اكتشفت دراسة كبرى قامت بتحليل الاستخدام العالمي للأراضي قبل 10 آلاف سنة إلى 170 عاما، أول دليل مسجل على تزامن البشر مع ظهور الزراعة.
ووجد الباحثون أن الصيادين والمزارعين قاموا “بتغييرات هامة” على الكوكب، حيث تركوا علامة لا تمحى لأكثر من 4 آلاف عام، مع إثبات أن بصمة الإنسان أعمق من الأنثروبوسين (حقبة مقترحة يعود تاريخها إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض).
وأظهرت النتائج أن التحول إلى الزراعة والرعي أثر بالفعل على أكثر من 40% من مساحة الأرض، قبل 4 آلاف عام.
وتبين أن زراعة الأراضي كانت شائعة في معظم أنحاء الكوكب قبل 2000 عام، ويتناقض ذلك مع الأبحاث السابقة، ويكشف أن البشر زرعوا الأرض قبل ألف عام مما اعتقد سابقا. واعتمدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “العلوم، على مشروع archaeoglobe، حيث أُطلق استطلاع استقصائي ضخم لعلماء الآثار في جميع أنحاء العالم، ممن غطت خبرتهم كافة فترات التاريخ البشري. وقام ما مجموعه 225 من المستطلعين، بملء أكثر من 700 استبيان إقليمي، لتوفير المعلومات اللازمة للدراسة. ووجد الباحثون أن العلامة الحديثة المتبقية على هذا الكوكب، ليست فريدة من نوعها وتمتد لآلاف السنين. وقال البروفيسور، مايكل بارتون، المشارك في الدراسة من جامعة ولاية أريزونا: “إن فهم كيفية تفاعل البشر مع البيئة على مدار الماضي السحيق، هو أحد أفضل الأمور التي يمكننا القيام بها لمعرفة الكيفية التي سيتعامل الناس بها مع البيئة في المستقبل. نحن لا نبدأ من الصفر، لقد بدأنا من تاريخ عميق».
ويجري تسجيل نشاط الشعوب القديمة بطرق مختلفة في سجل الأرض والحفريات، حيث أوضح البروفيسور بارتون أن دراسة نجاحات الشعوب البيئية وإخفاقاتها تعطي فكرة أفضل عن كيفية إحداث تغيير إيجابي في المستقبل. وأضاف أيضا بالقول، إن الدراسة لها آثار على النماذج التي يستخدمها العلماء للتنبؤ بكيفية تأثير البشر على البيئة في المستقبل.
وخلصت الدراسة إلى أن التنبؤات الدقيقة تعتمد على مقارنة الحاضر بالماضي، والبيانات الحالية تقلل من حجم تأثير الإنسان.