بدعوة من الكلية الأسترالية في الكويت قدم الدكتور هيرمن فرانسن محاضرة بعنوان «أثر الأسعار المتدنية على أسواق النفط والغاز العالميين، رابحون وخاسرون!» وذلك في مسرح الكلية صباح يوم الأحد 29/3/2015.
واستعرض الدكتور فرانسن العوامل والتكنولوجية والسياسية التي تؤثر على مسيرة أسعار النفط، مبيّنا أن بقاء سعر النفط عند مستويات أعلى من 100 دولار في الماضي القريب ساهم في تبني تكنولوجيات عالية الكلفة والتي بدورها أدرجت مصادر نفط وغاز كانت تعتبر غير إقتصادية ومنها ما هو حبيس في صخور السجيل، الى مصاف مصادر النفط والغاز «التقليدية».
وأكد فرانسن أن «عصر السجيل» ليس بأمر عابر. موضحا بأن استخراج النفط من صخور السجيل سيستمر بالارتفاع فوق مستواه الحالي الذي يفوق 4 م ب ي في الولايات المتحدة ما دامت الأسعار أعلى من 50 دولار، ولكن بكميات تتقلص عبر الزمن. واستمرار الزيادة مرده التقدم بكفاءة تقنيات التنقيب وتراجع كلف منصات الحفر بسبب انحسار الطلب وكذلك حصر الانتاج في المناطق الأكثر عطاء في حقول السجيل.
وفي رأي الدكتور فرانسن فإن أسعار النفط المتدنية نسبيا أي 60 دولار أو أقل لمزيج برنت سيستمر وذلك بالنظر الى حجم الطاقات الاستخراجية المحجوبة عن السوق بسبب عوامل سياسية. فالعوامل الجيوسياسية تجعل من المستحيل التكهن بمسار الأسعار خارج إطار تلك التي تعكس فائض العرض مقارنة بالتحرك البطيء في الطلب وزيادة كلف التخزين.
وأوضح فرانسن أن تراجع الأسعار عن 100 دولار لم يكن بسبب قرار أوبك بعدم تقليص استخراج النفط الذي اتخذته في 27 نوفمبر 2014. فالأسعار المرتفعة مردها المضاربة حول أمور جيوسياسية. والسبب الرئيس لتراجع أسعار النفط حاليا هو كميات النفط المستخرجة من صخور السجيل.
إن انهيار أسعار النفط عامي 1985 و 1986 وتراجع حصة أوبك في إجمالي إمدادات النفط عالميا لا زالت عالقة في الأذهان الأمر الذي أبعد أوبك عن دورها السابق كمصدر متمم للإمدادات. ومن هذا المنظور فقد أكد الدكتور أن تقليص إمدادات أوبك لا منطق له.