أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» أنه على الرغم من الصعوبات الحالية في السوق إلا أن هناك حالة من القبول العام بين كل أطراف الصناعة ووعيا كبيرا بظروف السوق وإدراكا كاملا بأن هذه هي طبيعة الصناعة التي تتسم بحالة التقلب المستمر وهو ما يفسر عدم وجود اضطرابات أو احتجاجات واسعة.
وأضافت «أوبك» – في أحدث تقاريرها بالنشرة التحليلية الدورية – أنه رغم وجود خطورة واضحة للجميع من ظروف السوق الراهنة إلا أنه لا توجد حالة ذعر في الأسواق بل على العكس هناك حالة من القبول الواسع بالأمر الواقع نظرا لأن أغلب الكيانات العاملة في صناعة النفط تتمتع بالخبرة الواسعة والصلابة وتدرك أن السوق تمر بنهاية دورة اقتصادية وبداية دورة اقتصادية جديدة.
وأشار التقرير إلى أن كل الاستثمارات تركز على جهود البقاء والاستمرار والحفاظ على حد أدنى من النجاح لحين تعافي السوق واستعادة الأرباح المرتفعة ولذا تبحث في الآليات وخطط العمل من أجل الوصول إلى التوازن الاقتصادي والاستمرار في العمل بلا كلل من أجل إيجاد طرق ووسائل التكيف مع ظروف السوق السائدة بكل الطرق المتاحة.
ووفقا للتقرير فإن سوق النفط الخام تمر بصعوبات وتحديات كبيرة في المرحلة الحالية في ظل وجود عديد من العناصر الضاغطة على الأسعار إلا أنه توقع أن تؤدي الأزمة الحالية في نهاية المطاف إلى الارتداد في الاتجاه العكسي وارتفاع الأسعار على نحو مطرد وسريع.
وذكرت «أوبك» في تقريرها أن العودة إلى الأسعار المرتفعة ستحدث وستكون بدافع من وجود خطر حقيقي يهدد العملية الإنتاجية والاستثمارية نتيجة صعوبة إضافة قدرات إنتاجية جديدة لتلبية الطلب المستقبلي على النفط الخام وبالتالي فإن المشهد سيتغير بسبب الأزمة الراهنة إلى احتمال تفوق الطلب على العرض والعودة إلى الأسعار المرتفعة من جديد.
وقال التقرير إن عديدا من شركات النفط والشركات المرتبطة بخدمات هذه الصناعة ومنتجات النفط المصنعة شهدت عمليات تحول واسعة في استراتيجيات العمل وهذا التحول يقوم على إجراء خفض حاد في هوامش الربح وتقليص واسع في الميزانيات وبرامج التنمية، حيث طال التخفيض أيضا القوى العاملة ما أدى إلى حالة ترشيد كبيرة في كل الأنشطة القائمة.
ولفت التقرير إلى أن السوق سبق أن مرت بعديد من الدورات الاقتصادية المشابهة التي سجلت انهيارا حادا في أسعار النفط بما يفوق المرحلة الراهنة وكل الأزمات السابقة شابها كثير من حالات التوتر الحقيقي في الأسواق في وقتها إلا أن الصناعة نجحت في نهاية المطاف في التكيف مع الأزمات واستعادة الرواج والازدهار من جديد عقب كل أزمة سابقة.
ويرى التقرير أنه من المهم في ذروة الأزمة وفى مثل هذه الفترات من تهاوي أسعار النفط أن يركز كل أطراف الصناعة على العمل بشكل مكثف ودؤوب ومتسارع على زيادة الكفاءة والابتكار وضبط تكاليف الإنتاج بشكل صارم لأن ذلك يمكن من تحقيق أفضل قيمة وربحية في ظل انخفاض الأسعار.
وأضاف التقرير أن مرحلة الإنتاج النفطي السهل دون أعباء سوقية أو منافسة قد انتهى إلى غير رجعة ويجب أن نواجه التحديات الجديدة في السوق بكل قوة وصلابة وبسياسات قوية ومرنة في الوقت نفسه من أجل تحقيق انتعاش ورواج الصناعة في المرحلة الراهنة ولمستقبل الأجيال القادمة.