صعدت أسعار النفط أمس الخميس لتعوض بعض الخسائر الثقيلة التي مُنيت بها في الجلسة السابقة بفعل مؤشرات على انحسار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وانخفاض مخزونات النفط الأمريكية إلى أدنى مستوى في نحو عام.
وبحلول الساعة 0650 بتوقيت جرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 61.04 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 28 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 56.03 دولار للبرميل.
جاء هذا الارتفاع بعدما قررت الصين إعفاء أدوية أمريكية لعلاج السرطان ومنتجات أخرى من الرسوم الجمركية وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرجاء زيادة مقررة للرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة مليارات الدولارات.
وسبقت تلك التنازلات اجتماعا مقررا في الأيام المقبلة يهدف لنزع فتيل النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويأتي ارتفاع الأسعار بعد تراجع حاد للخامين القياسيين العالميين بعد تقرير أشار إلى أن الرئيس ترامب يبحث تخفيف العقوبات المفروضة على إيران وهي خطوة قد تعزز إمدادات الخام العالمية.
وتعززت المعنويات الإيجابية في السوق، بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت في الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى خلال عام تقريبا حيث رفعت المصافي إنتاجها بينما انخفضت الواردات.
وتراجعت مخزونات الخام للأسبوع الرابع وانخفضت 6.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السادس من سبتمبر وهو ما يتجاوز مثلي توقعات المحللين بانخفاضها 2.7 مليون برميل.
ودعت السعودية وروسيا أعضاء أوبك وحلفاءها إلى تحسين الامتثال لتخفيضات إنتاج النفط، بما يشير فعليا إلى أنهم يرغبون في أن تكبح الدول التي يزيد إنتاجها عن المتفق عليه مثل نيجيريا والعراق الإمدادات للمساهمة في دعم أسعار الخام.
تأتي دعوة وزيري الطاقة السعودي والروسي بعد أن قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان إن أوبك وحلفاءها قد يناقشون تعميق التخفيضات في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بسبب النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
والغضبان أول وزير يتحدث عن تعميق التخفيضات منذ اتفقت أوبك وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، في ديسمبر من العام الماضي على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 1.2 بالمئة من الإنتاج العالمي.
وقال مندوبان في أوبك إن تعميق التخفيضات قد يجري بحثه بالفعل ، حين يجتمع بعض وزراء أوبك+ في اللجنة المعنية بمراقبة السوق بأبوظبي قبيل الاجتماع الرسمي لأوبك+ في ديسمبر.
لكن الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي الذي تولى المنصب خلفا لخالد الفالح ، ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قالا إن هناك حاجة لأن يحسن بعض المنتجين امتثالهم للتخفيضات أولا.
وقال الأمير عبد العزيز ”كل الدول مهمة بغض النظر عن حجمها... يجب على كل دولة أن تفي بتعهداتها“.
وقال نوفاك إن ”الهدف الأساسي“ للاتفاق الحالي هو ”الحفاظ على الامتثال الكامل للاتفاق“.
وانخفضت أسعار النفط ما يزيد عن اثنين بالمئة بعد تقرير قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس تخفيف عقوبات عن إيران، مما قد يعزز إمدادات النفط العالمية في الوقت الذي تستمر فيه المخاوف بشأن الطلب على الطاقة.
ورفع العراق إنتاجه وصادراته بشكل قوي في السنوات الأخيرة، بينما انخفضت صادرات إيران بمقدار عشرة أمثال في السنة الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية.
وتجاوزت أوبك نسبة الالتزام بالتخفيضات في المتوسط في ظل تراجع صادرات إيران وفنزويلا بفعل العقوبات. لكن إنتاج بلدان مثل نيجيريا والعراق يتجاوز حصصها المقررة في الاتفاق.
وأنتجت نيجيريا على سبيل المثال 1.84 مليون برميل يوميا في أغسطس مقارنة مع المستوى المستهدف لها البالغ 1.65 مليون، بينما ضخ العراق 4.80 مليون بدلا من 4.65 مليون.
اتفقت أوبك وروسيا ومنتجون مستقلون آخرون في ديسمبر على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير.
وحصة أوبك من التخفيضات المستمرة حتى مارس 2020 تبلغ 800 ألف برميل يوميا، وتطبقها 11 دولة عضو مع استثناء إيران وليبيا وفنزويلا.
قال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي إن المنتجين في اجتماع اللجنة الوزارية لأوبك+ لم يناقشوا تعميق تخفيضات إنتاج النفط، لكن نيجيريا والعراق تعهدا ”بالامتثال الكامل“ بحلول أكتوبر.
وأبلغ الرمحي الصحفيين بعد اجتماع في أبوظبي لمراقبة الالتزام بتخفيضات الإنتاج أن معدل الامتثال الكلي لتخفيضات إنتاج أوبك+ بلغ 136 بالمئة.
وأضاف الوزير ”آفاق 2020 ليست جيدة جدا“، مضيفا أن هناك ”شعورا“ بأن التعاون بين أوبك وحلفاءها ينبغي أن يستمر.