دشنت الخطوط القطرية الاثنين رحلاتها إلى العاصمة الصومالية مقديشو ضمن مساعي قطر لمساعدة الصومال على النهوض من الكبوة الذي أصابته جراء سنوات من عنف وحروب مدمرة، والمساهمة في جهود إعادة بناء البلاد التي 
تلعب فيها قطر دورا كبيرا وتقدم مساعدات مهمة في مجالات التنمية والإغاثة والأمن وبناء مؤسسات الدولة.
 
وأعلن إيهاب أمين نائب الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وباكستان أنها تسيّر ثلاث رحلات أسبوعيا من الدوحة إلى مقديشو عبر جيبوتي، وذلك في حفل أقيم في المطار الدولي بمقديشو، بحضور عدمن وزراء الحكومة الفدرالية الصومالية وبعض السفراء المعتمدين لدى الصومال.
وأوضح إيهاب أمين في مؤتمر صحفي في المطار الدولي بمقديشو أن الرحلات تتيح الفرصة للأجانب الراغبين في السفر إلى مقديشو في الوصول إليها، وتسهل التنقل من الوجهات التي تعمل فيها الخطوط القطرية عبر مختلف الشبكات، وتقدم خدمات عالية المستوى كانت قادتها إلى كسب العديد من الجوائز.
تنويه
ونوه وزير النقل والطيران المدني الصومالي محمد عبد الله صلاد بالخطوط القطرية على اختيارها تدشين رحلاتها إلى مقديشو في الأول من يوليو/تموز الجاري، الذي يوافق اليوم الوطني لاستقلال الصومال، وأشار إلى وجود طلبات متزايدة من المغتربين الصوماليين الذين يتنقلون من وإلى بلدهم.
وأوضح أن الحكومة الصومالية عرضت على الخطوط القطرية اعتماد رحلات من الدوحة إلى الصومال، وأن الخطوط القطرية سرعان ما استجابت للطلب، وقال إن الرحلات ستشكل إضافة نوعية لخدمات النقل الجوي، الذي تسهم فيه أيضا خطوط طيران ذات مستويات رفيعة ومحترمة كالخطوط التركية والإثيوبية، وغيرهما من الخطوط التي تتمتع بخدمات نقل آمن وجودة عالية.
ويرى الأستاذ في كلية الاقتصاد بالجامعة الصومالية عبد العزيز أحمد إبراهيم أن الصومال قد يحقق بعض المكاسب بشكل مباشر أوغير مباشر من فتح خط عالمي جديد وموثوق، مثل جذب المستثمرين القطريين والأجانب، وزيادة عائدات المطارات، خاصة المطار الدولي بالعاصمة مقديشو.
ويضيف أن لجوء الخطوط القطرية إلى كسب مزيد من الزبائن بسعر تنافسي لتذاكر السفر قد يوفر بعض المال للمسافرين الصوماليين، وأن هذه خطوة تشجع على مشاركة خطوط طيران أخرى في خدمة النقل الجوي؛ مما يساعد على تدشين مطارات حديثة في الصومال تواكب التطور العالمي.
ويقول إبراهيم إن حصول الخطوط القطرية على وجهة جديدة يحقق لها منافع اقتصادية بسبب معاناة المغتربين الصوماليين في أوروبا وأميركا من صعوبات كبيرة في السفر من وإلى بلدهم بالسرعة المطلوبة، وإنه يعزز العلاقات والتعاون بين البلدين في عدة مجالات.
مساعدات وإغاثة
لم يقتصر الدعم القطري للصومال على تدشين رحلات جديدة لمقديشو، فقد دشنت قطر مؤخرا مشاريع تنموية؛ من بينها إنشاء طريق مقديشو-جوهر بطول تسعين كيلومترا، وطريق مقديشو-أفجوي بطول ثلاثين كيلومترا، وتأهيل مبنى لرئاسة الوزراء ووزارة التخطيط والاستثمار، وتأهيل مبنى لبلدية مقديشو، ومقر للمعهد الدبلوماسي، وغيرها من المشاريع الأخرى، فضلا عن تقديمها وعدا ببناء ميناء هوبيو.
وبرزت أعمال منظمات قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وعيد الخيرية وغيرها من المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية في تقديم مساعدات إنسانية للشعب الصومالي؛ مما ساعد في تجاوز أزمات الجفاف التي تكررت على مدى السنوات السبع الماضية، حيث استفاد مئتا ألف صومالي من المشاريع الخيرية التي نفذتها جمعية قطر الخيرية في الفترة بين 2009 و2017، وبلغت قيمتها 6.3 ملايين دولار أميركي، وذلك وفق تقرير أصدرته الجمعية.
وتضمنت المشاريع الخيرية مجالات الإغاثة العاجلة والتعليم والمياه والصحة والتمكين الاقتصادي والتنمية المستدامة والأمن الغذائي وإعادة توطين النازحين، في حين منح صندوق قطر للتنمية مليوني دولار أميركي للهلال الأحمر القطري في بداية العام الماضي بهدف تخفيف معاناة السكان في المناطق الصومالية المتضررة من الجفاف