قالت السعودية اليوم الإثنين، إن ناقلتي نفط تملكهما كانتا ضمن سفن تعرضت لهجوم تخريبي قبالة ساحل الإمارات، ونددت بالهجوم ووصفته بمحاولة لتهديد أمن إمدادات النفط العالمية.
وكانت الإمارات قالت أمس الأحد إن 4 سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريب قرب إمارة الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، والتي تقع خارج مضيق هرمز مباشرة، ولم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم الذي وقع في خضم توتر متزايد بين الولايات المتحدة وإيران.
ومضيق هرمز ممر ملاحي حيوي يربط بين منتجي النفط في الشرق الأوسط، وبين أسواق آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية وما وراءها، وكان محور توتر إقليمي على مدى عقود، وفيما يلي بعض الخلفيات عنه:
ما هو مضيق هرمز؟
يفصل الممر المائي بين إيران وعُمان، ويربط الخليج بخليج عمان، وبحر العرب، ويبلغ عرض المضيق 33 كيلومتراً عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه 3 كيلومترات في الاتجاهين.
أهميته
قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن 18.5 مليون برميل من النفط المنقول بحراً يومياً مرت عبر المضيق في 2016، وشكل ذلك نحو 30% من الخام وغيره من السوائل النفطية التي شحنت بحراً في 2016.
وقالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية إن "ما يقدر بنحو 17.2 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات نُقلت عبر المضيق في 2017، ونحو 17.4 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2018".
ومع بلوغ الاستهلاك العالمي للنفط نحو 100 مليون برميل يومياً، فإن ذلك يعني أن قرابة خُمس تلك الكمية يمر عبر مضيق هرمز، وتمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية، وإيران، والإمارات، والكويت، والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، ويمر من المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال، وقطر أكبر مُصدر له في العالم.
وسعى  العراق وإيران في حربهما بين 1980 و1988 إلى عرقلة صادرات نفط البلد الآخر فيما عرف في ذلك الوقت بحرب الناقلات.
ويشار إلى أن الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين مكلف بحماية السفن التجارية في المنطقة.
نزاع أمريكي إيراني 
قال محلل في بنك آر.بي.سي في 22 أبريل(نيسان)الماضي: "رغم أن وجود الأسطول الأمريكي الخامس من المفترض أن يضمن بقاء الممر المائي الحيوي مفتوحاً، إلا أن المرجح أن تجري إيران في المستقبل القريب مناورات عسكرية مستفزة، وأن تستأنف نشاطها النووي كذلك".
ووافقت إيران على تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات بموجب اتفاق أبرمته في 2015 مع الولايات المتحدة و5 قوى عالمية أخرى، وانسحبت واشنطن منه في 2018، وتخشى القوى الغربية أن تكون إيران تريد صنع أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
وقال محللو آر.بي.سي: "ربما توحي كل هذه العوامل الجيوسياسية بأن صيفاً قاسياً ينتظر الرئيس دونالد ترامب بينما يسعى لإبقاء أسعار النفط تحت السيطرة".
وبدورها، تسعى الإمارات والسعودية لإيجاد طرق أخرى لتفادي المرور بمضيق هرمز، بما في ذلك مد مزيد من خطوط أنابيب النفط.
وقائع سابقة 
في يوليو(تموز) 1988، أسقطت البارجة الحربية الأمريكية فينسينس طائرةً إيرانيةً ما أسفر عن مقتل 290 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها، وقالت طهران إنه هجوم متعمد، فيما قالت واشنطن إنه حادث اعتقد فيه الطاقم أن الطائرة التجارية طائرة مقاتلة، وقالت الولايات المتحدة إن فينسينس كانت في المنطقة لحماية السفن المحايدة من هجمات البحرية الإيرانية.
وفي مطلع 2008، قالت الولايات المتحدة إن الزوارق الإيرانية هددت سفنها الحربية بعدما اقتربت من 3 سفن تابعة للبحرية الأمريكية في المضيق، وفي يونيو(حزيران) 2008، قال قائد الحرس الثوري الإيراني وقتها محمد علي جعفري إن "إيران ستفرض قيوداً على المرور في المضيق إذا تعرضت للهجوم".
وفي يوليو(تموز) 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية إم ستار لهجوم في المضيق، وأعلنت جماعة متشددة تعرف باسم كتائب عبد الله عزام، الموالية للقاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم، وفي يناير(كانون الثاني) 2012، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز رداً على عقوبات أمريكية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.
وفي مايو(أيار) 2015، أطلقت سفن إيرانية طلقات نحو ناقلة ترفع علم سنغافورة، قالت طهران إنها دمرت منصة نفطية إيرانية، ما دفع الناقلة للفرار، كما صادرت سفينة حاويات في المضيق.
وفي يوليو(تموز) 2018، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بتعطيل مرور النفط عبر مضيق هرمز رداً على دعوات أمريكية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر، وقال قائد بالحرس الثوري أيضاً إن إيران ستوقف كل الصادرات عبر المضيق إذا تم أوقفت الصادرات الإيرانية.