كبير بين البرنامجين السياسيين لنتنياهو ومنافسه زعيم حزب (ازرق ابيض) بيني غانتس وهما "وجهان لعملة واحدة".
وشدد أبوعيطة على ضرورة انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية معتبرا انها السلاح الوحيد المتاح لمواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على "التطرف". وكشف ان القيادة الفلسطينية لا تمانع اجراء مفاوضات مع أي حكومة إسرائيلية مقبلة شريطة ان تكون قائمة على حل الدولتين ووقف الاستيطان.
من جهته أكد المتحدث باسم حركة (حماس) حازم قاسم انه على الرغم من وجود عدة أحزاب إسرائيلية وبرامج تبدو مختلفة فان الفائز منها يتفق على التحريض على المقاومة الفلسطينية وتأييد ضم الضفة الغربية وانكار حقوق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس وكذلك حق "العودة" للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح قاسم ان رئيس ائتلاف (أزرق ابيض) بزعامة غانتس كان قائدا لأركان جيش الاحتلال في العدوان على غزة عام 2014 كما ان الائتلاف يضم وزير الدفاع لجيش الاحتلال الاسبق "موشيه يعلون" الى جانب رئيس أركان جيش الاحتلال في حرب غزة عام 2008 غابي اشكنازي وجميعهم ارتكبوا مجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وذكر ان التلويح بالحرب على غزة قبل الانتخابات الإسرائيلية كان دعاية لجلب اصوات الناخبين واليمين الإسرائيلي مشيدا بدور المقاومة الفلسطينية في نحو عشر جولات سابقة لما تقوم به من دفاع عن حقوق الفلسطينيين لاسترداد ارضهم وحريتهم.
وأكد أن الأحزاب الإسرائيلية تتحد في الرؤية العامة لكنها تختلف في كيفية تنفيذ برنامجها الذي ينكر حقوق الشعب الفلسطيني او في قضايا إسرائيلية داخلية متوقعا استمرار السياسة اليمينية في الحكومة الإسرائيلية "وهو ما يشكل تحديا للشعب الفلسطيني".
وشدد على أهمية الاستمرار في حالة الوحدة الميدانية التي تجسدت في (غرفة العمليات المشتركة) الفترة الماضية داعيا الى الدفع بقوة لانهاء الانقسام السياسي الفلسطيني وإعادة بناء نظام سياسي يشارك فيه الكل الفلسطيني ويمهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية يشرف على انتخابات عامة مجلس تشريعي ومجلس وطني والرئاسة.
كما دعا الى وضع استراتيجية مقاومة مشتركة تجمع بين العمل الجماهيري والمقاومة الشعبية وبين المقاومة المسلحة مؤكدا ان الوحدة الوطنية هي سر قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تمثلها الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وحذر المجتمع الدولي من تمرد الحكومة الاسرائيلية على قرارات الشرعية الدولية داعيا العالم الى مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب حقوقه المشروعة.
من جهته قال محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ان نتائج الانتخابات الإسرائيلية افرزت فوز اليمين واليمين المتطرف ما يدل على أن الشعب الإسرائيلي يميل الى التطرف دون النظر الي أي ائتلاف يشكل الحكومة المقبلة.
واستبعد خلف ان يكون هناك حل سياسي مع القيادية الفلسطينية استنادا الى ما جاء في البرامج الانتخابية للمترشحين الإسرائيليين.
وشدد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية سياسية وطنية موحدة في مجابهة سياسات اسرائيل واليمين المتطرف.
وجدد تأكيد أهمية عقد مؤتمر دولي للسلام تحضره الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتنفيذ جميع القرارات الدولية ذات الصلة والضغط على اسرائيل للاستجابة للحقوق الفلسطينية.
ودعا خلف الدول العربية الى وقف أي محاولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي سواء كانت بشكل اقتصادي أو ثقافي او رياضي بهدف تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وانهاء الحصار المفروض عليه من الاحتلال الاسرائيلي.
وكانت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية أظهرت تقدم حزب (أزرق ابيض) على حزب (الليكود) الذي يترأسه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بفارق مقعد واحد فيما تجرى محاولات من أجل تشكيل حكومة "وحدة وطنية" عقب لقائهم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين يوم الاثنين الماضي.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية يوم امس الاربعاء ان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كلف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة على الرغم من اعلان لجنة الانتخابات تصدر منافسه النتائج بفارق مقعد واحد.