بلا شك أضحى ال 16 من مايو كل عام يوما تاريخيا في حياة المرأة الكويتية وبمنزلة عيد يرمز إلى نيلها حقوقها السياسية وخوضها غمار هذا الميدان بما يعكس إيمان القيادة السياسية بدور المرأة في شتى المجالات والحرص على تمكينها في مراكز صنع القرار.
ففي 16 مايو عام 2005 حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية ترشحا وانتخابا بعد إقرار ذلك رسميا من مجلس الأمة الكويتي وسبقه قرار الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بمنح المرأة حقوقها السياسية وحولت الحكومة مشروع القانون إلى البرلمان للتصويت عليه وإقراره.
وجاءت مبادرة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله إيمانا منه بأهمية دور المرأة وتقديرا لعطائها في نهضة الكويت وتقدمها في كل المجالات لاسيما موقفها البطولي إلى جانب أخيها الرجل في الدفاع عن الكويت أثناء محنة الغزو وتضحياتها الغالية.
وبالفعل شهدت انتخابات مجلس الأمة عام 2006 أول مشاركة للمرأة الكويتية في الترشح والانتخاب لمجلس الأمة وتوجت التجربة السياسية للمرأة بخوضها انتخابات مجلس الأمة عام 2008 وأسفرت عن وصول أربع نائبات إلى قاعة عبدالله السالم.
وأثبتت المرأة الكويتية دورها الريادي في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد بشتى المجالات ولم يأت ذلك وليد اللحظة بل سبق مرحلة ظهور النفط وصولا إلى تحقيق المرأة معادلة أنها نصف المجتمع وجنبا الى جنب مع الرجل على طريق تقدم الكويت.
وأكدت المرأة وجودها على كل المستويات إذ شغلت العديد من الوظائف القيادية من وزيرة الى وكيلة وزارة ومديرة جامعة وسفيرة إضافة إلى خوضها تجارب في القطاع الخاص تمكنت من خلالها من تولي مواقع متقدمة اقليميا ودوليا.
وتأتي هذه الاحتفالية لتعزيز وإبراز الوجه الحضاري للمرأة الكويتية خصوصا والمرأة عموما وتأكيدا للدور الإيجابي والريادي ومسيرتها الاجتماعية والسياسية وعطائها الدائم في بناء المجتمع.
ولم يكن للمرأة عبر نضالها الطويل أن تحقق هذا النجاح لولا البيئة الراعية لها متمثلة بالمنظومة التشريعية والاجتماعية في حين منح مناخ الحرية السياسية والاقتصادية الذي تمتعت به المرأة الكويتية ثقة كبيرة أثمرت ابداعا وتميزا في شتى الميادين.
وتشعر المرأة الكويتية بالفخر نتيجة للمكاسب الكبيرة التي حصلت عليها خلال الأعوام الماضية والتي أهلت الكويت لأن تكون الأولى عربيا في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي 2015.
وبمناسبة يوم المرأة الكويتية قالت المدير التنفيذي للاتصالات في مجموعة شركة مشاريع الكويت القابضة إيمان العوضي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن المستوى التعليمي العالي الذي حققته المرأة الكويتية من خلال التحصيل العلمي أو الدورات التدريبية وغيرها من أساليب تساهم في صقل وتنمية قدرتها واضح وجلي.
ولفتت العوضي إلى إصرار المرأة الكويتية على توظيف هذا العلم والمهارات العملية والمعرفة والخبرات المتراكمة في عملها وفي تنمية بلدها في شتى المجالات.
وذكرت أن خطة التنمية رؤية الكويت 2035 (كويت جديدة) تركز على تمكين المرأة مبينة ان الكويت وقعت على اهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة التي يتعلق الهدف الخامس منها بالمساواة بين الرجل والمرأة.
وتطرقت إلى الجهود الحثيثة للدولة ممثلة في المجلس الأعلى للتخطيط بالتعاون مع مركز دراسات المرأة في جامعة الكويت ومع جهات أممية في تأهيل النساء مشيرة الى استفادتها شخصيا من أربع دورات انضمت اليها خلال عامي 12018 و2019.
وعن رضا المرأة الكويتية عما وصلت إليه أفادت العوضي "بأننا نطمح إلى ما هو أكبر فالنسب العامة بكل ما يتعلق بالمرأة الكويتية ليست بالطموح الذي يرضي وهي متدنية لكن ذلك مشترك بين أغلب دول العالم".
وأشادت بحرص الكويت على دعم المرأة في المجالات العلمية والعملية داعية الى تكثيف الجهود لمساندة المرأة لان تتولى عددا اكبر من المناصب القيادية سواء في القطاع الحكومي ام الخاص.
وبينت أنه على الرغم من الحمل الثقيل على عاتق المرأة كزوجة وأم ومسؤولة عن التربية فإنها أثبتت دورها الفعال في تنمية مسيرة الكويت وأنها جزء من منظومة العمل بدءا من البيت مرورا بتنشئة أفراد في المجتمع انتهاء بأدائها الوظيفي والارتقاء لأعلى المناصب.
من جانبها قالت المحامية سارة الدعيج ل(كونا) إن المرأة الكويتية أثبتت عبر الزمن قدرتها على تنمية المجتمع وتولي أعباء المنزل والأولاد مشيرة الى القصص التي تتوارثها الأجيال عن نساء الماضي وتكفلهن بكل اقتدار بمسؤولية المنزل عند سفر الزوج لرحلات الغوص والسفر وتدبير شؤونه المالية.
وأضافت أن الله تعالى حبا الكويت بهذه الخيرات بفضل تحمل أهلها الذين عانوا سنوات كثيرة من الأوضاع المعيشية ثم مع انطلاقة النهضة بدأت المرأة الكويتية بالتعلم داخل البلاد وخارجها وساندت الرجل في العمل في شتى المجالات.
وذكرت أن المرأة الكويتية طموحة وعطاءها لا ينضب وتأمل دائما أن ترتقي سلم المعالي في جميع ميادين الحياة التي يحتاج اليها المجتمع مشيرة الى استمرار عطائها لتساهم في نهضة البلاد ورفعتها.
وكان مقترح لجنة شؤون المرأة بتحديد 16 مايو من كل عام يوما للمرأة الكويتية قد انطلق من الغاية في إعلاء مكانتها وتعزيز دورها مجتمعيا وتهيئة البيئة الاجتماعية المناسبة لإبراز قدراتها وتشجيعها على الانخراط في البرامج والأنشطة التنموية.