كشفت دراسة حديثة، أن ألمانيا لا تأتي في صدارة الدول الأكثر تفوقا في الابتكار على مستوى العالم. وأظهرت الدراسة التي أجرتها الرابطة الاتحادية للصناعة في ألمانيا، أن ألمانيا احتلت المركز الخامس في القائمة بعد سويسرا وسنغافورة وفنلندا وبلجيكا. ووفقا لـ «الألمانية» قال رئيس الأكاديمية الألمانية للعلوم التقنية، هينينج كاجرمان: «هناك داع للقلق من أننا سنتراجع إذا لم نصبح أكثر ابتكارا ... كان من المفترض أن تصبح ألمانيا من بين المراكز الثلاثة الأولى في التقييم الشامل». كما أعرب كارجمان عن قلقه من مستوى تطور الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا. وذكر كارجمان أن 50 في المائة فقط من هذه الشركات تمتلك أقسامها الخاصة للبحث العلمي والتطوير، موضحا أنه لهذا السبب لم تستفد هذه الشركات بشكل كامل من برامج الإعانات المالية الحكومية في هذا المجال. وبنظرة سريعة على مقومات الاقتصاد الألماني والأحداث والتطورات التي شهدها ومر بها، تجعل أي مراقب يوقن أن روح المبادرة والابتكار والتقنيات الحديثة تلعب دورا عظيما في المحافظة على قوة هذا الاقتصاد وتطويره بشكل دائم، رغم الفترات العصيبة التي عاشها في الماضي، حيث كان يجتازها بتصميم كبير ويخلق النجاح تلو الآخر. ومن خلال دعم الدولة لأعمال البحث والتطوير، باتت ألمانيا من رواد الابتكار في العالم، في مجال البحوث وتسجيل براءات الاختراع وفي الحلول التقنية العليا. وهناك مجموعة حاسمة من العوامل التي تشكل اليوم قدرة ألمانيا التنافسية، نذكر منها امتلاكها لأعلى معدلات الإنتاج عالميا، وانخفاض تكاليف وحدة العمل، كما أسهمت سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية في السوق بتحويل النمو الاقتصادي الألماني إلى أحد أكثر مواقع الإنتاج في أوروبا فعالية من حيث التكلفة. وكأقوى اقتصاد في أوروبا تقدم ألمانيا سوقا جذابة من الدرجة الأولى، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي وسهولة ارتباطها بالأسواق الأوروبية الداخلية وكذلك دول شرق ووسط أوروبا، وتتميز ألمانيا بقوتها الإبداعية وتميزها التكنولوجي في قطاع التكنولوجيا العالية، حيث تحصل باستمرار على أعلى التقديرات نظرا لبنيتها التحتية واللوجستية.
|