دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية 4 قرى سكنية في دولة النيجر لإيواء قرابة 200 أسرة فقيرة تعيش في أكواخ من القش والطين مهددة بالانهيار، بهدف خلق بيئة تعزز إنسانيتها وتحافظ على كرامتها وتوفر لأبنائها الاستقرار الأسري والرعاية التعليمية والتنموية والاجتماعية والدعوية من خلال المدارس والمساجد والآبار الارتوازية والدكاكين التجارية. 
 وقال نائب المدير العام للاتصال المؤسسي محمد راشد الشمري في تصريح صحافي إن المشروع الأول عبارة عن قرية سكنية متكاملة وهي قرية " حياة" تعمل على إنشائها الهيئة الخيرية بالتعاون مع فريق التآخي التطوعي وجمعية التعاون للخدمات الإنسانية في النيجر لايواء القرويين النيجريين الأشد فقراً.  
 وأضاف إن مشروع القرية يتألف من 107 بيوت سكنية ومستوصف، وبئر ارتوازية، ومسجد على مساحة 120 متراً، ومدرسة على مساحة 300 متر وتتكون من 9 فصول، ومشغل للفتيات مزود بآلات الخياطة و5 دكاكين وقفية و4 ماعز لكل بيت.
وتابع الشمري قائلاً: كما تخطط الهيئة لإنشاء ثلاث قرى سكنية أخرى، كل قرية تتألف من 25 بيتاً ومسجداً ومدرسة مكونة من 3 فصول دراسية ومبنى إداري وبئر ارتوازية وشبكة من المياه والصرف الصحي ومركز تدريب مهني، وذلك في خطوة مهمة لاخراج الفقراء والمحتاجين من دائرة الاحتياج والعوز والفقر إلى دائرة الاكتفاء الذاتي والاسهام في الإنتاج والتنمية.
ولفت إلى إن شعب النيجر يعاني من تفشي ظواهر الفقر والجهل والأمراض والأوبئة وقسوة الظروف المناخية، وهو الأمر الذي ترتب عليه زيادة أعداد الأيتام وأطفال الشوارع وانتشار البطالة والتسول فضلاً عن شيوع الحياة البدائية وتدني ظروف المعيشة.
وأردف الشمري: إن غالبية الشعب النيجري يعيش في مساكن من القش والطين، لا تحميه من حر الشمس وشدة الرياح وهطول الأمطار التي تؤدى في كثير من الأحيان الى سيول تجرف معها الأخضر واليابس.
 وواصل قائلاً: هذه المشاريع السكنية تمثل فرصة لإنقاذ الطبقات الفقيرة، وإيجاد بيئة اجتماعية آمنة وأكثر تطوراً تتضمن المأوى الآمن والمستوصف الذي يعالج المرضى والمسجد الذي يؤمه المسلمون للتعبد وأداء الشعائر الإسلامية وتربية ابنائهم على القيم والمبادئ ، والبيئة التعليمية الجيدة ومصادر المياة الصالحة للشرب والمشاريع الحرفية، مشيراً إلى إن هذه القرى تفتح آفاقاً جديدة من أبواب الصدقة الجارية أمام المتبرعين وتسهم في توطيد العلاقة بين المجتمع الكويتي ونظيره النيجري.
 وأوضح الشمري إنه رغم اعتزاز الشعب النيجري بالإسلام وتمسكه بشعائره إلا أن الجهل بالدين وضعف الدعاة والمعتقدات المنحرفة والهجمات المضادة وحركات التغريب تعمل على صرف الناس عن أمور دينهم والوقوع فريسة لحملات التغريب والجهات المشبوهة، منوها إلى إن الإسلام انتشر بالنيجر في القرن الخامس عشر الميلادي عن طريق التجار القادمين من المغرب العربي ومصر.
 يشار إلى إن نسبة المسلمين تشكل قرابة 99% من سكان النيجر ، وهي دولة حبيسة لا تطل على أي منفذ بحري ، ومن أفقر دول العالم حيث يعيش أكثر من 63% من السكان تحت خط الفقر بحسب تقرير منظمة اليونيسكو، ويقع ترتيبها كآخر دولة في العالم من حيث مؤشر التقدم الإنساني حسب تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
ويمثل الحصول على الماء المعاناة الأكبر للشعب النيجري حيث يتطلب السير لمسافة من 3 - 5 كم، وأحياناً تصل إلى 10 كم للوصول لبركة الماء المتجمع من الأمطار أو بئر قديم!.
ويعاني المجتمع النيجري نقصاً حاداً في الخدمات التعليمية الأمر الذي يجعل الحاجة شديدة لبناء المدارس للاسهام بفاعلية في تنمية المجتمع، بالإضافة إلى معاناته من ظاهرة التسول المنتشرة بشكل كبير في المجتمع بسبب الفقر الشديد وانتشار البطالة وظروف المعيشة.
وتغطى الصحراء الكبرى ما يقارب 80% من إجمالي مساحة النيجر التي تعاني أيضاً مشاكل بيئية صعبة مثل تعرية التربة والتصحر وإزالة الغابات.